كانت فكرة «الروبوت» أو الأجهزة ذاتية الحركة قبل 3 أو 4 عقود مضت حلمًا مستحيلاً ولد من الخيال العلمي، لم يكن أحدًا يصدق أن يصبح للروبوتات وجودًا حقيقيًا، كائنات موجودة بالفعل، تشاركنا الحياة، ولا تغيب أخبارها يوميًا عن الصحف والمواقع الإلكترونية.
تنبؤات مازنجر أصبحت حقيقة
نما حلم الروبوت ليصبح واقعًا لا فرار منه، فكل فكرة وإن كانت خارج المألوف، تصبح حقيقة في يوم ما، الإنسان استطاع الصعود إلى الفضاء ويستعد بنو البشر الآن للهجرة نحو المريخ، ولم تعد الجيوش البشرية حلاً مناسبا لمواجهة الأعداء، بعد أن أصبح الروبوت هو الجندي المقاتل في ساحة الحروب، بعد أن أنتجت اليابان أول روبوت مقاتل تقدر تكلفته بأكثر من مليون دولار، تم تجهيزه بقاذفات صواريخ وعدد من الأسلحة، ويمكن قيادته من قمرة القيادة داخله أو من الخارج عن طريق جهاز تحكم عن بعد، وهي الفكرة التي تنبأ بها مسلسل الكارتون الشهير «مازنجر».
ليس هذا فحسب، تطور شركة شادو اليابانية حاليًا أجهزة روبوت مرهفة الحس، يمكنها العناية بالمرضى وكبار السن، وتستطيع أن تقص الحكايات على الأطفال، وتعتني بالمنزل، وتوصل الطلبات، وهناك أجهزة روبوت ذاتية الحركة لها ملمس وملامح البشر وتستطيع أن تتفاعل مع الناس وتستجيب للعواطف، وهناك روبوتات لإقامة العلاقات الغرامية أيضا، ويقوم الروبوت بأعمال السكرتارية ويراقص الفتيات، ويغني، ويقدم الخدمات في المطاعم والفنادق.
كل هذا لم يعد محض خيال، وكان واقعًا شاهدناه في معرض الروبوت في اليابان في ديسمبر الماضي، حيث يتم صناعة «ثقافة» يتم فيها إعداد المواطن بشكل مسل لمستقبل يصبح فيه الروبوت أكثر أهمية ليساعد في صناعة «مستقبل أفضل».
عالم مازينجر وجرندايزر
قبل أكثر من ثلاثة عقود، ألهمت فكرة الروبوت الفنان «جو ناجاي»، ليقدم أول شخصية كرتونية للاطفال من شخصيات السوبر روبوت بقيادة الشاب الغاضب دائما «كوجي»، الذي حارب دكتور هيل الشهير بأبي الغضب في مسلسل الإنمي الشهير «مازنجر».
ولدت فكرة مازنجر «الشخصية الكارتونية» سنة 1972، وعرضت من خلال مسلسل من 92 حلقة، بثتها شبكة فوجي تيليفجن اليابانية، في الفترة من ديسمبر/كانون الثاني 1972 حتى سبتمبر/أيلول 1974، ولقد تمت دبلجة 26 حلقة منه فقط للغة العربية وبثته عدة محطات عربية آنذاك.
في تلك الفترة كان الحديث عن «الروبوت» مجرد خيال علمي مثير لا أكثر، لذا نجحت الفكرة ووصلت إلى الشرق الأوسط، وأُطلقت دبلجة عربية لمسلسل «مازنجر زد» الذي أُطلق أولاً سنة 1972 في اليابان – بعد إطلاق الدبلجة العربية للمسلسل المكمل له، مغامرات الفضاء «جريندايزر» الذي أُطلق ثانياً سنة 1975 في اليابان، بعدَة سنوات، وبسبب ذلك الفاصل الزمني في العرض، وتفاوت التقنيات المستخدمة في الرسم، ظهر مسلسل مازنجر زد للعالم العربي، كمحاولة سيئة في صناعة مسلسل كارتوني عن الروبوتات العملاقة، وظهر بطله ماهر «كوجي كابوتو» كاستنساخ رديء لشخصيته من مسلسل جريندايزر.
نجاح في الشرق الأوسط
مسلسل «جرندايزر»، تم عرضه في الشرق الأوسط أولاً، على الرغم من أنه أحدث من «مازنجر» وقد تم انتاجه عام 1975، ولاقى جرندايزر وقت عرضه أول مرة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي على الشاشات العربية، سواء في دول المغرب العربي أو في دول الخليج العربي، نجاحًا ساحقًا، وعرض المسلسل في 74 حلقة، لكن المسلسل لم يلق نجاحًا في اليابان مقارنة بالنجاح الهائل الذي حققه في الدول العربية.
وتقوم فكرة مسلسلي «مازنجر» و«جرندايزر» على الصراع بين الخير والشر، ويكمل جراندايزر سلسلة المغامرات التي قام بها مازنجر، فيمثل الشر «فيغا» الكبير وهو قائد فضائي شرير يسكن في سفينته الفضائية في الفضاء الخارجي، هدفه السيطرة على جميع كواكب الكون، يستخدم فيغا في هجومه على الكواكب الأخرى رجالا آليين وروبوتات ضخمة.
حقيقة فيلم مازنجر Z السينمائي
قبل أيام تناقلت عدة مواقع أخبار عن تجسيد عالمي مازنجر وجرندايزر، في فيلم جديد لينافس فيلم Star Wars- The Force Awakens الذي قلب موازين العالم بعد أن عاد في نسخته الجديدة مع مطلع العام الحالي 2016.
لكن تظل تلك الأخبار مجرد أقاويل فلم تظهر أي أخبار رسمية تؤكد عودة عالم مازنجر من جديد في فيلم سينمائي، كل ما في الأمر خبر وصورة نشرها حساب موقع CoCoas.net على الفيس بوك، ولم يخرج أي تأكيد رسمي عن الخبر، أو عن النجوم المقرحة أسمائهم للمشاركة في فيلم الأكشن الشهير.
لكن يفتح لنا هذا الخبر الفرصة لتخيل كيف ستبدو الصراعات الجديدة في الكون؟ لقد تنبأ مسلسل الإنمي الشهير بروبوتات مقاتلة وأصبحت بالفعل موجودة، لكن عن الحروب الدائرة بين الكواكب بشكلها الجديد وقضايا مستوحاة من بشاعة الشر على كوكب الأرض بعد أن أصبح المريخ متاحا للسفر، وأصبحت الروبوتات نفسها تهدد بقاء البشر.
