هل تخلى «الاتحاد الأوروبي» عن الشقيقة الكبرى إيطاليا؟
دفعت حالة الغضب في إيطاليا الناجمة عن حجم الخسائر البشرية الكبيرة بعض الإيطاليين إلى إحراق علم “الاتحاد الأوروبي” فماذا يريد الإيطاليون فعلاً؟ وهل الأزمة تتعلق بشح المساعدات الطبية؟ أم بمطالب اقتصادية أكثر عمقا؟ وهل هم فعلا يقفون بمفردهم دون أي دعم من الاتحاد الأوروبي؟
واتجه عدد من المواطنين فى إيطاليا، إلى حرق علم “الاتحاد الأوروبى”، فى إشارة منهم لعدم مساعدة الاتحاد لهم خلال أزمتهم المأساوية مع “فيروس كورونا” المستجد “كوفيد 19”.
وقال رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، إن هناك تحريض داخلي وخارجي لزعزعة العلاقات بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يقوم بنقل حالات من إيطاليا وعلاجها في ألمانيا.
وأضاف أبو جزر، أن المساعدات التي تأتي من روسيا والصين وكوبا لا يجب أن تأخذ شكل التأثير السياسي في أزمة كورونا، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بدعم عدد كبير من الدول دون استخدامها سياسيا.
كما أشار إلى أن لا يجب أن يلوم الإيطاليين الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة، متسائلًا هل لو كاننت ألمانيا أصابها مثل ما أصاب إيطاليا هل كان يجب أن يلام الإيطاليين عن ذلك؟
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي، جعفر الأحمر، إن الاتحاد الأوروبي لا معنى له ولا فائدة منه إن لم تساعدة الدول الأعضاء بعضها وقت الأزمات.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن هناك شعور بالمرارة لدى الكثير من الإيطاليين بسبب عدم دعم الدول الأعضاء لها في أزمتها المتمثلة في تصدرها الدول الأكثر وباءا بفيروس كورونا حول العالم.
وأوضح ىجعفر الأحمر، أن الحكومة الإيطالية تعتبر حكومة ائتلافية من حزبين، أحدهما معارض وأحدهما مناهض للاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى رفض كبير لكل أطروحات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأزمة فيروس كورونا.
من جانبه أكد الاختصاصي في جراحة العظام، فيصل حايك، أن إيطاليا أصبحت على مستوى عال من التوزان بعد أن استهرت في بداية الأمر بانتشار الفيروس في البلاد.
كما ذكر فيصل حايك أن إيطاليا تتخذ سياسة التقشف منذ ما يقرب من 20 عاما، وأنها تخطت “المرحلة الحرجة” بعد أن علقت كافة الأنشطة التي كانت سببا رئيسيا في انتشار الفيروس على نطاق واسع في بداية الأزمة.
وقالت وكالة الحماية المدنية في إيطاليا اليوم الأربعاء إن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا قفز بواقع 727 حالة إلى 13155 وهو ما يمثل زيادة أقل قليلا من تلك المسجلة أمس الثلاثاء وأدنى عدد يومي للوفيات بالمرض في البلاد منذ 26 مارس آذار.
لكن عدد الإصابات الجديدة ارتفع بوتيرة أكبر من اليوم السابق حيث زاد بواقع 4782 حالة مقارنة بزيادة قدرها 4053 إصابة أمس ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات في إيطاليا إلى 110574.
