هل تعاود إدارة بايدن تمويل الأونروا والمؤسسات المدنية الفلسطينية؟
تأمل قطاعات فلسطينية مختلفة أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة في ظل وجود الرئيس المنتخب جو بايدن، على تذليل العقبات التي تعرضت منظمة الأونروا والعمل الاستقرار والسلام في المنطقة.
وكان لإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب أثر كبير في تراجع الخدمات التى تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين في مناطقها الخمس، وكذلك تأثرت مؤسسات المجتمع المدني من وقف للتمويل، الأمر الذى انعكس على تقديم أنشطتها في المدن الفلسطينية.
تأثر الأونروا
وقال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، “إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت هى المانح الأكبر للمنظمة على مدى أكثر من سبعين عاما، وللأسف الشديد في عام 2018 إداره ترامب قطعت 360 مليون دولار أي ما يعادل 30 % من ميزانياتها”.
وأوضح أبو حسنة أن هذا كان له تأثيرات كبيرة على الخدمات المقدمة وبرامج الطوارئ وجودة هذه الخدمات وتوسعتها وكذلك عمليات التوظيف، ولذلك كل ما له علاقه بعمل الأونروا تأثر من هذا القطع الكبير.
وأضاف أبوحسنة في تصريحات لقناة الغد، و نحن نأمل من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعيد الدعم المقدم للأونروا، لأن كل الإدارات الأمريكية كانت تفهم أهمية دور الأونروا كعامل للاستقرار والسلام، وأن المنظمة موجودة حتى حل قضية اللاجئين حلا عادلا وشاملا وبعد ذلك لا لزوم لوجودها.
ويأمل أبو حسنة أن تتم استعادة هذه المساعدات من أجل خدمة اللاجئين والاستقرار والسلام في المنطقة.
تضرر المجتمع المدني
من جهته أوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، أن هناك ضررا كبيرا أصاب منظمات المجتمع المدني بسبب وقف التمويل الأمريكي للشعب الفلسطيني ومؤسساته بما فيها السلطة الفلسطينية.
وقال الشوا، إنه في ظل الاشتراطات والضغوط التي مارستها إدارة ترامب كان لها الأثر الكبير في التحريض على مصادر التمويل، وأيضا تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، ما زاد الأعباء على هذه المؤسسات، وهناك عجز مالي يفوق 50% مقارنة بالسنوات الماضية تعاني منها مؤسسات المجتمع المدني.
وأكد الشوا أن المطلوب من إدارة بايدن، العمل باتجاه معالجة الاشتراطات التي وضعتها الإدارات الأمريكية المختلفة بحق تمويل منظمات المجتمع المدني وبخاصة الشروط السياسية التي تنتقص من مبادئ حقوق الإنسان، وأيضا العمل باتجاه توفير الدعم المالي لمعالجة الأزمات الناجمة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك حملة الضغوط التى مارستها إدارة ترامب.
تصحيح للمسار الأمريكي
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: “إن الرئيس الأمريكي الجديد بايدن أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيصحح مسار العلاقات مع الفلسطينيين بما في ذلك موضوع إعادة دفع مساهمة الولايات المتحدة في مؤسسة الأونروا والعودة للمؤسسات الدولية التى انسحبت منها أمريكا، وفتح القنصلية في القدس والتأكيد على رؤية الدولتين وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالقدس.
وأوضح عوكل أن بايدن من خلال حديثه، سيعود إلى القواعد التي عملت بها إدارة أوباما قبل أربع سنوات عليها، ورغم ذلك ينبغي ألا نعول كثيرا على أننا سنحصل على حقوق من الولايات المتحدة، لأن امريكا الضامن لإسرائيل.
وأضاف: “كذلك حديث بايدن مهم من زاوية أنه يعطي متنفسا للفلسطينيين ويوقف هذا الانهيار الشديد التي تسببت به إدارة ترامب، كذلك السلطة لم تتخل عن خطاب البحث والاستعداد للمفاوضات، وإذا استعادت الولايات المتحدة دورها في مفاوضات حقيقية، اعتقد أن السلطة أكثر جاهزية من أي طرف آخر، شرط ألا يكون الأمر مرة أخرى بتكرار أسلوب إدارة الأزمة وليس حلها.
