على الرغم من تحرك الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب للترويج لصفقة القرن، ومحاولة فرضها على أرض الواقع، فإنها قوبلت برفض داخل الولايات المتحدة بعد شكوك حول جدواها.
وتصدر نواب الحزب الديمقراطي المشهد داخل الكونجرس الأمريكي، حيث أظهروا رفضهم لتلك الصفقة، واعتبروها لا تضع الطرف الفلسطيني في المشهد.
واستطلعت كاميرا «الغد» وجهات النظر المتباينة داخل الكونجرس الأمريكي بين النواب الديمقراطيين والجمهوريين عن صفقة القرن.
وقال وليام كلاي عضو مجلس النواب الأمريكي، إن توقيت إعلان هذه الخطة يثير الشك، مشيرا إلى أن ترامب ونتنياهو يخوضان انتخابات واستخدما هذه الخطة كوسيلة للدعاية.
وشدد على أن تلك الخطة قوبلت بالرفض من جانب عدة أطراف على رأسهم الجانب الفلسطيني، متابعا: «لا نعتبرها خطة ولن تنجح وعلى الإدارة الأمريكية مراجعة الأمر ووضع خطة منصفة توفر العدالة للفلسطينيين».
واتفق راجا كوريشتلموثي عضو مجلس النواب الأمريكي في الرأي مع كلاي، إذ قال: «أؤمن بحل الدولتين.. يجب أن نتحدث للطرفين ويكون لهما صوت على الطاولة.. هذا موقفي».
أما عضو مجلس النواب الجمهوري كيلي أرمسترونج فقال «أنا مهتم بهذه الخطة.. إسرائيل حليفتنا وحمايتها تعد أمرا جيدا”.
وأكدت مصادر في الكونجرس بأن الإدارة الأمريكية طلبت تمويلا إضافيا لإتمام خطتها، لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون رفض طلبها رفضا قاطعا، وكان موقفه هو استبعاد وتجميد أي مقترح للسلام لا يستند على حل الدولتين كأساس للتفاوض.
ويرى المحلل السياسي ماك شرقاوي في حديثه إلى «الغد»، أنها خطة نتنياهو وليست ترامب، قائلا “من الواضح جدا أنها تحقق كل طموحات رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو”.
وقال شرقاوي، إن الديمقراطيين يعتنقون فكر الأرض مقابل السلام، وحل الدولتين، مشيرا إلى أنه أصبح من الواضح أن ترامب ينصاع للأهواء الإسرائيلية، وسيكون ذلك الأمر ضده في انتخابات 2020.
وتابع: «إن تشدق ترامب بوضع خطة للسلام وأنه يعمل على حل قضية التي لم تحل على مدار 7 عقود سيكون من ضمن أسباب خسارته في الانتخابات»
ومن جانبه قال الباحث الأكاديمي في جامعة جورج تاون بواشنطن الدكتور إدموند غريب، إن السيناتور ساندرز، يهودي أمريكي، وهو المرشح الديمقراطي الأبرز، وتبنى موقفا واضحا بأن قبول أي صفقة يتطلب أن تكون عادلة،
وتابع غريب مستعرضا موقف ساندرز الذي أكد على ضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإنهاء الاحتلال ورفض الاستيطان، وأن تقوم دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل.
وأشار غريب كذلك إلى وصف السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس فان هولن بأنها كارثة العصر وليست صفقة، كما ذكرت مرشحة الرئاسة إليزابيث إنها اذا وصلت للبيت الأبيض سترفض هذه القرارات التي تبناها ترامب.
ويؤكد مراسل الغد من واشنطن أنه على الرغم من الانشغال داخل مجلس النواب الأمريكي بمحاكمة الرئيس، إلا أن الحديث يدور حول ما طرحه ترامب ونتنياهو أثناء وجودهما في البيت الأبيض، وأبدى كثيرون استغرابهم من إبرام صفقة يغيب عنها الجانب الفلسطيني تماما.
