هل تفضي لقاءات أنقرة إلى انفراجة للأزمة الليبية؟
اتجهت أنظار الليبيين إلى تركيا، حيث التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ونائب المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، لمناقشة التطورات السياسية في البلاد وإيقاف أي تصعيد عسكري محتمل.
في المقابل واصلت الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين المتنازعتين على السلطة في العاصمة طرابلس، التلاسن الإعلامي بعد تأجيل اجتماع حاسم بشأن وقف التصعيد إلى أجل غير مسمى.
يأتي هذا بينما يسعى المجلس الرئاسي الليبي إلى احتواء الوضع في البلاد والعمل على منع الانجرار إلى الحرب، في ضوء التهديدات التي أطلقها مدير الاستخبارات العسكرية السابق، أسامة الجويلي.
وتشهد طرابلس حالة من التوتر الأمني والتحشيدات العسكرية بين مؤيدي حكومة الوحدة المنتهية ولايتها برئاسة، عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة، فتحي باشاغا.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة درنة، الدكتور يوسف الفارسي، إن زيارة صالح واللافي لتركيا تهدف للتباحث حول مستجدات الوضع السياسي الليبي، وكذلك محاولة حلحلة بعض المشاكل وتمكين حكومة باشاغا للقيام بأعمالها، وأيضا بحث مسألة الانتخابات.
وأضاف أن الصراع السياسي والتطورات الأمنية فرضت بشكل عاجل التباحث حول تلك المستجدات مع الجانب التركي الذي يملك نفوذ كبير في الغرب الليبي وفي العاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن التوافق مع الجانب التركي سيلقي بظلاله على الصراع في ليبيا وينقذها من صراع وشيك، قائلا: “لكن إذا لم يتم خروج المرتزقة من ليبيا فإن هذا سوف يؤثر بشكل كبير على مسألة الاستقرار والأمن”.
فيما قال الكاتب والباحث السياسي، أحمد أبو عرقوب، إن تركيا تمسك بـ”أوراق مهمة” في الداخل الليبي، خاصة في الشمال الغربي، ولديها تأثير على ساسة وبعض قادة الجماعات المسلحة، مشيرا إلى أن دعم تركيا لحكومة باشاغا سيسهل من دخولها للعاصمة طرابلس وممارسة مهامها، وهذا ما يبحث عنه عقيلة صالح.
ولفت إلى أن تركيا تبحث مصالحها كذلك خلال تلك الزيارة، مثل الشركات التركية المتوقفة في شرق ليبيا، والاتفاقية البحرية والتصديق عليها من البرلمان الليبي لإضفاء الشرعية عليها لكي تتحول من مذكرة تفاهم إلى اتفاقية رسمية بين الدولتين.
ورأى أنه في المقابل قد توافق تركيا على سحب قواتها والمرتزقة الذين أتت بهم إلى ليبيا مقابل تحصها على امتيازات اقتصادية.
وأشار إلى أن هناك تصعيد كبير في طرابلس، وأن الدبيبة أصبح حاليا أضعف بكثير مما كان عليه في السابق، وأن باشاغا استطاع اختراق كتلة الدبيبة وتفتيتها واحتواء جزء كبير منها.
