على مدار 10 سنوات، صارت سوريا ميدانا لتدخلات كثير من الدول والقوى الخارجية.
ومع طول أمد الأزمة وتعقيدها، زادت رغبة أطراف إقليمية ودولية في أن تكون فاعلة في تحديد المستقبل السوري كِيانا وشعبا ونظاما.
ورغم أن ثمةَ أسباباً متعددةً ومعقدةً جلبت تدخلَ الآخرين في الشأن السوري، فإن أطرافاً داخلية عززت فرصَ هذه التدخلاتِ وعملت على تكريس بعضها بصورة جعلتها واقعاً على الأرض، لتصبحَ هذه التدخلاتُ الآن عاملَ استدامةٍ للأزمة، وليس لحلها.
وعن الأزمة السورية في عهد جو بايدن، قال المسؤول السابق بالاستخبارات المركزية الأمريكية أنتوني شيفر، إن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن ستحدد السياسة الخارجية تجاه هذه الأزمة.
وتوقع شيفر أن يضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتعاون مع الحكومة السورية، بسبب أن المناقشات دائما ما كانت تجرى في العاصمة الروسية موسكو، وواشنطن لم تقوم بأي دور في هذا الإطار.
وفي السياق ذاته، قال المستشار لدى الحكومة السورية، الدكتور عبد القادر عزوز، أن الحكومة السورية لم تلجأ للخيار العسكري إلا أمام فصائل إرهابية متطرفة، وكانت الحرب ضدها لا بد منها.
وأوضح عزوز، أن الدولة السورية تفسح المجال أمام باقي الخيارات لعمليات التفاوض وفق المنافع المتبادلة، مشيرا إلى أن الانتخابات في موعدها ونتمنى مشاركة جميع الأطراف.
وعن اجتماعات اللجنة الدستورية، أضاف عزوز في برنامج “مدار الغد”، أن البعض أراد الانقلاب على الإطار المرجعي المتفق عليه مع المبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسون.
ومن طهران، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد صالح صدقيان، إن هناك تنسيقا عالي المستوى بين طهران وموسكو، سواء فيما يخص سوريا أو الأمن الإقليمي ولا يوجد ما يشير إلى أن روسيا قد أدارت ظهرها إلى سوريا.
ومن موسكو، فال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه مورتازين، إن روسيا متواجدة في سوريا على أساسي شرعي، وأن روسيا دخلت البلاد بدعوة من الحكومة السورية.
وأوضح مورتازين، أن روسيا ليس هدفها التقدم العسكري، ولكن الهدف الرئيسي هو إعادة بناء البلاد وذلك على “حد قوله”، مشيرا إلى أن هناك احتمال للتعاون ما بين موسكو وواشنطن.
جدير بالذكر أن المبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسون، قال الجمعة، إنه “إذا لم تتوفر الإرادة السياسية لن نحقق أي تقدم في سوريا”.
وأضاف بيدرسون، خلال مؤتمر صحفي من جنيف، أنه “يتوجب علينا بذل مزيد من الجهد لتحقيق تقدم حقيقي”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن “هناك 5 جيوش تعمل في سوريا، وشهدنا انتهاكات في الأراضي السورية”.
وقال بيدرسون، “نحن بحاجة إلى مفاوضات حقيقية تجمع كل الأطراف لإيجادة حل لهذه الأزمة”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون، قال إن الدورة الخامسة للجنة الدستورية ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل للنقاش بشأن المبادئ الدستورية الأساسية.
