هل تنجح حسابات «الصفقة» بين ترامب وكيم ؟!

قبل موعد القمة التاريخية بين دونالد ترامب، وكيم جونج أون، الثلاثاء المقبل، في سنغافورة، تلك المدينة العاصمة، أو المدينة الدولة، بسياساتها المحايدة والمستقلة تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، ولذلك يطلق عليها لقب «سويسرا الآسيوية».. فقد بدأت المحادثات والمساومات الجارية حاليا «فى السر» ما بين رجال مخابرات ومسئولين ومتخصصين فى كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وهى الأصعب من نوعها، لأنها تبحث  عن حل أزمة عمرها يزيد على ستة عقود، خلال أيام معدودة، حيث نشبت الأزمة عقب انتهاء الحرب الكورية فى عام ١٩٥٣، ثم تفاقمت بعد إعلان كوريا الشمالية عن برنامجها وطموحاتها النووية والصاروخية، ومن هنا تأتى صعوبة ومعاناة المفاوضين «في مباحثات محاطة بالسرية والكتمان»، ويجرى حاليا إعداد «مسودة المبادئ» الرئيسية التى سوف يتم فى ضوئها التفاوض والمساومة، حول طبيعة ومضمون الصفقة التى ستنجم عن قمة«ترامب ـ كيم» المقبلة.

 

 

 

  • أولا : الرئيس الأمريكي، يعتبر أن القمة ستكون تتويجا لاتفاق شامل يتم التوصل إليه مسبقا، يقوم على نزع كامل لبرنامج كوريا الشمالية النووى والباليستي، مقابل رفع العقوبات الدولية والأمريكية عنها وفك عزلتها الدولية وتقديم المساعدات الاقتصادية لها.. ومن الصعب أن يجازف «ترامب» بعقد القمة قبل إبرام الصفقة التى يمكن من خلالها تحقيق مكاسب كبيرة لإدارته تتمثل فى تقديم نموذج كوريا الشمالية كنجاح لسياسة العصا التى اتبعها وممارسة أقصى الضغوط، بما يمكّنه من تكرار نفس السيناريو مع الملف النووى الإيراني.

 

 

  • كما أن « الصفقة » ستدعم شرعية ترامب الداخلية التى تتعرض لهزات كبيرة، وتدعم موقف الحزب الجمهورى قبل انتخابات الكونجرس فى  شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.. والرئيس ترامب ـ على عكس رؤساء أمريكا السابقين ـ لا يريد تورط الجنود الأمريكيين فى حروب خارجية مجددا، ويرى أن إنفاق أمريكا مليارات على الحروب فى أفغانستان والعراق والصومال ونيكاراجوا وغيرها للإطاحة بـ«نظم ديكتاتورية» كان خطيئة أمريكية لن تكررها إدارته، وبالتالى فإن «الصفقة» تعني التخلص من التهديدات الكورية الشمالية دون اضطرار أمريكى لخوض حرب «فيتنامية» جديدة فى آسيا، وعبر التفاوض حتى وإن كانت المساومات طويلة ومعقدة، فهو أفضل لأمريكا من مقتل جندى وإنفاق دولار فى حرب!

 

 

  • ثانيا: بالنسبة لكوريا الشمالية، فإن «الصفقة» تعنى لها التفكيك التدريجى والمرحلى لبرنامجها النووي، مقابل الحصول على ضمانات حقيقية بعدم تعرض النظام لأى ضغوط من أجل إسقاطه ..والرفع الكامل للعقوبات الدولية والأمريكية التى أثقلت كاهل الاقتصاد وجعلت النظام الكورى يواجه مخاطر السقوط من الداخل.. واستقبال المساعدات الدولية خاصة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان للتغلب على تلك الصعوبات الاقتصادية.. والحصول على ضمانات بعدم تراجع أمريكا وحلفائها عن ذلك الاتفاق، كما حدث فى التجربتين السابقتين إبان عهد والد زعيم كوريا الشمالية الراحل «كيم يونج إيل» خلال فترة المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وكوريا فى عهد الرئيس الأسبق كلينتون، أو خلال تجربة المحادثات السداسية التى ضمت إلى جانب أمريكا وكوريا الشمالية، كلا من روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، فى عهد الرئيس الأسبق بوش الابن وفشلت تلك المحادثات عبر خمس جولات فى التوصل لاتفاق لإنهاء أزمة الملف النووى لكوريا الشمالية.

 

 

 

  • ثالثا: نطاقات «الصفقة» تتسع لتشمل الصين، التي تسعى لأن تكون صفقة شاملة لكل الجوانب، أى نزع السلاح النووى لكوريا الشمالية مقابل ترتيبات أمنية شاملة فى شبه الجزيرة الكورية وتحدد مستقبل الوجود العسكرى الأمريكى على حدودها.. بينما تلعب كوريا الجنوبية دورا مهما فى إتمام الصفقة ولكن وفقا للمنظور الأمريكي، أى نزع السلاح النووى مقابل رفع العقوبات فقط، دون التطرق إلى الوجود العسكرى الأمريكى فيها باعتباره ضمانة لأمنها وخشية من تراجع كوريا الشمالية مرة أخري.. وقد سعت سيول إلى التوسط لإنقاذ عقد القمة، حيث عقد الرئيس الكورى الجنوبى «مون جاى إن» قمته الثانية مع «كيم جونج أون» في المنطقة الحدودية وأقنع حلفاءه الأمريكيين بضرورة عقد القمة.

 

 

 

  • رابعا: إتمام الصفقة يصب فى مصلحة كل الأطراف: فكوريا الشمالية سوف تنجو من مصير السقوط من الداخل.. والولايات المتحدة ستوظف عملية نزع السلاح النووى الكورى الشمالي.. أما الصين وكوريا الجنوبية  فإنهما تسعىان لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وقطع الطريق على اليابان لتطوير سلاح نووى لردع تهديدات بيونج يانج.

 

 

  • خامسا: «الصفقة» إذا تمت ستعيد صياغة سياسات وتوجهات الدولة برمتها.. من دولة تنفق أكثر من ٧٠٪ من دخلها القومى على الإنفاق العسكرى وإجراءات التجارب النووية والصاروخية وتهديد جيرانها وغيرهم، إلى دولة «سلمية» متعاونة تكرس كل دخلها القومى لدعم اقتصادها المنهار ورفع مستويات المعيشة لمواطنيها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]