لم ينف مصدر سياسي ليبي مسؤول، طلب السلطات الليبية الشرعية، المساعدة المصرية في مكافحة التنظيمات الإرهابية بليبيا، وذكر أن الطلب كان محددا بتدخل مصر عسكريا بقصف قواعد ومواقع ميليشيات تنظيم داعش والجماعات الإرهابية، حيث تتمركز في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية القريبة من الحدود المصرية، وبطول الشريط الحدودي الممتد من غرب بنغازي وحتى منطقة سرت الليبية.
وكشف المصدر للغد العربي، أن المباحثات التي أجراها فايز السراج، المكلف بتشكيل حكومة الوحدة الليبية، الأسبوع الماضي في القاهرة ، تطرقت لطلب دعم مصري قوي للحكومة الليبية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، بعد أن باتت تشكل خطرا داهما على دول الجوار، لكن القيادة المصرية تحفظت على التدخل العسكري في ليبيا حتى إن جاء بطلب من الحكومة، وأنها على استعداد للقيام بدور ريادي في مساعدة السلطات الليبية الشرعية لمواجهة التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي الليبية، وفي مقدمتها سرت، ودرنة، وبنغازي .
وأكد السياسي الليبي علي منصور، مستشار مجلس الوزراء الليبي السابق، أن مصر تكفلت ببذل الجهود السياسية والدبلوماسية لرفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، وتفعيل قررا مجلس الأمن الدولي الصادر في 23 ديسمبر/ كانون الأول، بدعم الحكومة الليبية الجديدة لمكافحة التنظيمات الإرهابية، كما أعربت مصر عن استعدادها لتقديم المساندة التقنية والفنية لقوات الجيش الليبي في مواجهة الإرهابيين.
وأوضح السياسي الليبي، للغد العربي أن طلب ليبيا التدخل العسكري المصري، يرجع إلى أهمية دور مصر عسكريا وسياسيا، دون غيرها من دول الجوار، خاصة وأن النظام في السودان أقرب لتنظيم الإخوان المسلمين، وتوجد في ليبيا ميليشيات “فجر ليبيا” وعناصر أخرى من الجماعات المسلحة تدعمهم، كما أن الجزائر مازالت ترى في تردي الأوضاع في ليبيا خطرا يهدد الأمن القومي الجزائري، واكتفت بنشر 40 ألف جندي على الحدود مع ليبيا خوفا من الخطر القادم من الشرق. وتأتي تونس الدولة الأهم بحكم القرب الجغرافي والعرقي والقبلي خاصة في الجنوبن ولكنها لا تمتلك قدرات التدخل العسكري في ليبيا، وتراقب حدودها فقط.
وأضاف لـ”الغد العربي” أن السلطة الشرعية في ليبيا تتفهم موقف مصر جيدا، وترى أن التدخل العسكري المصري في ليبيا، قرارا له حسابات معقدة، وتقديرات موقف تتحسب لتداعيات التدخل المصري مباشرة داخل الأراضي الليبية، في وقت تواجه فيه حربا مع الجماعات الإرهابية في سيناء، وأعلنت من قبل حالة استنفار قصوى على الحدود الغربية مع ليبيا والتي تمتد لأكثر من 1200 كم، والقوات المصرية “الجوية والبرية” تراقب وترصد الحدود على مدار اليوم وفي حالة استعداد للقضاء على أي تحرك إرهابي بإتجاه مصر، وهناك رصد مصري دقيق خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية القريبة من الحدود المصرية، وحين تقوم مصر بتأمين هذه الجوانب فهو يعد دعما أيضا للسلطات الليبية، دون تدخل عسكري مباشر.
ومن جانبه قال الخبير العسكري المصري، اللواء محمود عبداللطيف، للغد العربي، “إن الطلب الليبي بالتدخل المصري عسكريا تكرر أكثر من مرة، ومصر أوضحت للأشقاء في ليبيا لماذا تحفظت على هذا القرار، ولكن في نفس الوقت نحن على استعداد للقضاء على فلول الإرهابيين التي تهدد أمنننا القومي”. وأشار اللواء عبد اللطيف، إلى أن المساحة الممتدة من مصر إلى طبرق وبنغازي، ومرورا بالمناطق الغربية من مصراته وسرت التي تشهد تواجدا مكثفا من عناصر داعش، تم تجديد إحداثيات لها ، والقصف الجوي ليس مجددا من داخل ليبيا، وفقا للقدرات العسكرية المصرية، وعلى هذا الأساس لن تتدخل مصر عسكريا في ليبيا، والقيادة المصرية ربما تتحفظ أيضا على المشاركة في التحالف الدولي “الأوروبي” وهو تحت التشكيل لقصف المواقع الإرهابية في ليبيا.