مع تمسك موسكو بتحميل تل أبيب المسؤولية الكاملة عن إسقاط طائرة «إيل 20» قبالة السواحل السورية الإثنين الماضي، واستخدام وزارة الدفاع الروسية لهجة «قاسية» في شرح مسؤولية إسرائيل عن الحادث.. تراقب دولة الاحتلال بقلق الاحتمالات القائمة بشأن رد فعل روسيا الاتحادية .. بينما توقعت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن رد روسيا على حادث إسقاط الطائرة يمكن أن يقود إلى «قص أجنحة» إسرائيل، وتقييد منطقة تحليق سلاحها الجوي في سورية.
- ووفقاً للصحيفة، تأمل إسرائيل في أن يقتصر إغلاق روسيا أجواء سورية أمامها لمدة أسبوع لا أكثر، وألا تلجأ إلى فرض مزيد من الإجراءات عليها، مثل حظر التحليق الجوي قرب القواعد الروسية في شمال سورية، لأن هذا سيمنع وصول سلاح الجو الإسرائيلي إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من دمشق. لأن هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى إنشاء مناطق آمنة للقوات الحكومية في سورية ولـ «حزب الله». كما تخشى إسرائيل من أن تسفر القيود الروسية عن السماح لإيران بتعزيز مواقعها في سورية.
- ويؤكد عسكريون وسياسيون روس، أن موسكو وضعت تل أبيب في مأزق بالغ الخطورة، بعد أن رفضت الأولى كافة المبررات الفنیة والعسكریة التي حاولت تل أبیب تقدیمھا لنفي أي ضلوع لھا في سقوط طائرة الاستطلاع الروسیة من طراز إیل – 20 فوق سواحل البحر الأبیض المتوسط في سوریا، وجاء إعلان موسكو بأنھا تلقت معلومات مضللة حول أماكن الضربات والغارات العسكریة التي تنفذھا بین الحین والآخر على المنشآت التابعة لقوات الجيش السوري أو القوات الإيرانية في سوريا، لیضع تل أبیب في موقف خطیر في الأزمة المستمرة منذ الأسبوع الماضي، لتجد القیادة في إسرائیل نفسھا أمام ضرورة الاعتراف بالخطأ الذي أودى بحیاة طاقم الطائرة الفني البالغ عدده 16 جنديا روسيا.
روسيا «لا ترغب في تراجع صورتها أمام العالم العربي»
وكشفت أوساط روسية مطلعة، أن موسكو في أزمة حقيقية في شأن التعاطي مستقبلاً مع إسرائيل.. وتؤكد الخبيرة في العلاقات الروسية ـ الشرق الأوسطية، الباحثة في معهد «كارنيغي» ماريانا بيلينكايا، أن موسكو يمكن أن «تستغل الحادث من أجل الضغط على إسرائيل، والحديث يمكن أن يتناول تشديد قواعد إخطار إسرائيل الجانب الروسي حول طلعاتها الجوية في سورية، بمعنى أن الإشعار يجب أن يكون قبل وقت كاف»، مشيرة إلى أن «لدى إسرائيل مخاوف من هذا لأنها تخشى من أن روسيا يمكن أن تُحذر السوريين والإيرانيين». وأوضحت الباحثة ماريانا بيلينكايا، أن روسيا «لا ترغب في تراجع صورتها أمام العالم العربي في حال تغاضت عن الحادث وكأن شيئاً لم يكن».
- وبينما تشير وسائل الإعلام الروسية، وتقرير موسع لصحیفة كومیرسانت الاقتصادیة الیومیة، إلى أن روسیا قد ترد ً أیضا على إسقاط طائرتھا بأن تصبح أكثر ً ضلوعا في إشراك إیران ومیلیشیا حزب الله بالأمر، خاصة أن تل أبیب تبدو حساسة تجاه الدعم الروسي لطھران ومیلیشیاتھا العسكریة في لبنان، أي أن روسیا ترد على ضلوع إسرائیل في إسقاط طائرتھا بكارت إیران وحزب الله .. ويرى المحلل السياسي الروسي، فیكتور ماراخوفسكي، أن خیارات إسرائیل المتاحة باتت محدودة وصعبة في أعقاب الحادث الذي أسفر عن فقدان طائرة عسكریة روسیة فوق سوریا، مشیرا إلى أن إسرائیل مطالبة بالاعتراف بت «خطئھا الفج»، وإلا خسرت المساندة الروسیة في سوریا، حيث سبق وأن قدمت مساعدات لإسرائیل في سوریا، بما في ذلك قرار التخلي عن الصفقة التي تم إبرامھا مع سوریا في صفقة بلغت نصف مليار دولار لبيع أنظمة S 300 ، بسبب القلق من قدراتھا على تغطیة نطاق كامل إسرائيل «أراضي فلسطين المحتلة»، ولذلك فإن على تل أبیب اتباع سیاسة مماثلة، وإلا كانت خسائرھا فادحة على كافة المستویات.
كان الناطق بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، قد كشف في تقرير عن الحادث، أن «تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل 16 جندياً روسياً، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامي». وأكد أن «الذنب في كارثة الطائرة الروسية إيل20 يقع على عاتق القوات الجوية الإسرائيلية». واعتبر أن الحادث «انتهاك مباشر للاتفاقات الروسية ـالإسرائيلية الموقّعة عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم في سورية»
