هل تفلح جهود القاهرة في الوئام بين الفرقاء الليبيين؟

استضافت العاصمة المصرية، القاهرة، اجتماعا بين الفرقاء الليبين، بمشاركة كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الخميس، أن سلسلة الاجتماعات واللقاءات، التي عقدت بين الطرفين، تهدف إلى دخول الليبيين في مرحلة جديدة من الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن اللقاءات التي بدأت خلال اليومين الماضيين استهدفت تقريب وجهات النظر عبر حوار ليبي، لإيجاد الحلول المناسبة، حفاظا على مصالح الشعب الليبي، وإزكاء لدور مؤسسات الدولة الليبية، واضطلاع كل منها بكامل مسؤولياتهاـ للحفاظ على مقدرات الشعب الليبيـ وتمتع كافة أطيافه بحقوقهم بشكل متساوٍ.

يأتي ذلك في إطار عدة لقاءات استضافتها وزارة الخارجية المصرية لمسؤولين ليبيين في حكومتي الشرق والغرب، حيث التقى وزير الخارجية سامح شكري، قبل أيام، المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر، على هامش القمة الأفريقية المنعقدة في نواكشوط، كما تأتي زيارة السراج للقاهرة ضمن عدد من الزيارات المتوالية، التي قام بها منذ وصول حكومته إلى طبرق.

وتأتي المساعي المصرية في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوفاق صعوبات في ترسيخ سلطتها وتوحيد البلاد، بفعل استمرار المعارضة التي تلقاها من قبل حكومة طبرق في شرق ليبيا، برئاسة عبد الله الثني، والتي كانت معترفا بها دوليا قبل الاعتراف بالمجلس الرئاسي المنبثق عن الاتفاق الموقع في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر/ كانون أول عام 2015.

ونقلت عدد من الصحف الليبية عن مصادرها في القاهرة، أن الاجتماع الذي عقد أمس، الأربعاء، بين رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، وعدد من المسؤولين رفع في وقت متأخر دون الوصول إلى اتفاق، مشيرة إلى أن الاجتماع، الذي عقد دون إعلان مسبق، شارك فيه عدد من النواب، وأعضاء المجلس الرئاسي، بما في ذلك المقاطعون، حيث كان من ضمن الحضور العضويا في المجلس الرئاسي المقاطعان، علي القطراني، وعمر الأسود، ونائبا السراج، موسى الكوني، وفتحي المجبري.

وتلقت مصر العديد من الانتقادات من جانب أعضاء مجلس النواب الليبي للدفع بالتعامل مع حكومة الشرق دون حكومة الوفاق، حيث لفتت الصحف الليبية إلى مطالبات الوفد البرلماني الذي يزور القاهرة حاليا بالتطبيق الحرفي لوثيقة الحوار السياسي وعدم القفز عن الاستحقاقات، الأمر الذي يلزم بالتعامل مع الحكومة المؤقتة إلى حين الانتهاء من تشكيل حكومة توافقية تحظى بثقة مجلس النواب، معلنين دعمهم للجيش الليبي والمؤسسات الأمنية التابعة للشرعية بما يعزز الأمن في البلاد.

على الجانب الآخر، هاجم عضو وفد البرلمان الليبي، زياد صالح دغيم، الذي يزور القاهرة حاليا، جامعة الدول العربية، واصفا إياها بالجسد الضعيف، لغياب تأثيرها المباشر في الأزمة الليبية، وانسياقها خلف توجهات دولية وإقليمية، في إشارة إلى تأييد حكومة الوفاق المدعومة من ليبيا، ملوحا بإمكانية انفصال ليبيا عن الجامعة العربية بسبب ما سماه الانزعاج الشعبي على خلفية انحيازها لحكومة طرابلس المفروضة في اتفاق الصخيرات بتوجهات دولية وإصرارها على تجاهل حكومة عبد الله الثني، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الليبية.

وفي الوقت الذي رفض فيه القائد العام للجيش الليبي، الفريق خليفة حفتر، لقاء فايز السراج في القاهرة، التقى الأول رئيس البرلمان عقيلة صالح، في إطار سلسلة اللقاءات التي ترعاها القاهرة لتحقيق التوافق السياسي بين الفرقاء الليبيين.