موجة من التعليقات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب قرار فرنسي بمنع لباس البحر الإسلامي المعروف بـ «البوركيني»، وسط تعليقات تشبه القرار الفرنسي بحظر البوركيني، بسياسة الجمهورية الإيرانية التي تقر بـ«الحجاب الإلزامي»، مؤكدة أن كليهما يتعارض مع حرية المرأة.
إلا أن الأمر لم يقتصر على ردود الفعل الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيبدو أن حكومات دول أوروبا تعمدت إحراج فرنسا والاعتراض على قرارها، دون الإعلان صراحة عن ذلك.
ففي اسكتلندا، وبالتزامن مع القرار الفرنسي، فإن الشرطة الاسكتلندية أصدرت قرارا بالسماح بأن يكون«الحجاب» جزءا من الزي الرسمي، تشجيعا للمسلمات للالتحاق بها، مؤكدة أنها تسعى لأن تكون ممثلة للشعب الذي تخدمه، وهو القرار الذي لاقى ترحيبا كبيرا من جانب المجتمعات الإسلامية، وضباط الشرطة، وفق ما نقلت صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وأعربت الشرطة الاسكتلندية عن آمالها بأن يمثل القرار انعكاسا على قبول الاختلافات داخل المجتمع، والاستفادة من الخبرات والكفاءات»، فيما كان قد استبعد على الأقل 2.6% من المتقدمين لجهاز الشرطة لانتمائهم لأقليات عرقية.
القرار الاسكتلندي جاء بعد ما اتخذت كندا قرارا مماثلا بالسماح لعناصر شرطة الخيالة الملكية الكندية من النساء بارتداء الحجاب كجزء من الزي، لتشجيع النساء المسلمات على الانخراط في صفوف الشرطة، مؤكدة أن الشرطة في بريطانيا والسويد والنروج وبعض الولايات الأمريكية تبنت سياسات مماثلة.
على الجانب الآخر، وقبيل زيارته إلى باريس، اليوم الخميس، أطلق عمدة لندن، صادق خان، أول تصريحات رسمية بريطانية مناهضة للقرار الفرنسي بمنع «البوركيني» في 30 مدينة فرنسية وهو ما أحدث جدلا حول حقوق المرأة.
وقال خان «لا أعتقد أنه من المفترض أن يبلغ أي شخص المرأة بما ينبغي أن ترتدي، لا أعتقد أن ذلك صحيح، من أبرز المزايا التي تتمتع بها لندن هو احترام الاختلافات، ونفخر بذلك».
وفي بريطانيا، نقلت صحيفة الديلي ميل، أنه في الوقت الذي أجبرت فيه الشرطة الفرنسية إحدى المسلمات على خلع «البوركيني» على الشواطئ الفرنسية، كان الوضع مختلف تماما على الشواطئ البريطانية.
ونشرت الصحيفة صورا على شاطئ برايتون الشهير، وتحت درجة حرارة تتجاوز الـ 33، كان هناك العديد من النساء، يرتدون الزي الإسلامي التقليدي «البرقع» كاملا، لافتة إلى أن هذا هو المتوقع في يوم شديد الحرارة كهذا اليوم.
ودون التطرق بشكل مباشر إلى قرار فرنسا بمنع البوركيني، استبعد رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أن تتخذ بلاده القرار نفسه مؤكدا على حقوق وحريات الأفراد مؤكدا «يجب أن نسير وفق التسامح الذي عهدت عليه كندا»، حيث جاءت تصريحات ترودو في أعقاب مطالبات عدد من المحامين في مقاطعة كيبك الكندية بمنع البوركيني على غرار القرار الفرنسي.
وفي ايطاليا استبعد وزير الداخلية منع البوركيني في بلاده مؤكدا «النموذج الفرنسي لا يبدو أنه الأفضل» مؤكدا أن مهام الدولة هي توفير الأمن مع الوضع في الاعتبار تجنب القرارات التي تثير ردود فعل استفزازية، وتكون وسيلة لمزيد من الهجمات.
وعلى الجانب الآخر، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تدوينات تناولت المقارنة بين نتع البوركيني في فرنسا، والسماح بارتداء الحجاب في تلك الدول.
واعتبر أحد النشطاء إعلان اسكتلندا السماح بارتداء الشرطة للحجاب، خبر عظيم في مقابل تلك الصور التي انتشرت لأحد عناصر الشرطة الفرنسية التي تجبر امرأة على خلع ملابس البحر الإسلامية.
وتناولت ناشطة أخرى المقارنه نفسها معتبره أن ما حدث على الشواطئ الفرنسية هو «إذلال» للمرأة المسلمة.