تواصل القيادة الفلسطينية جهودها للبحث عن راع جديد للمفاوضات بديلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية، وعقد مؤتمر دولي للسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال في السادس من ديسمبر الماضي.
وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الليلة الماضية، جلسة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، للبحث عن راع جديد للمفاوضات المتعثرة منذ سنوات.
وكانت روسيا انتقدت الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار، الذي يدعو لرفض قرار ترامب بشأن القدس، كما انتقدت قرار ترامب نفسه.
وقال نبيل عمرو، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، في مقابلة للغد، “بعد التغير الدراماتيكي للموقف الأمريكي في عملية السلام اختلطت أوراق كثيرة واحترقت أخرى، وابتعدت الإمكانيات الفعلية لاستئناف عملية سلام ذات مغزى، ومن هنا يبدأ الفلسطينيون رحلة طويلة وشاقة غير مضمونة النتائج تقوم على تغيير طبيعة الدور الأمريكي في العملية السياسية من قيادة العملية إلى مشاركة بجانب آخرين”.
وأضاف عمرو، “هناك سدين منيعين يقفان أمام الجانب الفلسطيني، وهما عدم موافقة إسرائيل على تدخل أي طرف جديد في المفاوضات من أجل الاستفراد بالفلسطينيين، والسد الثاني رفض الإدارة الأمريكية بأن يكون معها شريك دولي في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأكد أن الجهد الفلسطيني سيستمر بالبحث عن بديل للإدارة الأمريكية في عملية السلام، مشيرا إلى أن كافة الخيارات البديلة تبدو مكلفة أكثر وتنطوي على المغامرة الفلسطينية، لأنها مرتبطة بالآلية مع الإسرائيليين والأمريكان والأوروبيين والانسحاب من ذلك يحتاج لوقت طويل وله عواقب خطيرة وصعبة للغاية.
بدوره، قال خليل شاهين، الكاتب والمحلل السياسي، في مقابلة مع الغد، “إن هدف زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى روسيا لتأمين غطاء دولي له بسبب الضغوط التي من المتوقع أن تتزايد عليه كلما اقتربت إدارة الرئيس ترامب من طرح خطتها الإقليمية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأضاف شاهين، “أن الرئيس عباس يريد أن يكون لروسيا دور كبير في عملية السلام، وأن تتفهم موسكو الموقف الفلسطيني المطالب بإطار تعددي لرعاية السلام بعد ربع قرن من الاحتقار الأمريكي للمفاوضات”.
وأشار إلى وجود رغبة لدى روسيا بأن يكون لها دور كبير في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أن ما يجري بحثه في الأوساط الأوروبية وروسيا هو محاولة إيجاد صيغة وسطية تمكن الفلسطينيين من تحقيق بعض مطالبهم، بالإضافة إلى توسيع اللجنة الرباعية بناء على طلب الجانب الفلسطيني لتكون 4+1 أو 4+2 بضم الصين وجامعة الدول العربية.
من جهته، قال كامل حواش، المحلل السياسي في لقاء عبر قناة الغد، “المشكلة الأساسية أن القيادة الفلسطينية تركض فقط وراء عملية السلام والتمسك بالمفاوضات، لأنها نهج أساسي للرئيس عباس، ولذلك يبحث عن رعاه آخرين”.
وأضاف “أن الرئيس عباس سيسمع تأييد من روسيا للموقف الفلسطينيين في مساعيهم للحصول على حقوقهم حول حل الدولتين، ولكن في حال لم يكن هناك تغيير في استراتيجية القيادة الفلسطينية واستمرارها في التمسك بخيار المفاوضات فان ذلك بمثابة تضييع للوقت”.
وتسود العلاقة بين السلطة الفلسطينية وواشنطن توتر بعد قرار ترامب بشأن القدس وتجميد 65 مليون دولار من مساهمتها للأونروا، الذي اعتبره الفلسطينيون جزءا من صفقة القرن التي تستعد لطرحها خلال الفترة المقبلة.
