يرى سياسيون فلسطينيون أن حركة حماس دخلت مرحلة متقدمة في علاقاتها الخارجية في المنطقة بعد انتخاب قيادة جديد لها العام الحالي، والتي بدأت بانتخاب يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة وانتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس في الداخل والخارج إلى أن انتهت مؤخرا بانتخاب صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي.
وشهدت الانتخابات الأخيرة لحركة حماس ظهور عسكريين في القيادة ما يدلل على وجود تغيير في سياسة الحركة قد يلاحظ خلال المرحلة المقبلة.
الباحث في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر يقول إن انتخاب صالح العاروري نائبا لزعيم حماس شكل خطوة جديدة فيما يمكن وصفه إحلالا تدريجيا لقيادتها السياسية والعسكرية السابقة”، مضيفا “فبعد أن كان رئيس المكتب السياسي ونوابه ومسئولو الدوائر معظمهم من الخارج سجلت الدورة الجديدة من انتخابات الحركة حضورا مكثّفا ورئيسيا للقادة المحليين الجدد من الداخل، خصوصا العسكريين منهم مما قد يسفر عن تغيير في سياستها خلال الفترة المقبلة التي قد تكون حبلى بتطورات كبيرة”.
بدوره، يرى شرحبيل الغريب الكاتب والمحلل السياسي أن حماس دخلت مرحلة جديدة ومتطورة في علاقاتها الخارجية في المنطقة وزيارة وفد من الحركة برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي إلى طهران تجاوز مرحلة ترتيب العلاقات والآن تزداد تطورا ورسوخا.
ويقول الغريب المقرب من حركة حماس “تقديراتي أننا سنشهد تطورا أكبر خلال المرحلة القليلة المقبلة بما يخدم القضية الفلسطينية ومشروع المقاومة”.
وأعلنت حركة حماس، أمس الجمعة، أن وفدا قياديا رفيع المستوى من الحركة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران.
ويضم وفد الحركة الذي يترأسه العاروري كلا من عزت الرشق، ومحمد نصر، وأسامة حمدان، وزاهر جبارين، وسامي أبو زهري، وخالد القدومي.
وأوضحت حركة حماس أن الوفد سيلتقي مسؤولين إيرانيين كبار خلال الزيارة التي ستستغرق عدة أيام، كما سيتناقش الوفد آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والعلاقات الثنائية وتطورات الصراع مع الاحتلال.
وسبق ذلك إجراء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عدة اتصالات برؤساء دول عربية وإسلامية وأطلعهم على آخر تطورات ملف المصالحة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف “ما إن أعلن عن زيارة وفد حماس لطهران حتى انشغل المنشغلون حول الزيارة أسبابها وتوقيتها، غضب البعض منها، وكأن سياسة حماس في علاقاتها مع الآخرين يجب أن تمر عبر عديد من البوابات، وكأن سياسة حماس مرهونة برضا هذا أو ذاك”.
ويضيف “حماس كما أفهمها تعمل وفق سياسة الانفتاح على الجميع وبناء علاقات مع الجميع طالما أن هذا الجميع يبدي استعدادا لدعم الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال”، متابعا “حماس ترى أن التحالفات مع طرف على حساب طرف آخر في هذا الواقع الذي هي عليه القضية الفلسطينية ضار بالقضية والشعب وهي تؤمن بالانفتاح على الجميع طالما كان ذلك يحقق مصلحة القضية والشعب”.
واسرائيليا هناك حالة قلق من صعود الجيل الجديد الى قيادة الحركة، إذ كتب أليئور ليفي في صحيفة يديعوت أحرونوت قبل أيام “إن العاروري مخطط العمليات المسلحة لحماس بات الرجل الثاني في الحركة، ويعتبر انتخابه استكمالا لتغيير الهيكلية القيادية فيها عقب انتخاب يحيى السنوار زعيما لحماس في قطاع غزة”.
ويضيف”أن العاروري ولد ونشأ فى الضفة الغربية، وقضى 18 عاما بالسجون الإسرائيلية، ويتحدث العبرية بطلاقة، وارتقى سريعا في سلم قيادة حماس، بعد تنقله بين سوريا وقطر وتركيا، واستقر به المقام في لبنان، حيث خطط لهجمات الحركة من هناك، معتبرا انتخابه لهذا الموقع القيادي في حماس يجب أن يقلق إسرائيل”.
وكانت حركة حماس أعلنت يوم التاسع من أكتوبر انتخاب عضو المكتب السياسي للحركة صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.
وقالت الحركة في بيان صحفي” إن انتخاب العاروري جاء خلال انعقاد مجلس شورى حركة حماس مؤخرا”.
