هل تسقط تركيا في مستنقع إقليم ناجورنو كاراباخ؟
هل تسقط تركيا في مستنقع إقليم ناجورنو كاراباخ؟! أصبح هذا التساؤل مطروحا بقوة بعد التدخل الواضح من جانب حكومة أنقرة في المعارك الدامية الجارية بين قوات أرمينيا وأذربيجان في الإقليم من خلال إرسال المرتزقة الموالين لها إلي هناك.
وأرجعت تقارير صحفية أسباب تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان إلى التدخل التركي عبر إرسال هؤلاء المرتزقة.
من جانبها، أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الموقف أصبح أكثر تعقيداً لا سيما مع التدخل التركي المباشر الذي جاء على عكس المرات السابقة.
وأضافت الصحيفة أن تورط أنقرة الواضح في أذربيجان يبرز المواجهات التي بدأها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من المعارك في شمال سوريا ثم الحرب الأهلية في ليبيا وصولا للانخراط في النزاع البحري شرق المتوسط.
واتهم الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان تركيا بالسعي إلي تحويل منطقة القوقاز إلي سوريا أخري، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل مع دخول التوترات إلى يومها الخامس بين بلاده وأذربيجان.
وكانت الخارجية الروسية قد ذكرت في وقت سابق، أنه يتم الدفع بميليشيات من المرتزقة من سوريا وليبيا إلى الإقليم الذي يشهد معارك دامية.
ودعت روسـيا إلى عدم استخدام المرتزقة الأجانب في الصراع الدائر في الإقليم.
وتزامن ذلك مع مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بونين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بضرورة وقف تام للقتال في الإقليم.
وانتقد الرئيس الفرنسي موقف تركيا من المواجهات الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان في الإقليم المتنازع عليه.
وطالب مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للقتال في الإقليم المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا والعودة إلى مفاوضات بنّاءة.
ودعا رؤساء أمريكا وروسيا وفرنسا، نيابة عن الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلي الوقف الفوري للأعمال العدائية في أقيم ناجورنو كاراباخ.
كما طالبوا قادة أرمينيا وأذربيجان إلى الانخراط دون تأخير في استئناف المفاوضات الموضوعية، بحسن نية ودون شروط مسبقة، تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك.
ورغم دعوات المجتمع الدولي إلى وقف التصعيد والمعارك المحتدمة منذ نهاية الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات، يصر طرفا النزاع على الاستمرار في القتال.
وعلي صعيد العمليات العسكرية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 30 مسلحا مواليا لتركيا في المعارك الدائرة بالإقليم بين قوات أذريبجان وأرمينيا.
وأكد المرصد السوري أن الحكومة التركية أقحمت مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها بشكل كبير في المعارك، حيث شهدت الـ 48 ساعة الفائتة مشاركة كبيرة للفصائل السورية الموالية لأنقرة في المعارك.
وأضاف المرصد أن دفعة جديدة من المرتزقة السوريين، جرى نقلهم إلى أذربيجان من قبل شركات أمنية تركية، حيث تم نقل أكثر من 530 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة، ليرتفع تعداد الواصلين حتى اللحظة إلى 850، وسط تحضيرات لنقل مزيد من الدفعات خلال الساعات والأيام المقبلة.
