هل يتمكن بايدن من حشد دول الشرق الأوسط ضد موسكو؟
منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل 4 أشهر، تسعى الولايات المتحدة إلى اصطفاف دول الشرق الأوسط بجانبها، على غرار ما فعلت مع حلفائها الأوروبيين، خاصة فيما يتعلق بمساعي ضخ المزيد من النفط لخفض الأسعار العالمية ودعم القرارات الأممية ضد موسكو.
لكن دولا حليفة لواشنطن في الشرق الأوسط قد رفضت، كما أكدت دول أخرى دعمها لروسيا، كعضو في “أوبك بلس” مع تصاعد المطالب بزيادة إنتاج النفط، وعزل موسكو في أسواق الطاقة.
قضايا مشتركة
يقول مايكل باتريك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشئون الشرق الأوسط، إن من الأمور التي سيركز عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط أهمية دعم أوكرانيا وجهودها، والتحدث عن أسباب مواجهة روسيا، وكيفية تقديم دول الشرق الأوسط المساعدة في هذا الشأن.
وأشار إلى أن زيارة بايدن تعد فرصة لتصحيح ما افتقدته الولايات المتحدة في الفترة الماضية من خلال جمع الحلفاء إلى جانبها.
وقال، “هناك قلق بشأن إيران في منطقة الشرق الأوسط، لكن يوجد أمال في أن يجد المجتمع الدولي حلا بشأن التعامل مع إيران”.
وأكّد، أن الولايات المتحدة تريد الوصول لضمانة بأن الشراكة مع الشرق الأوسط ستتواصل، إذ أن من مصلحة الجانبين أن يتوصلا إلى توافق في العديد من الملفات الهامة.
وأشار إلى أن من ضمن القضايا المتوقع طرحها ملفات الطاقة، وأسعار النفط، والعملية العسكرية الروسية، وزيادة الإنتاج للنفط والطاقة، والوصول إلى شراكة طويلة الأمد تعود بالنفع على الجميع.
استعادة النفود
ويعد طول أمد الحرب وتفاقم تداعياتها الاقتصادية عالميا، من أبرز الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى تكرار مساعيها في الشرق الأوسط، ومحاولة استعادة نفوذ قد تراجع خلال السنوات الماضية، في مقابل تنامي النفوذين الصيني والروسي في المنطقة.
ويقول الدكتور محمد فراس النائب، أستاذ العلاقات الدولية والإعلام، إن الإدارة الأمريكية لم تراع مصالح شركائها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن عالم العلاقات الدولية تحكمه المصالح بالدرجة الأولى.
مطالب ملّحة
وأشار إلى أن الولايات المتحدة مطالبة بأن يكون لها دور فاعل الشرق الأوسط في الملفات الرئيسية، وأن يكون لها دور ضاغط في الملف الإيراني، ودور صاعد في الملف اليمني، ودور متوازن في الملف السوري، ودور إيجابي في ملف الطاقة وغير مجحف بحق الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة.
ويرى فراس، أن أمريكا تريد أن تستميل أصدقائها لتستعيد شركائها التاريخيين بعد أن فقدت دعمهم خاصة في الأزمة الأخيرة، موضحا أن تعامل الإدارة الأمريكية مع روسيا في الأزمة الأخيرة تعد بمثابة خطيئة تاريخية، حيث تعاملت معها كأنها دولة من العالم الثالث.
وقال، إن بعض الشركاء الأوروبيين استهجنوا إهانة الرئيس الأمريكي لروسيا بهذا الشكل.
وأكد على أنه لابد أن تأخذ أمريكا في الاعتبار أنها لم تقدم شيئا لشركاء الشرق الأوسط، بينما تطلب منهم أن ينصرفوا عن مصالحهم الاستراتيجية المتعلقة بروسيا بصفتها دولة كبرى.
