شهدت القضية الفلسطينية تحولات كبيرة، خصوصا من جانب إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، فانحيازُ الأخير الكامل إلى إسرائيل كان واضحا خلال فترة حكمه، والذي كان يوازيه خناق سياسي واقتصادي وإنساني على الفلسطينيين.
وبات البيتُ الأبيضُ على مشارف استقبال الرئيس المنتخب جو بايدن، حيث يأمُل الفلسطينيون أن يتغير معه التعاطي الأمريكي مع القضية، وأن يخلقَ فرصةً حقيقيةً للحل.
إلى ذلك الحين، يحاول الفلسطينيون ترتيبَ البيت من الداخل، وإحياءَ دورِ ومضمون مؤسساتهم الوطنية، والأهم من ذلك، إنهاءُ انقسام ينخَرُ الجسدَ الفلسطيني على مدى 14عاما.
تغييراتٌ مرتقبةٌ من المنتظر أن تشهدها القضيةُ في الأيام المقبلة عقب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو، فبايدن أعلن أنه سيعيد إرسال المساعدات للفلسطينيين، وسيعمل على إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق يفضي إلى حل الدولتين.
كما وعد بايدن بإعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي أغلقته إدارة ترامب في 2018، وتعهد كذلك بالعمل على إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي أغلقتها أيضا إدارة ترامب، وذلك في خطوة يراها محللون أنها تهدف لخلق توازن سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تصريحات وتعهدات دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس للإعراب عن تطلعه للعمل مع بايدن وإدارته من أجل تعزيز العلاقات الفلسطينية الأمريكية وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستستأنف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد إبداء تل أبيب استعدادَها للالتزام بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين.
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، عقدت حركتا فتح وحماس عدة اجتماعات العام الحالي، كان آخرَها في القاهرة الشهرَ الماضي، وتم التباحثُ خلاله حول عدة قضايا أبرزُها، تحديدُ موعد الانتخابات العامة من أجل البدء في طي صفحة الانقسام الذي يمتد لأربعة عشر عاما.
وأوضح مجلي، في برنامج مدار الغد، أن ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس لا يوجد به أي تقدم بالوقت الراهن، مشيرا إلى أن المباحثات بين الحركتين طالت أكثر من الفترة التي فاوضت فيها فلسطين إسرائيل.
كما أكد مجلي، أن الشعب الفلسطيني يجب أن يشكل عامل ضغط لإجبار المسؤولين على المصالحة.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، التي بذلت خلال عام 2020 لتحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس، إلا أن محصلة نتائج تلك الجهود كانت صفرية.
ولم يحدث تطور نوعي بملف المصالحة الحيوي والمهم، خاصة في ظل التحديات الصعبة التي تواجه للقضية الفلسطينية، على الرغم من الاجتماع الهام الذي عقد للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في كلا من رام الله وبيروت.
واستغلت إسرائيل حالة الانقسام كعادتها في فرض سياسة الأمر الواقع والمضي قدما في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية التهودية وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية، التي تمنع قيام دولة فلسطينية، ومواصلة انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
