«قرار عزل روسيف يضع نهاية حاسمة لحكم حزب العمال اليساري، الذي دام 13 عاما، وهي الحقبة التي شهدت ازدهار الاقتصاد البرازيلي، وضخ ملايين الدولارات للطبقة الوسطى ورفع أسهم الدولة على المسرح العالمي، لكن الأمر تغير مع فضائح فساد كاسحة».
هكذا علقت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حول مستقبل الدولة اللاتينية بعد قرار مجلس الشيوخ البرازيلي، الأربعاء، عزل الرئيسة ديلما روسيف بأغلبية 61 مقابل 20 من منصبها بشكل نهائي على خلفية اتهامها بالتلاعب في الموازنة.
وأردفت: «فضائح الفساد الكاسحة أدخلت البلاد في أسوأ أزمة اقتصادية لها خلال عقود، كما أن سياسة الآذان الصماء للحكومة تجاه المزاج الوطني المحتقن فتحت على روسيف بابا من الاحتقار الشديد، جعلها في وضع واهن من التأييد الشعبي لم يمكنها من مواجهة انتزاع السلطة على أيدي خصومها السياسيين».
من جانبه، قال الكاتب البرازيلي مينتور مونيز نيتو: «إنها تفتقد كل شيء، الكاريزما والكفاءة والتواضع، نستحق أفضل منها»، واصفا عزلها بـ«الموت المتوقع».
وفي عيون نقاد روسيف، فإن عزلها يمثل سقوطا مناسبا لـ«قائدة متغطرسة» كانت على رأس حركة سياسية فقدت بوصلتها.
بيد أن روسيف وأنصارها يصفون ما حدث بأنه «انقلاب» يقوض ديمقراطية البرازيل الشابة.
وعلاوة على ذلك، فإن عزل روسيف لا يعيد الثقة الشعبية في القادة البرازيليين، ولا يقزم من ححجم الفساد الذي يتفشى في السياسة البرازيلية.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن العديد من البرازيليين يدركون أن السلطة انتقلت من حزب مبتلى بفضيحة إلى آخر مثله.
ميشال تامر، 75 عاما، الرئيس المؤقت الذي يتوقع الآن مكوثه في منصبه المؤقت حتى 2018 ينتمي لحزب الحركة الديمقراطية الوسطي المنغمس أيضا في مخططات للكسب غير المشروع.
ومنذ أن أصبح رئيسا مؤقتا في مايو الماضي، فإن استطلاعات الرأس تشير إلى تضاؤل رهيب لنسبة الموافقة على تامر.
محولا الحكومة نحو اليمين، أعلن تامر حكومة تخلو من النساء أو وزراء من أصل إفريقي، الأمر الذي تسبب في غضب العديد من البرازيليين في دولة تضم 51 % من ذوي البشرة السوداء أو العرق المختلط.
العديد من أعضاء حكومة تامر قدموا استقالتهم تحت وطأة فضائح، بينهم الوزير المنوط بمكافحة الفساد، ووزير التخطيط.
كما أن تامر نفسه مدان بانتهاك حدود التمويل القصوى المتاحة في الحملة الانتخابية، وهي الإدانة التي قد تمنعه من الترشح لمنصب الرئاسة على مدى 8 سنوات.
كروزا ماريا أوليفيرا، رئيسة الاتحاد الوطني للعمال المحليين، وصفت تقلد ميشال تامر الرئاسة بأنه «صفعة مؤلمة على وجه الديمقراطية»، وأردفت «ديلما بطلة الفقراء».
الخلاصة أن عزل روسيف ربما لن يقدم حلولا جذرية للوضع السياسي والاقتصادي المحتقن في البرازيل التي كتب مجلس شيوخها نهاية لحزب العمال.
