هل تنجح مبادرة السراج في إنهاء القتال في طرابلس ؟

مبادرة جديدة تحاول إنهاء القتال الدائر في العاصمة الليبية طرابلس والذي اندلع في الرابع من أبريل الماضي، لكن المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج لم تلق أي استجابة من قيادات الجيش الوطني الليبي أو من الحكومة الليبية المؤقتة، لكنها وجدت ترحيب من قبل الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي.

السراج يقترح

تضمنت مبادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج والتي أعلنها، أمس الأحد، عدة بنود أبرزها هي الدعوة لملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، والاتفاق على القاعدة الدستورية المناسبة خلال المؤتمر، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019، لكن السراج اشترط عدم توجيه دعوة الحوار إلى من يؤمن بعسكرة الدولة تلميحا منه للقائد العام للجيش الوطني الليبي  المشير خليفة حفتر.

وبالرغم من إطلاق السراج مبادرة للعودة إلى الحوار السياسي وإجراء الانتخابات، لكن لم تتوقف قواته عن القتال في طرابلس وذلك بحسب ما قاله الناطق باسم عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي، إن العملية العسكرية في طرابلس مستمرة ولم تتأثر بالمبادرة التي طرحها السراج.

المبادرة التي دعا فيها السراج إلى عودة الحوار السياسي جاءت بالتزامن مع تصريحات له مع وكالة رويترز يعلن فيها رفضه الجلوس مرة أخرى مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر قائلا : أنه  ”لن يلتقي بحفتر مرة أخرى …لأنه أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن يكون شريكا في أي عملية سياسية”.

الجيش يرفض

لم تجد مبادرة السراج ترحيبا لدى قيادات الجيش الوطني الليبي والذي لخص رده عليها بتصريح صادر  العميد خالد المحجوب آمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة قائلا: أن “العودة إلى الوراء لم تعد ممكنة”.

القائد العسكري الليبي خليفة حفتر – أرشيف رويترز

وأضاف المحجوب، أن “الحديث عن حلول سياسية أصبح مستبعدا في ظل وجود المليشيات والكتائب، وجماعات الإرهاب في طرابلس”.

 

الأمم المتحدة ترحب

لقت مبادرة السراج ترحيب المنظمات الدولية التي تبحث عن مخرج سياسي للأزمة الليبية وذلك بحسب ما تؤكده في بياناتها، وبعد ساعات من إعلان السراج مبادرته الجديدة أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحيبها بها.

وأكدت البعثة الأممية، في بيان، أنها ترحب بمبادرة السراج “وبأي مبادرة أخرى تقترحها أي من القوى الرئيسية الفاعلة في ليبيا”، مضيفة أنها “تعرض مساعيها الحميدة على كل الأطراف في سبيل مساعدة ليبيا على الخروج من مرحلتها الانتقالية الطويلة نحو مرحلة السلام والاستقرار والازدهار”.

موقف البعثة الأممية من مبادرة السراج لم يختلف عن موقف الاتحاد الأوروبي الذي أعلن  المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي الى ليبيا ، بأن الاتحاد الأوروبي لطالما كان داعما لأي اقتراح بناء لدفع العملية السياسية في ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة، ووضع حد للصراع والانقسام، مؤكدا في منشور للبعثة على صفحتها على فيسبوك أن الاقتراح الذي قدمه رئيس المجلس الرئاسي هو خطوة في هذا الاتجاه.

وأشار المتحدث باسم البعثة، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الشعب الليبي والأمم المتحدة في تصميمهما على بناء سلام واستقرار ورخاء دائم.

“المؤقتة” تعلق

أكد وزير الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة، عبدالهادي الحويج، تعاونهم  مع أي مبادرة سلمية والعفو العام والمصالحة للقضاء على الأزمة السياسية، شريطة إنهاء سيطرة الميليشيات المسلحة على طرابلس.

وقال الحويج في مداخلة هاتفية مع الغد إن حكومة السراج تفتقد الشرعية الأخلاقية، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل الأزمة السياسية في ليبيا في ظل فوضى السلاح الحالية.

أهداف حقيقية للمبادرة

أكد المحلل السياسي جمال الفلاح، أن ” السراج يحاول رفع معنويات عناصر الميليشيات التي تحارب الجيش الليبي في طرابلس من خلال مبادرة تلعب على وتر المجتمع الدولي وتحرجه بعد تخليه عن حكومة الوفاق”.

وأضاف الفلاح، “هناك أخبار مؤكدة أن الميليشيات في طرابلس منحت فرصة أخيرة للسراج للخروج من الأزمة وفي حالة فشله سيتم تشكيل حكومة أخرى لذلك جاءت مبادرة رئيس حكومة الوفاق”.

وأكمل الفلاح ، أن “من يدير حكومة الوفاق هو وزير الداخلية فتحي باشاغا وليس السراج الذي فقد القبول لدى الميليشيات لذلك تهدف مبادرته لإنقاذه في الداخل والخارج”.

وأكد الباحث الليبي سراج الدين التاورغي، أن ” مبادرة السراج فاشلة وجاءت متأخرة للغاية، وتعبر عن فشله في مهمته الأساسية وهي إحداث وفاق بين الأطراف الليبية”.

وأكمل التاورغي، أن “المجتمع الدولي أدرك أن الميليشيات هي من تحارب في طرابلس وليست قوات نظامية، لذلك تخلى المجتمع الدولي عن دعم السراج والذي يحاول مجددا لفت انتباههم مرة أخرى”.

وأوضح التاورغي، أن “السراج يحاول بمبادرته تعطيل سيطرة الجيش الليبي على طرابلس لأنه يدرك أنها النهاية له وميليشياته”.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]