نحو 7 أشهر، منذ تكليف سعد الحريري في الـ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب بعد أن رشح نفسه ليحمل المبادرة الفرنسية.
مهمة الحريري وفق المبادرة الفرنسية كانت تهدف لتشكيل الحكومة خالية من الحزبيين، تتألف من شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة.
وفي الـ 9 من ديسمبر/ كانون الأول قدم الحريري تشكيلة حكومية من 18 وزيراً، لكن الرئيس اللبناني رفض الحكومة. ورأى عون أن الحكومة لا تراعي التوازنات والميثاقية الطائفية، ولا تأخذ في الاعتبار دور رئيس الجمهورية في عملية التشكيل.
ومع استمرار تبادل الاتهامات بشأن من يعطل تشكيل الحكومة، أعلنت فرنسا أنها ستفرض عقوبات على كل من يعرقل تشكيل الحكومة.
عرقلة تشكيل الحكومة
بداية، قال فادي سعد عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل، إن لبنان يمر بتطورات عديدة ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مصر على تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية.
وأضاف عضو تيار المستقبل، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشتنا أن التيار الوطني الحر يعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية وسعد الحريري لن يقدم أي تنازلات.
كما يرى عضو تيار المستقبل أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان مرتبطة بعرقلة تشكيل الحكومة وإنسداد الأفق، مؤكدا أن كل شيء سيتم كشفه غدا.
وتابع:” الرئيس المكلف سعد الحريري لن يتراجع عن الطروحات التي قدمها في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية”.
باسيل والحريري
من جانبه قال الدكتور طارق عبود الأستاذ بالجامعة اللبنانية، إن الحديث عن العقوبات الفرنسية أصبح مملا لأنها تحتاج إلى إجماع أوروبي وهذا السيناريو لن يتحقق لأن هناك أطرافا لا تريد فرض العقوبات على لبنان.
وعن الشخصيات التي تقف وراء عرقلة تشكيل الحكومة، يرى طارق عبود أن كلا من “وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل والرئيس سعد الحريري هما من يقفا وراء ذلك” على حد قوله.
وردا على طارق عبود أكد فادي سعد أن “الفرنسيين لا يرون أن سعد الحريري هو من يعرقل تشكيل حكومة وفقا للمبادرة الفرنسية، وأن العقوبات الفرنسية ستكون موجهة إلى جبران باسيل وجماعته”.
حزب الله
وفي السياق ذاته، قال الدكتور مكرم رباح المحاضر بالجامعة الأمريكية في بيروت إن الاستخفاف بالعقوبات الفرنسية نوع من أنواع الخداع، ولكن هذه الطريقة هي الحل الوحيد مع الطبقة السياسية الفاسدة.
وأوضح رباح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعرض للخداع من كل الطبقة السياسية في لبنان، وأن “حزب الله” هو المعطل الأول والأخير لتشكيل الحكومة اللبنانية.
حلف جبران باسيل
كما ترى الكاتبة الصحفية اللبنانية مايا خضرا، إن فرنسا نتأخرة في فرض العقوبات على الدبلوماسيين الإيرانيين الذين تم اتهامهم بالتحضير لعلميات إرهابية، ولم تتخذ أي إجراء مرتبط بالحرس الثوري.
وأكدت مايا خضرا أن “فرنسا لم تتخذ أي قرارات بشان العقوبات، بالإضافة إلى أنها لم تسمي أيضا الذين يعرقلون مسألة تشكيل الحكومة، مؤكدة أن التعطيل من جانب جبران باسيل وحزب الله”.
كما أكدت مايا خضرا أن الشارع اللبناني رهين هذا الحلف الذي يعبر عن الفساد المستشرى في لبنان.
أدوات تفاوض
من جانبه قال سعد عبد الله الحامد الباحث في العلاقات الدولية، إن القيادة السعودية لطالما أوضحت أنها لا تمانع وجود حوار بناء مع إيران، وأخر تصريح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوضح ذلك ولكن بشرط عدم الاستمرار في التدخلات في الشؤون العربية.
كما أكد الباحث أن التقارب السعودي الإيراني قد ينعكس على الداخل اللبناني وعلى العديد من الملفات والأزمات في بعض الدول، مشيرا إلى أنه من غير المعروف ما إذا كانت طهران ستبتعد عن دعم الأذرع والميليشيات.
كما أوضح الباحث أن إيران تريد استخدام دول المنطقة كأدوات للتفاوض ويجب عليها التوقف عن دعم أذرعها التخريبية.
