منذ اللحظة الأولى لإعلان وزارة الدفاع الروسية بدء شن الغارات الجوية على أهداف للمعارضة السورية لنظام بشار الأسد وهي تؤكد أنها ستكتفي بالتدخل الجوي، ولن يكون هناك ثمة تدخلات برية، ولكن هذا لم يمنع من الاستعانة بصديق لتحقيق ذلك الغرض.
تشهد العلاقة بين روسيا وكوبا تعاونا عسكريا كبيرا منذ فترة السبعينيات امتد حتى وقتنا هذا، وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن أن العلاقات العسكرية الكوبية الروسية تتطور بشكل بناء من خلال الدعم المسلح بالعتاد واستضافة المسلحين الكوبيين في جامعات روسيا العسكرية.
وأفاد معهد الدراسات الكوبية الأمريكية التابع لجامعة ميامي أن قوات كوبية وصلت إلى سوريا على متن طائرات روسية لتقديم الدعم إلى قوات نظام الأسد اليوم، وذلك بعد أيام من بدء الطائرات العسكرية الروسية شن غاراتها الجوية على أهداف للمعارضة السورية.
وقال المعهد إن قائد الجيش الكوبي توجه مؤخرا إلى سوريا في زيارة سرية، التقى خلالها قيادات الجيش العربي السوري في خطوة صُنفت على أنها تحضيرية لإرسال تعزيزات عسكرية تساند الأسد في حربه ضد قوات المعارضة.
وبحسب تقارير لمسؤولين في المخابرات الأمريكية فإن القوات الكوبية موجودة في سوريا فعليا لتقديم عمليات الدعم إلى القوات السورية بالإضافة إلى مهام تدريبية للعسكريين السوريين، مرجحة أن تكون عملية نقل العسكريين الكوبيين تمت بواسطة طائرات روسية.
يقول مسؤول في الجيش السوري، يعمل بمطار دمشق، إنه شاهد طائرتين روسيتين تُقلان عددا من المسلحين الكوبيين، وعندما بادرهم بالسؤال حول هويتهم، أجابوه قائلين “نحن هنا لمساندة قوات الأسد”.
وأكد جيمي سوشليكي، مدير معهد الدراسات الكوبية الأمريكية، أن التعاون العسكري بين روسيا وكوبا مستمر منذ فترة سبعينيات القرن الماضي، ولديهما تفاهم حول العديد من القضايا الإقليمية، مشيرا إلى أن روسيا لجأت خلال السنوات القليلة الماضية إلى تدريب مسلحين في كوبا وزودتهم بالعتاد العسكري.
وأضاف ” سوشليكي”: “أنا لم أتفاجأ من التعاون الروسي الكوبي، فالعلاقة بينهما قوية، والدعم العسكري الروسي للكوبيين بالسلاح ممتد على مدى عقود”.
وأفادت مصادر صحفية سورية بأنه حتى هذه اللحظة لم يتبين أن يكون هناك عناصر مسلحة كوبية تشارك في العمليات العسكرية من عدمه.
واضافت المصادر أن العلاقات السياسية السورية الكوبية تتمتع بقدر كبير من التفاهم، إذ إن كوبا من الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ قيام الثورة السورية في 2011 إلى أغسطس 2015 والاحتفال من جانب البلدين بمرور 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية خير دليل على ذلك.
وأوضحت المصادر أنه في 11 فبراير “آب” الماضي أرسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم برقية إلى نظيره الكوبي يشيد فيها بعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، مشيدا بدعم “هافانا” للنظام السوري خلال فترة الثورة.
وعبر المعلم حينها عن التقدير العالي لمواقف كوبا الداعمة لسورية إزاء ما سماه المؤامرة التي تستهدف دمشق.
