هل تسلم فرنسا خرائط النفايات النووية للجزائر؟
بلهجة شديدة، وجه الجيش الجزائري رسالة إلى فرنسا، للكشف عن خرائط النفايات النووية، وهذه المرة على لسان رئيس قسم هندسة القتال، بقيادة القوات البرية الجزائرية، العميد بوزيد بوفريوة، عبر مجلة الجيش، التي تصدرها وزارة الدفاع الجزائرية، مطالبا بتحمل فرنسا مسؤولياتها، بعد مرور 60 سنة كاملة، عن أول تجربة نووية فرنسية في الجزائر.
وقال المحامي والحقوقي الجزائري، عبد الرحمان صالح، إن “مجلة الجيش هي بمثابة الناطق الرسمي غير المعلن للدولة الجزائري، ومطالبة فرنسا بالاعتذار له عدة قراءات، فهو بمثابة الرد على تقرير بن جامين ستورا، وعلى فرنسا من الناحية الأخلاقية الكشف عن أماكن وجود هذه النفايات النووية أو تحويلها لفرنسا ومعالجتها هناك”.
ونفذت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في صحراء الجزائر الكبرى، وجاء 11 اختبارا بعد اتفاقيات إيفيان، المبرمة عام 1962، والتي أنهت حرب الاستقلال المتسمرة لثمان سنوات.
ونفذت 4 انفجارات سطحية في منطقة رقان، تسببت في تلويث أجزاء كبيرة من الجنوب الجزائري، وصلت إلى دول إفريقية أخرى، و13 انفجارا باطنيا في منطقة إن إيكر، خرج العديد منها عن السيطرة.
وقال عضو الهيئة الوطنية عن ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، محمد طاهر ديلمي، إن “هناك دعاوي على مستوى الهيئات الدولية، لأن هناك ضحايا التفجيرات النووية لأن الإشعاعات النووية تتكرر جيلا بعد جيل، ولهذا نطالب بمحاكمة فرنسا الاستعمارية على جرائمها والتي أدت إلى تضرر إخواننا في الجنوب”.
وخلفت هذه التجارب النووية، نفايات ضخمة غزيرة الإشعاع، وطويلة العمر، منها ما تم دفنه تحت الأرض، ومنها ما بقي في العراء، على مساحات شاسعة تسببت ضحايا كثرا من سكان المنطقة، وأضرارا في البيئة لا تزال قائمة بعد مرور ستة عقود.
