هل خرجت ليبيا من حسابات الولايات المتحدة؟

جاء إعلان الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، عن فشل المفاوضات في جنيف، ليدخل ليبيا مرحلة جديدة من التطورات المفصلية، خاصة في ظل التحركات الراهنة للميليشيات المسلحة في طرابلس.

ويرى مراقبون، أنه لم يبق أمام المبعوثةِ الأممية من خيارات سوى استجداء رئيسي مجلس النواب والدولة، للتوافق وتجاوز النقاط العالقة والخلافات، والتي أدت إلى فشل المفاوضات.

رؤية واشنطن في ليبيا

ورأت صحيفة العرب اللندنية، أن موافقة واشنطن على إجراء انتخابات في ليبيا تحت سلطة حكومتين متنافستين يعد إمعانا في السياسات العشوائية التي تمارسها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

ورأت الصحيفة، أن تلك العشوائية ستؤدي إلى ديمومة الصراع بما يخدم مصالحها ومصالحَ الجماعات الفاسدة، أو أنها قد تُفرز مسارا مناقضا لمخططاتها كما حدث في أفغانستان.

ويرى محللون أن أهداف السياسة الأمريكية فى ليبيا في عهد الرئيسين السابقين أوباما وترامب تركزت على عدم الوجود المباشر بعد مقتل القنصل الأمريكى فى بنغازى عام ٢٠١٢، وعدم الانخراط فى التفاعلات السياسية والعسكرية.

وأدى الانسحاب الأمريكى من الأزمة الليبية إلى إيجاد فراغ كبير سعت روسيا إلى ملئه، كما أن واشنطن تغاضت عن الدور التركي في ليبيا والسماحِ بنقل المسلحين والأسلحة إلى البلاد.

أما اليوم فإن سياسة الرئيس جو بايدن تعكس اندماجا في سياسة المجتمع الدولي في ليبيا على العكس من سياسة سلفه ترامب، رغم عدم اعتبار ليبيا من ضمن أولويات سياسةِ واشنطن الخارجية التي تتجه نحو آسيا بعيدا عن الشرق الأوسط.

إلا أن تقريرا لمعهد السلام الأمريكي وجد أن بإمكان واشنطن توجيهَ جهود السلام من خلال توطيد العلاقات مع حلفاءَ في الداخل الليبي كمنظمات المجتمع المدني، الأمر الذي يدفع لدورٍ مختلفٍ لواشنطن وفق أطر جديدة في محاولة لاستعادة النفوذ بشكل مغاير.

الدور الأمريكي في ليبيا

وقال عيسى عبد القيوم، الكاتب والباحث السياسي، إن الدور الأمريكي في ليبيا بدأ مبكرا بداية من ثورة فبراير عام 2011.

وأضاف عبد القيوم خلال مشاركته في “مدار الغد” أنه لا أحد يعلم السبب وراء انسحاب واشنطن دائما في اللحظات الأخيرة من ليبيا، لتدخل البلاد في فوضوى جديدة.

كما أوضح عبد القيوم أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تقوم بإحداث اختراقات في الملف الليبي إذا أرادت، مؤكدا أنها كانت طرفا في “إعلان باريس” الذي نص  على تاريخ محدد للانتخابات.

 

تشجيع الأطراف الليبية

من جانبه، قال السفير آدم إيرلي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأسبق، إن الولايات المتحدة كانت لاعب كبير في محاولة تشجيع الأطراف لخوض الانتخابات الرئاسية وإنشاء حكومة وحدة وطنية.

وأضاف إيرلي أن كل حكومة منتخبة تأتي إلى السلطة تتعرض لتحديات حول شرعيتها في ليبيا، مؤكدا أن هناك من يعمل على إفساد وتدمير أي نجاحات في البلاد.

وأوضح إيرلي أن الأمم المتحدة قامت بجهودة كبيرة مؤخرا لإحداث توافقات بين الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى انتخاب حكومة منتخبة.

وتابع قائلًا:”تصريحات السفير نورلاند كانت واضحة جدا بضرورة تغليب مصلحة ليبيا عن المصالح الشخصية لكن هناك كثيرون لا يريدون ذلك، وواشنطن لا يمكن أن تفرض إرادتها على أي طرف”.

 

الملف الليبي ليس أولوية

بينما يرى، دانييلي روفينيتي الباحث في العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن لها أن تفرض إرادتها على أي طرف في ليبيا، موضحا أن واشنطن تستطيع فقط تيسير الحوار بين الليبيين.

وأضاف روفينيتي، أن الملف الليبي ليس أولوية للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن الدول الأوروبية هي من يجب أن تعتبر هذا الملف أولوية لها.

وأشار إلى إنه يجب أن يتم التوصل لاتفاق بين الفرقاء الليبيين للوصول إلى حكومة موحدة لأنه من الصعب تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل وجود حكومتين متصارعتين.

 

وعبر سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عن قلق واشنطن العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي، وذلك على خلفية الاضطرابات الأخيرة في البلاد.

واقتحم محتجون مبنى البرلمان في مدينة طبرق بشرق البلاد في حين نظم متظاهرون أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة طرابلس في الغرب.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس الماضي انتهاء مفاوضات ثنائية في جنيف بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بشأن المسار الدستوري، دون التوصل إلى توافق بشأن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]