أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون، اعتزامه عقد جولة 6 للجنة الدستورية في سوريا يوم الـ 18 من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وذلك بغرض اسئتناف عمل اللجنة.
وعقدت 5 جولات للجنة الدستورية، و كان آخرها في مقر الأمم المتحدة في الـ 29 من يناير الماضي لكنها انتهت كسابقاتها دون إحراز تقدم يذكر.
اختراق المشهد السياسي
وقال محمد نادر العمري، الكاتب والباحث السياسي المتخصص في العلاقات الدولية، إن هناك اختراق في المشهد السياسي بدأ يحدث فيما يتعلق بالأزمة السورية ويسعى بيدرسون في تحقيق ذلك.
وأضاف العمري خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن بيدرسون يحاول اقتناص الظروف الحالية خاصة بعد قمة (بوتين-أردوغان) في سوتشي ، واحتمالية تغيير المشهد العسكري في سوريا.
كما أوضح العمري أن تحقيق تقدم ملموس بشأن الأزمة سوريا يحتاج إلى أمرين، أولهما “الإرادة الدولية” والأمر الثاني هو الدور التركي المخرب للمسار السياسي في سوريا.
المشكلة ليست دستورية
من جانبه، قال بسام طبلية، رئيس المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية السورية، إن المعارضة السورية تعتبر اللجنة الدستورية نتاج خاطئ للقرارات الأممية، موضحا أن الالتفاف على تطبيق القرارات الأممية هو أمر خاطئ.
كما أكد طبلية أن كتابة دستور جديد في سوريا يتطلب مؤسسات ديمقراطية مثل الإعلام والقضاء والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن المعارضة شاركت في 5 جولات سابقة ولم تحقق شئ.
واستكمل طبلية:” المشكلة ليست دستورية وانما المشكلة في القوانين، وبالتالي مشاكل السوريين لن تحل بالدستور “.
كما أكد طبلية أن المتمع الدولي يتجاهل رغبة المعارضة في تشكيل هيئة حكم انتلاقي، وليس من خلال اللجنة الدستورية”.
خلافات قوية
بينما يرى أندريه أنتيكوف، الباحث في العلاقات الدولية، أن هناك تناقضات قوية جدا بين السلطة السورية والمعارضة، مؤكدا أن روسيا بذلت جهودا كبيرة للتوصل إلى انعقاد اللجنة الدستورية.
وأكد انتيكوف أن الفراغ السياسي في سوريا سيؤدي إلى فوضى وفشل اللجنة الدستورية من جديد.
وأشار أنتيكوف إلى أن السطت السورية تقول إن الدستور الحالي للبلاد مناسب ولا يوجد مجال لتغيير هذا الدستور، وفي نفس الوقت المعارضة السورية تصر على تنحي الرئيس بشار الأسد.
سوريا لا تزال قضية خلافية
ومن عمان، قال د. حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، إن سوريا ما زالت قضية خلافية في سياقها الإقليمي وسياقها الدولي.
وأضاف المومني أن كل دولة عربية لها أولوياتها، وربما تختلف سياساتها عن سياق القضية في سوريا.
واستكمل قائلا:” هذا الاختلاف ربما يكون نتيجة الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
عودة سوريا للعرب
ومن القاهرة، أكد د. حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن الملف السوري يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للأمة العربية.
وأضاف حسن سلامة أن عودة سوريا إلى محيطها العربي أصبح أمرا حتميا سواء جاء من باب السياسة أو باب الاقتصاد، موضحا أن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أكد في وقت سابق أن سوريا لن تقف وحدها.
كما أوضح حسن سلامة أن هناك لاعبين كثيرين أصبحوا موجودين في المسرح السياسي السوري، وبالتالي لا يمكن أن تترك الساحة السورية لهؤلاء اللاعبين، مشيرا إلى أن العرب أولى بسوريا .
جدير بالذكر أن هذه اللجنة اللجنة الدستورية تضم 150 عضوا، 50 منهم لدمشق، و50 للمعارضة، و50 باختيار المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ينتمون إلى المجتمع المدني.
وانبثقت عنها لجنة مصغرة تضم 45 عضوا بواقع 15 عضوا لكل فريق، وأول اجتماعات اللجنة الدستورية عقد بجنيف في أكتوبر من عام 2019.
وشدد بيدرسون على ضرورة أن تبدأ اللجنة الدستورية العمل بجدية على عملية صياغة إصلاح دستوري، مؤكداً الحاجة إلى إيجاد حوار سياسي حقيقي داخل سوريا؛ يؤدي إلى إصلاح سياسي حقيقي.
