نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عنونته بـ«الواقعية السياسية تعيق مطاردة قاتل الباحث الإيطالي في مصر».
وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أن رغم تصاعد التوترات ما بين روما والقاهرة، بعد وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، إلا أن إيطاليا شعرت بأنها بحاجة للتعامل بدبلوماسية في تلك القضية، خاصة أنها تحتاج إلى مصر للتعاون معها بخصوص الأزمة في ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل ريجيني، خلف توترات دبلوماسية مكثفة بين روما والقاهرة، وبلغت ذروتها بعد استدعاء السفير الإيطالي لمصر الشهر الماضي.
وأوضحت أن إيطاليا وحلفاءها الذين يدعمون الحكومة الليبية بقيادة فايز السراج، أصبحوا في معركة معقدة، حيث إنه ينظر إلى التحالف المصري باعتباره مفتاحا لنجاح الحكومة الجديدة في ليبيا.
وقال مسؤول بارز في الحكومة الإيطالية، رفض الافصاح عن هويته، إن إيطاليا تشعر بالقلق إزاء دعم مصر لخليفة حفتر، قائد الجيش الليبي التابع لحكومة طبرق، وزعم المسؤول أن مصر تقدم مساعدات عسكرية لطبرق، ما يعتبر عائقا في عملية السلام.
ونقلت الصحيفة عن رافاييل ماركيزي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لويس الإيطالية، قوله بأن حقيقة موقف مصر وإيطاليا قد يدخل في مسار تصادمي، إذا ما أصرت إيطاليا على تصعيد نبرتها تجاه القاهرة فيما يخص قضية مقتل الطالب ريجيني.
وأضاف للجارديان، أن إيطاليا تسعى للحفاظ على القاهرة إلى جانبها بشأن قضية ليبيا لمصلحتها الوطنية، ولكنها في الوقت نفسه تخضع للاستجابة إلى الضغط السياسي المحلي للرد على مقتل الطالب الإيطالي.
جدير بالذكر أنه تم العثور على جثة ريجيني في فبراير/ شباط الماضي وبها علامات واضحة على التعذيب، وفي 8 أبريل/ نيسان، استدعت إيطاليا سفيرها في مصر بسبب عدم وجود تقدم ملموس في العثور على الجناة.
وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا، قالت فيه، إنه «في إطار خطة البحث المتصلة بكشف ملابسات قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، والتي أسفرت عن العثور على متعلقاته بمنزل شقيقة أحد أعضاء التشكيل العصابي، الذي تم استهدافه بدائرة قسم شرطة القاهرة الجديدة، والذي تخصص في سرقة بعض الأجانب بالإكراه بانتحال صفة ضباط شرطة، ولا زالت التحقيقات مستمرة».
كما أكدت الداخلية المصرية، أن أجهزة البحث بالتنسيق مع الفريق الأمني الإيطالي توالي جهودها لفحص كافة علاقات وارتباطات أعضاء التشكيل العصابي، وتحديد الدوائر المتصلة بهم، وظروف الجرائم التي ارتكبوها والمناطق التي شهدت ارتكاب تلك الجرائم وفحص باقي المضبوطات.
بعد ثلاثة أشهر من التوتر، أعربت النيابة الإيطالية عن رضاها على التعاون المصري في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، بعدما استجابت مصر لجميع الطلبات التي تقدمت بها السلطة القضائية الإيطالية.
وفي بيان للنيابة بثه التليفزيون الرسمي الإيطالي، قالت فيه إن اجتماعاتهم مع نظرائهم المصريين التي عقدت الأحد قبل الماضي في القاهرة كانت مفيدة وودية.
وأشارت النيابة الإيطالية إلى أن الجانب المصري سلم فريق المحققين الإيطالي وثائق جديدة، من حوالي 30 صفحة، وتشمل 6 سجلات هاتفية جديدة، ومحاضر للشرطة المحلية، وتقارير للطب الشرعي، متصلة بوفاة 5 من اللصوص، عثر بحوزتهم في مارس الماضي على متعلقات شخصّية لـ«ريجيني».
ونقل التليفزيون الرسمي الإيطالي عن وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، القول إن استئناف الاتصالات بين المحققين الإيطاليين والمصريين بشأن هذه القضية هو في حد ذاته أمر إيجابي، ولكن علينا قبل كل شيء انتظار تقييم النيابة العامة في روما لما تم تسليمه من وثائق.
وصباح الأربعاء الماضي، عينت الحكومة الإيطالية جيامباولو كانتينى، سفيرا جديدا لمصر، بدلا من مسارى ماوريتسيو، السفير الحالي.
