هل تحد «منظومة الرقم الآلية» من معاناة الجنوب الليبي جراء نقص المحروقات؟

قال عميد بلدية سبها المكلف، أبو بكر الجماعي، إن الجنوب الليبي، وخاصة سبها، شهد اقتتال وضعف للوضع الأمني خلال السنوات الماضية، إلا أنه بفضل جهود القوات المسلحة الليبية استقرت الأوضاع الأمنية مع دخولها للجنوب.

وأوضح أنه بفضل التأمين الموجود بجهد الجيش الليبي بات هناك مشاركة من قبل الشركات، ومن بينها أجنبية، تعمل في مجال التنمية وإعادة الإعمار في المدينة.

ولفت إلى أن الحكومات الليبية المتعاقبة لم تلتفت للمدينة أو توليها أية رعاية رغم ما تعانيه من انهيار البنية التحتية، إلا أنه في الآونة الأخيرة انطلقت لجنة الإعمار في المدينة لتعود الحياة من جديد للمدينة.

وأشار إلى أن التجاوب من جانب الحكومات الليبية مع الاحتياجات في المدينة ضعيف للغاية، لافتا إلى أن المشكلة الرئيسية في المدينة هي المياه والصرف الصحي ، كما تفتقر المدينة للبنى التحتية من الطرق، وفي ظل انعدام التمويل أصبحت المجالس المحلية عاجزة عن تقديم أية خدمات.

وتابع عميد بلدية سبه أن الجنوب الليبي بعيد كل البعد عن اهتمام السياسين والحكومات المتعاقبة.

ومع عودة الهدوء الذي يسود المدينة بعد إحكام قوات الجيش الليبي السيطرة عليها، يجري العمل على مشروعات البنية التحتية المختلفة، فيما تسود حالة من التفاؤل بين سكان المدينة بعد سنوات من الاضطرابات.

لكن هناك من يرى أنه في إطار الاهتمام بالمسار السياسي، قد يتم إغفال بعض القضايا الحيوية كإعادة الإعمار، رغم أنه الملف الذي يحتل الأولوية لدى الغالبية العظمى من الليبيين.

بدأ المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باثيلي، جولة رسمية في دول جنوب ليبيا، تشمل السودان وتشاد والنيجر، سعيا من البعثة الأممية لدعم الاستقرار وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

وخلال لقائه في الخرطوم مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان دعا باتيلي الدول المجاورة لليبيا لتكثيف الجهود لمراقبة حدودها وتأمينها خشية أن تتحول ملاذا للجماعات “الإرهابية”.

كما جدد المبعوث الأممي دعوته لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية، مؤكدا أن ذلك “يحتاج تضافر جهود دول الجوار فيما يتعلق بإجلاء الحركات المسلحة الأجنبية والمقاتلين الأجانب”.

ومن بنغازي أكد الدكتور يوسف الفارسي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة، أن باتيلي يحاول الضغط على دول جنوب ليبيا لضبط الحدود.

وأوضح الفارسي، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن باتيلي يدرك أن الأزمة الليبية هي أزمة أمنية في الأساس.

وشدد على أن الوصول إلى الانتخابات لن يأتي إلا بعد حلحلة الأزمة الأمنية التي تعاني منها البلاد.

ومن طرابلس أكد محمد محفوظ الكاتب والباحث السياسي، أن لقاءات باتيلي المكثفة في دول جنوب ليبيا هدفها إخراج المرتزقة من ليبيا.

وأوضح محفوظ، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن تلك الجولة هي بداية لتحريك ملف المرتزقة بشكل جاد من خلال مناقشات جادة مع تلك الدول.

وشدد على أن جهود باتيلي جاءت بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي بدأت في الضغط على الدول التي ليس لها مصالح في ليبيا ولديها مرتزقة.

عقدت الحكومة الليبية، برئاسة فتحي باشاغا، اليوم الخميس، أول اجتماع لها في مدينة سبها جنوبي البلاد.

ووصلت ظهر الخميس، طائرة رئيس الحكومة إلى مطار سبها المدني، ووفد وزاري.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الليبي إن الاجتماع سيبحث البرنامج الحكومي للفترة المقبلة، إضافة إلى إعداد مشروع الميزانية العامة للدولة.

ويعد هذا الاجتماع هو الأول منذ منح البرلمان الثقة لحكومة باشاغا مطلع الشهر الماضي، رغم استمرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، في ممارسة مهامها.

وكلف مجلس النواب الليبي باشاغا قبل 50 يوما تقريبا بتشكيل الحكومة الجديدة، بينما يرفض رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، عبدالحميد الدبيبة، تسليم السلطة، مدعيا أنه سيتنازل عنها لجهة منتخبة.