تترقب الدوائر السياسية في الغرب، التحرك الصيني باتجاه الملف السوري، بعد أن ظل دورها “في الظل”، حسب تعبير الدبلوماسي البريطاني إدوارد شيلي، لصحيفة الجارديان، ونأت بنفسها عن الاحتكاك بمواقف الدول المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
التحرك الصيني، الذي تراه الدوائر السياسية في الغرب جاء متأخرا وفي توقيت غير متوقع، كشفت عنه وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سيزور الصين غدا الأربعاء، بناء على دعوة رسمية، لبحث سبل الحل السياسي للأزمة السورية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن المباحثات التي سيجريها وزير الخارجية الصيني، تأتيء في إطار جهود الصين للقيام بدور إيجابي لتشجيع حل سياسي للأزمة، مؤكدا لوكالة الأنباء الصينية، أنه تم توجيه الدعوة أيضا لشخصيات من المعارضة السورية للمشاركة في مباحثات بكين.
وفي تقييمه للتوجه الصيني الجديد، يرى مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أن الدور الصيني النشط سوف يكون له تأثير على الجهد الدولي في عملية السلام، ولم تتخل الصين عن دورها في الأمم المتحدة لدعم سبل المساعدة للحل السياسي للأزمة السورية، كما أن روسيا ترحب بالتدخل الصيني وسوف يكون دورها داعما لمواقف موسكو بشأن آليات الحل التي تكفل الاستقرار والأمن، بينما تحفظت الإدارة الأمريكية في التعليق على التحرك الصيني للعب دور في الحل السياسي.
واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، بالقول إنه اطلع فقط على تقارير صحفية بشأن العرض الصيني، ولا يعرف ما إذا كان قد نوقش في محادثة هاتفية بين وزيري الخارجية الصيني والأمريكي هذا الأسبوع.
وبادر مركز دراسات الشرق الوسط في موسكو، بالتأكيد على أهمية الدور الصيني في الوقت الراهن حيث وصلت المفاوضات والمشاورات الدولية إلى منطقة وسط تمهد للحل السياسي في سوريا، ويأتي الدور الصيني ليشكل دعما للتوجه الدولي بوضع حد لمعاناة الشعب السوري من عنف الإرهاب، وأن تكتب نهاية سريعة للأزمة التي ظلت مشتعلة منذ أكثر من أربع سنوات.
ويشير مركز الدراسات الروسي إلى أن الصين كانت تراقب التحركات الدولية للبحث عن آليات الحل السلمي منذ بدء مفاوضات “فيينا” وسبق أن لعبت دورا دبلوماسيا هادئا للمساعدة في عملية السلام، حيث استضافت من قبل شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية، غير أنها ظلت لاعبا دبلوماسيا ثانويا في الأزمة.
وأوضح الدكتور نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي وسفير مصر السابق لدى الصين، أن الدبلوماسية الصينية تستند إلى الفكر البراجماتي العملي، وتحدد خطوات التحرك على دراسات متأنية، تضمن نجاح الهدف من الدور الذي تلعبه، وخاصة في منطقة تربطها بالصين مصالح اقتصادية، حيث تعتمد الصين على المنطقة في الحصول على امدادات النفط، إلا أنها كانت تميل إلى ترك دبلوماسية الشرق الأوسط للأعضاء الأربعة الآخرين دائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
وقال نعمان لـ”الغد العربي”، إن هناك ترقبا في الغرب مع الإعلان عن التحرك الصيني باتجاه سبل حل الملف السوري، وهو تحرك مهم لأنه جاء في أعقاب إقرارمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة خارطة طريق دولية لعملية سلام سورية، ووضع خيارات في غضون شهر لمراقبة وقف لإطلاق النار في سوريا.
