هل تطيح «احتجاجات كورونا» بحكومة نتنياهو؟
ازدادت حدة التورات في إسرائيل بعد خروج آلاف المتظاهرين في خطوات احتجاجية على سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في فشله بالتعامل مع الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، هذا الفشل دفع العديد من الأصوات لأن تطالب نتنياهو بالاستقالة.
الأمر لم يتوقف عند حد المظاهرات بل تعداه إلى تبادل الاتهامات بين حزبي الليكود وكاحول لافان “أزرق – أبيض” حول مسألة تفشي الكورونا، وسط ازدياد المنحنى الوبائي في إسرائيل وعدد المرضى الحاليين يبلغ 22324 .
وأصدر حزب الليكود بزعامة نتنياهو بيانا اتهم كاحول لافان بعرقلة المساعي لوضع حد لانتشار الوباء بسبب، على ما يبدو، رفض رئيس الوزراء بالتناوب بيني جانتس تشديد إجراءات الاغلاق دون منح تعويض إضافي للمتضررين.
نتنياهو الفاشل
وبدوره اتهم جانتس زعيم حزب “أرزق – أيض” نتنياهو، اليوم الأربعاء، بالتملص من المسؤولية، مطالبا بإحالة التعامل مع أزمة الكورونا إلى وزارة الجيش، وذلك وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتبادل فيها كل من نتنياهو وجانتس المسؤولية عن الفشل المتصاعد في مواجهة الفيروس، خاصةً مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات، ما دفع نتنياهو سابقًا للتهديد بالتوجه لانتخابات مبكرة.
واتهم زعيم حزب “إسرائيل بيتنيو” ووزير الجيش السابق، أفيجدور ليبرمان حكومة نتنياهو بالفشل بشكل ذريع في مواجهة كورونا، مشددًا على ضرورة عدم إغلاق المنشآت الاقتصادية، لأن الحدث الحالي ليس قصير المدى.
من جهته هاجم وزير الرفاه الإسرائيلي “ايتسيك شمولي” (حزب العمل)، حزب الليكود بخصوص التعامل مع الازمة الاقتصادية جراء انتشار فيروس كورونا، قائلًا: إنهم “منشغلين بملاحقة القضاة والضم وليس بمليون عاطل عن العمل، هم لا يتظاهرون ضدي، هم يتظاهرون ضد سياسة الحكومة وصراخهم حقيقي ومبرر”.
الهاجس الطبي والاقتصادي
وضع فيروس كورونا في إسرائيل وما خلفه من آثار على الأوضاع الاجتماعية، ووفق استطلاع للرأي أجرته قناة “كان 11″ أن قرابة 80% من الجمهور غير راضين عن طريقة تعامل الحكومة اقتصاديا مع ازمة الكورونا.
وقال أكثر من 50% من المستطلعة آراؤهم إن الأزمة أثرت على حجم مدخولاتهم بينما أبلغ نحو 30% منهم إنه يصعب عليهم تسديد الرسوم الشهرية.
توتر الأوضاع أيضا طال نقابة العمال العامة الإسرائيلية (الهستدروت) التي أعلنت أن الممرضين والممرضات يضطرون إلى العمل بغياب قوى عاملة وتحت أعباء ثقيلة، تمس بقدرتهم على منح علاج لائق لجميع مرضى الكورونا”.
وقال نائب مدير عام مستشفى “شيبا” ورئيس رابطة مدراء المستشفيات، أرنون أفيك، قوله: “إن انتشار كورونا كشف الضائقة بصورة متطرفة”.
طوق كل نهاية أسبوع
وتدرس الحكومة الإسرائيلية إمكانية فرض طوق كل نهاية أسبوع من أجل تقليص انتقال الفيروس في الحفلات والمناسبات الاجتماعية، و لا يستبعد وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين، إمكانية فرض الإغلاق الشامل كإجراء للحد من انتشار وباء كورونا .
وقال إدلشتاين إن البلاد وفي ظل تسجيل معدل إصابات قياسية تتجه إلى الإغلاق الشامل، مشيرا إلى أن حدوث معجزة من شأنه الحيلولة دون الإغلاق.
وكانت اللجنة الوزارية لشؤون الكورونا اجتمعت الليلة الماضية وانفضت بدون أي نتائج بشأن تشديد الإجراءات وفرض مزيد من الإغلاق.