هل تقوى أحزاب «اليمين المتطرف» بأوروبا على توحيد مواقفها؟

قد لا تمسي تيارات “اليمين المتطرف” المختلفة في أوروبا، تيارات متفرقة، فربما تنجح في تكوين تكتل داخل التكتل الأوروبي ليتحرك وفق إطار تنظيمي موحد.

البداية رصدت في يوليو الماضي، حين وقع (16) حزبا من اليمين المتطرف على إعلان وصفوه بأنه حجر حجر الأساس لتحالف في البرلمان الأوروبي لإصلاح أوروبا.

ومن أبرز الموقعين زعيمة (اليمين المتطرف الفرنسي) ماريان لوبن، و زعيم (حزب الرابطة الإيطالي) ماتيو سالفيني، إضافة إلى زعيمة (حزب إخوة إيطاليا) جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان.

البحث عن أرضية مشتركة

ومن روما، قال دانييلي روفينيتي، الباحث في العلاقات الدولية، إن الأحزاب اليمينية المتطرفة تسعى لإيجاد أرضية مشتركة للتعاون فيما بينهم داخل الاتحاد الأوروبي، لكن في الوقت ذاته هناك اختلافات فيما بينهم في وجهات النظر في الكثير من القضايا.

وأضاف روفينيتي خلال برنامج “مدار الغد” أن الأحزاب اليمينية تتفق على كثير من القضايا ومن أبرزها قضايا الهجرة وغيرها من القضايا الاقتصادية، لافتا إلى أنه ليس من السهل أن تجد هذه الأحزاب لنفسها مكانا لتوحيد أوروبا.

كما أوضح روفينيتي، (اليمين المتطرف) في إيطاليا ضد المؤسسات الأوروبية ولكنهم ليسوا ضد الديمقراطية، كما أنهما يحاولان الدفع ضد المؤسسات لأنهم يرغبون في وجود أحزاب سياسية ضد الهجرة.

واستكمل:”ملف الهجرة غير الشرعية في إيطاليا من الملفات المهمة لكنه ليس الملف الأهم على رأس أولويات الحكومة، الاقتصاد والصحة يتصدران المشهد في كل الدول الأوروبية”.

واعتبر الموقعون أن الاتحاد الأوروبي يواصل السير في المسار الفيدرالي مما يبعده بشكل كبير عن الشعوب، وبعد 5 أشهر من الإعلان، نظمت هذه الأحزاب اجتماعا في وارسو خلص إلى تنظيم اجتماعات دورية والتنسيق بشأن القضايا المشتركة مثل حماية سيادة الدول، وقضايا الهجرة.

كما اتفق الزعماء أيضا على أن الاجتماع المقبل، سيعقد في إسبانيا، وكتب رئيس الوزراء المجري على صفحته في (فيسبوك) التحالف يسعى إلى تغيير سياسة بروكسل.

وتباينت وجهات النظر بشأن هذا التحالف، فبعض المتظاهرين رددوا هتفافات مثل “لا للفاشية” أثناء اجتماعات الأحزاب رفضا لسياسات (اليمين المتطرف)، فيما يرى محللون يتلخص في تمثل أكبر للقوميين في صنع القرار الأوروبي.

القرار داخل الاتحاد الأوروبي

ومن باريس، أكد عمر مرابط، عضو حزب الجمهورية إلى الأمام، إن الأحزاب اليمينية المتطرفة تسعى إلى السيطرة على القرار داخل الاتحاد الأوروبي، موضحا أن أنهم اتفقوا على تكوين (كتلة أوروبية) للتأثير على مسار الاتحاد الأوروبي.

وأضاف مرابط أن هناك اختلافات وتباينات بين هذه الأحزاب المتطرفة، مشيرا إلى أنهم يختلفون في العلاقات مع روسيا، وجميع مواقفهم الغرض منها مغازلة الأشخاص الذين يدعمونهم.

كما أوضح مرابط أن أحزاب (اليمين المتطرف) لن تستطيع السيطرة على أوروبا لأنهم يجعلون مصالحهم فوق مصالح الاتحاد الأوروبي، ولن تكون هناك سيطرة أيضا بسبب الاختلافات الكبيرة في مواقفهم فيما بينهم.

استعادة القوة من جديد

ومن برلين، يرى مصطفى العمار، عضو مجلس أمناء الاتحاد الديمقراطي الألماني، أن (اليمين المتطرف) رغم خسارته في الانتخابات الألمانية، إلا أن قد يستعيد قوته من جديد بسبب التحديات الراهنة كجائحة كورونا.

وأكد العمار أن (اليمين المتطرف) ربما يستخدم إلزامية التطعيم في الترويج لنفسه، وقد يستغل أيضا ملف الهجرة واللجوء والذي سبقه خسارة المليارات في أفغانستان.

وتابع العمار:” الحكومة الجديدة في ألمانيا بقيادة أولاف شولتس لا تستطيع هذه التحديات الكبيرة والتي قد تؤثر على السياسة الأوروبية، لافتا إلى أن اليمين استطاع فرض سيطرته مؤخرا بشأن التنسيق السياسي داخليا”.

استغلال الفرص الذهبية

وكانت جائحة كورونا الفرصة الذهبية لكل أحزاب (اليمين المتطرف) في أوروبا لتوجيه سهام نقدهم للسياسات التقليدية في القارة العجوز، حيث شككت في الجائحة واللقاحات والأرقام.

ولكن نتائج رسمية خيبت آمالهم، حيث صدر عن إحدى المؤسسات دراسة أكدت فيها تراجع المعتقدات الشعبوية وعلى نطاق واسع في 10 دول على مدى 3 أعوام مضت.

وفي السياق ذاته، قال عمر إسماعيل عضو حزب العمال البريطاني، إن (اليمين المتطرف) نجح نجاحا كبيرا مؤخرا في استغلال بعض الأزمات لكنهم خسروا معركة استغلال جائحة كورونا.

وأضاف عضو حزب العمال البريطاني، أن (اليمين المتطرف) لم يكن لديه تأثير جذري في أي من قضايا الانتخابات أو توحيد موقفهم داخل الاتحاد الأوروبي.

كما أشار إسماعيل إلى أن الأقليات هي فقط من ترفض فكرة التلقيح، وهو العامل الذي يلعب عليه اليمين المتطرف.

ومن بروكسل، يرى رمضان أبو جزر، مدير مركز روكسل للأبحاث، أن اليمين المتطرف يحاول أن يشاكس من خلال بث الأكاذيب أو استغلال الأزمات، موضحا أنه قد يصعد لكن لا يسيطر.

وأردف أبو جزر: “(اليمين المتطرف) فشل في استغلال أزمة جائحة كورونا لسببين أولهما أنه لم يقدم حلولا واكتفى بالنقد فقط، والثاني أن الحكومات تعاملت باستراتيجيات أدت إلى نجاح فكرة اللقاحات.

كما أوضح أبو جزر أن ما يسوقه إعلام (اليمين المتطرف) من أن هناك تحشيد شعبي أو راي عام يتجه لمواقفه كل هذا يسقط أمام صناديق الاقتراع، لذلك هم يحاولون تكوين مجموعة داخل الاتحاد الأوروبي، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]