هل تنجح الضغوط الشعبية في إنهاء الوجود الإخواني في أوروبا؟
شبكة معقدة من المنظمات والواجهات الاقتصادية تديرها تيارات الإسلام السياسي في القارة الأوروبية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، بهدف نشر أيديولوجيتها المتطرفة ورسم شبكة من العلاقات النافذة مع أدوات القرار السياسي الغربي.
وتختلف المصادر حول العام، الذي وطأ فيه تنظيم الإخوان أوروبا، لكنها تتفق جمعيها على شخصية محورية في التأسيس، وهو سعيد رمضان السكرتير الشخصي لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا وزوج ابنته.
ففي عام 1958، وصل سعيد رمضان إلى ميونخ هاربا من مصر، وأسس التجمع الإسلامي في ألمانيا، ثم انتقل بعد عامين إلى جنيف وأسس المركز الإسلامي هناك.
ومنذ ذلك الحين تتابع قدوم الفارين من تنظيم الإخوان إلى دول القارة ليؤسسوا شبكة معقدة من المنظمات بلغ عددها أكثر من 500 منظمة وفقا للمركز المصري للفكر والدراسات.
60 منظمة في بريطانيا
ففي بريطانيا، يمتلك الإخوان أكثر من 60 منظمة ما بين مؤسسات فكرية وخيرية وحتى قنوات تلفزيونية، من أبرزها تلك المنظمات، الرابطة الإسلامية في بريطانيا والمجلس الإسلامي البريطاني، ومؤسسة قرطبة وغيرها.
مؤسسات إخوانية في فرنسا
أما فرنسا فتحتضن الكثير من مؤسسات الإخوان أبرزها اتحاد المنظمات الإسلامية، الذي يضم وحده 250 جمعية.
في حين يعتبر المراقبون ألمانيا حاضنة كبرى للمراكز التابعة للإخوان، كونها مهد انتشار التنظيم في القارة، وتعد أكبر منظمة إخوانية هناك هي منظمة رؤيا التي تضم 40 ألف عضو.
وفي النمسا، يمتلك الإخوان شبكة علاقات قوية مع النخب السياسية والثقافية من خلال التوسع في إنشاء الأكاديميات التعليمية والهيئات الخيرية، وأبرزها الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا والتي تتألف من أربع هيئات.
ومع تزايد الضغوط الشعبية والسياسية على الحكومات الأوروبية لمكافحة التغول الإخواني داخل مجتمعاتها، زادت التساؤلات حجم التغول الإخواني في أوروبا، وهل من الممكن أن ينتهي الوجود الإخواني داخل القارة الأوروبية؟
الأدوات الاقتصادية للإسلام السياسي في أوروبا
– مركز تريندز للبحوث والدراسات
– بنك التقوى ولديه أفرع في ليختنشتاين وبريطانيا
– بنك أكيدا الدولي وهو متورط في تمويل جماعات الأصولية
– مؤسسة أوروبا مقرها في ليستر شاير في بريطانيا
– شركات offshore وهي مؤسّسات مالية تعمل في جزر قريبة من أوروبا
– الموسياد وهو أكبر لوبي اقتصاد تركي في أوروبا يضم 3000 رجل أعمال
– شركة WORLD MEDIA SERVICES LTD وتعمل في مجال خدمات وسائل الإعلام.
استغلال مساحة الحرية
وقال جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، عبر برنامج مدار الغد، إن السياسات الأوروبية تعطي مساحة من الحرية للتعبير عن العقيدة والرأي، ما دفع جماعة الإخوان لاستثمار تلك المساحة في نشر أفكارها.
وأشار محمد إلى أن الجماعة وجدت في أوروبا الملاذ الآمن، خاصة في ألمانيا التي انتقلت منها الجماعة إلى أوروبا، مشيرا إلى وجود قصور في فهم الحكومات الأوروبية للفرق بين حرية العقيدة والتطرف.
وقال محمد، إن بريطانيا تعد أكثر الدول الأوروبية، التي استثمرت الإخوان في مواجهة حكومات دول المنطقة.
وأشار إلى أن أوروبا أدركت مؤخرا وتحديدا عام 2015، بعد موجة الإرهاب، المخاطر التي أصبحت تهددها نتيجة نشر تلك الأفكار المتطرفة.
مصالح أوروبية في الشرق
ويرى أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السياسات الأوروبية ترى أن الاستهداف المباشر لجماعة الإخوان، بحظر نشاطها في أوروبا، قد يهدد مصالح تلك الدول في الشرق الأوسط لما تتمتع به الجماعة من نفوذ، وبالتالي تريد بعض الدول الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط بعدم استهداف للجماعة.
وقال البحيري، إن بعض الحكومات الأوروبية نجحت في توظيف جماعة الإخوان في تحقيق مصالحها سواء في الداخل من خلال الحشد والتعبئة لأصوات الأقليات والجاليات الإسلامية في الانتخابات المحلية وغيرها، أو في الخارج من خلال عمليات التوظيف السياسي، كأداة في الضغط والتلويح تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان.
طموحات تتجاوز الحدود
من جانبه، يرى جان بيار ميلالي، الخبير في الشؤون الأوروبية، أن الانفتاح الذي شهدته أوروبا، والعولمة التي غزت السوق العالمي، جعلت السياسة الأوروبية أكثر مرونة مع تيار الإسلام السياسي.
واعتبر ميلالي، أن جماعة الإخوان تسعى لخلق مناطق نفوذ في القارة الأوروبية وأمريكا، حيث تتجاوز طموحاتها حدود الدول، قائلا: «هذه الجماعة تختلف عن أي حزب سياسي أو جمعية محلية، فهي ترغب في الانتشار والتمدد في العالم بأسره».