شهدت العاصمة البريطانية لندن ليلة أمس، الأحد، حادث دهس لمصلين أمام مسجد “فينسبيري بارك”، بعد انتهائهم من صلاة التراويح، نفذه 3 مهاجمين بسيارة “فان” بيضاء، ما أسفر عن مقتل شخص، على الأقل، وإصابة 8 آخرين.
ونجحت الشرطة البريطانية في إلقاء القبض على المهاجم، الذي تبين عدم انتمائه لأي كيانات متطرفة، غير أنه يحمل عداءً صريحًا للمسلمين، وهو ما أكدته وكالات أنباء بريطانية.
الأمر الذي بدوره يلقي الشكوك حول كون الحادث رد فعل لعمليات الدهس التي تعرضت لها العاصمة البريطانية في الأونة الأخيرة بحق مواطنين بريطانيين من قبل عناصر ينتمون لتنظيم “داعش” الإرهابي، وهو ما أدى بدوره لتنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في أوروبا، وهو ما حذرت منه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والتي طالبت بمواجهة التطرف الديني من الطرفين عقب عملية الدهس بحق مصلين مسلمين.
بدوره، حذر الأزهر الشريف من تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، مؤكدا أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ظاهرة شديدة الخطر إذا ما تُركت تتدحرج مثل كُرة الثلج وقد تتطور ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغد القريب إلى الدينوفوبيا.
وأكد الأزهر الشريف رفضه القاطع لهذا العمل الإرهابي العنصري الآثم، مطالبا الدول الغربية باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا وتضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تستهدف المسلمين وتسيء للقيم والمبادئ الإنسانية التي تكفل للجميع العيش في سلام وأمان مهما اختلفت عقائدهم أو جنسياتهم.
وبحسب تصريحات، صادق خان عمدة لندن، بأن الجرائم العنصرية التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية لندن زادت بمعدل خمسة أضعاف مؤخرا، و أنه تم تسجيل 20 حادث ضد المسلمين في عام 2017.
من جانبه، قال الباحث السياسي محمود غريب أن عملية الدهس التي تمت بحق المصلين لها بعدان رئيسيان، الأول: لا بد من قراءتها في إطار امتداد العمليات الإرهابية وإن تبدل الطرفان الكراسي فأصبح مسلمين ضحايا لإرهابي غربي متطرف، وهو ما يعني أن الاحتقان والعداء انتقل إلى مرحلة «الصراع على الهوية» لدى الغرب وهو تطور لم يشهدها الشرق الأوسط على أقل تقدير، إذ يمكن فهم العملية على أنها ردة فعل على عمليات الدهس التي يرتكبها متطرفون مسلمين في الغرب
وأضاف غريب، في تصريح لـ«الغد»، أن الأمر الثاني هو تأثير العملية على النظام، إذ إن الأقدار والإرهاب وكافة الظروف قد وقفت أمام تيريزا ماي، كأنها تأبى أن تستكمل فترتها بعدما تلقت صدمات عديدة خلال الفترة الأخيرة بدأت بخسارة الانتخابات، ثم الحريق الهائل الذي أدي إلى تأجيل الإعلان عن الائتلاف الحكومي، وسط عمليات إرهابية من أطراف مختلفة، بالإضافة إلى غضب عارم بدأ يتسرب بقوة داخل حزب المحافظين تجاه ماي يجعل سقوط الزعيمة متناسبًا إلى حد ما مع غطرستها التي بدت متمسكة بها منذ جاءت إلى كرسيها.
