لايزال الغموض يحيط بمرض المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، المتواجد حاليا داخل أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية «باريس».. بينما بدأت موجة التوقعات حول من يخلف «حفتر» على رأس قيادة الجيش الليبي التابع لبرلمان طبرق «الشرعي» ؟ ومن يلقى قبولا عربيا ودوليا وداخل الساحة الليبية (القيلية والسياسية والتشريعية) ؟
الأسماء التي يتم تداولها لخلافة المشير حفتر، انحصرت بين إثنين: رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية، الفريق عبد الرازق الناظوري.. واللواء عبد السلام الحاسي، قائد عملية «الكرامة»، والأخير يبدو أنه الأوفر حظا لخلافة الجنرال خليفة حفتر، ويحظى بـ «إجماع دولي»، بحسب وسائل الإعلام الفرنسية، والتي وصفته بأنه «اليد اليمنى» لحفتر، ومن المقربين للقيادة المصرية الحريصة على فرض الاستقرار والأمن في ليبيا، ودعم الجيش الليبي، لحماية حدودها الغربية مع ليبيا والتي تصل إلى نحو 1115 كم.
وفي مقال بعنوان «من هو عبد السلام حاسي خليفة حفتر؟» اعتبرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية، أن اللواء عبد السلام الحاسي، هو الأقرب لخلاف حفتر، على اعتبار أنه يحظى بدعم دولي كبير.. ونقلت المجلة عن جلال حرشاوي، الباحث المتخصص بالشأن الليبي، قوله إن الحاسي بات المرشح الأكثر قربا لتولي منصب حفتر، وهو ضابط خبير في «الدبلوماسية في أوقات الحرب»، ويستطيع الحفاظ عل تماسك «الجيش الوطني» التابع لبرلمان طبرق والذي يضم أطرافاً عدة متباينة ومختلفة الانتماءات والتوجهات، كما أن لديه علاقات جيدة بعدة أطراف دولية وفاعلة في المشهد الليبي، فضلا عن كونه يحظى باحترام عدة أطراف داخل الجيش الوطني.
واعتبر حرشاوي أن اللواء الحاسي هو «مرشح منطقي» ومقبول لدى دول عربية تبذل جهدا لحل الأزمة الليبية، كونه شخصية حكيمة وهادئة وفي ذات الوقت مؤثرة جدا في قيادة «الجيش الوطني» الليبي، وهو أيضا من بين المعارضين لتيار الإخوان المسلمين في ليبيا، وينظر له من قبل الدول الغربية كـ «شريك فاعل في الحرب ضد الإرهاب»، وخاصة بسبب جهوده الكبيرة في محاربة التنظيمات المتطرفة كـ « داعش، وأنصار الشريعة» خلال توليه منصب قائد قوات العمليات في وزارة الدفاع الليبية في وقت سابق.
من جانب آخر، كشفت «إذاعة فرنسا الدولية» عن لقاء جمع بين مسؤولين فرنسيين وأبناء حفتر الأربعة، فضلا عن كل من اللواء عبد السلام الحاسي، واللواء عون الفرجاني قائد هيئة السيطرة والقضاء بقوات حفتر، ورئيس أستمارات المخابرات الليبية، في التاسع من إبريل/ نيسان الحالي، في محاولة لاختيار الشخصية الأنسب لخلافة حفتر..وأشارت«إذاعة فرنسا الدولية» إلى أن فرنسا تسعى مع حلفائها للتأثير في عملية خلافة حفتر (عبر تعيين شخصية مقربة منها).
والشخصية الثانية، المرشحة لخلافة المشير حفتر، الفريق عبد الرزاق الناظوري، رئيس أركان قوات الجيش الليبي الوطني، والذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، الأربعاء الماضي، وهو ما دفع قنوات تابعة لتيار التنظيمات الإرهابية الممولة من دولة قطر، لنشر «أخبار كاذبة» لإشعال نار الفتنة ونشر الفوضى، في شرق ليبيا، باتهام أطراف عربية وإقليمية، بالوقوف وراء هذه العملية، وخاصة أن الناظوري لا يحظى بقبول لدىهم، وهو يعد من المقرّبين لرئيس مجلس النواب الليبي «الشرعي» المستشار صالح عقيلة، بحسب القنوات التابعة للتنظيمات الإرهابية !!.
وقال الفريق عبدالرازق الناظوري، عقب محاولة الاعتيال الفاشلة، إن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أتصل به ليطمئن على صحته بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها شرق مدينة بنغازي يوم أمس الاربعاء. مؤكدا للشعب الليبي أن قائد الجيش المشير خليفة حفتر سيكون في ليبيا الأيام القادمة.
وقال السياسي الليببي، علي منصور، إن كل من الفريق الناظوري واللواء الحاسي، شخصيات وطنية ليبية تحظى بتقدير الدول العربية المجاورة، وعلى الصعيد الدولي، وكل منهما يواجه بحسم التنظيمات الإرهابية وتحركات جماعة الإخوان في ليبيا، وان كل ما يقال عن من هو خليفة خفتر، مجرد تكهنات «إخوانية»، وليس من الخطأ أو من الشقاق ترشيح شخصية عسكرية وطنية لخلافة المشير في حال عودته وعدم قدرته مثلا على ممارسة مهامه، وهذا امر مستبعد حتى الآن.
ومن جانبه يؤكد عضو مجلس النواب الليبي، أبو بكر بعيرة، أن محاولة اغتيال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية الفريق عبد الرزاق الناظوري، تأتي في ظل استعداد الجيش الليبي لدخول مدينة درنة لإخراج الإرهابيين منها، وقد يكون ما حدث هو ضربة استباقية من قبل الأطراف الإرهابية لتأخير تقدم الجيش نحو درنة.. ونفى «بعيرة» أن يكون هناك علاقة بين الحادث والأخبار التي تحدثت عن تكليف الناظوري لخلافة المشير حفتر، ولكن بعض الأطراف أرادت تأجيج الموقف بالحديث عن الحالة الصحية للمشير حفتره، بينما الجيش الليبي في شرق البلاد متماسك وأنهى مرحلة الحرب في مدينة بنغازي ويستعد لاقتحام مدينة درنة وإخراج العناصر الإرهابية منها، ومحاولة الاغتيال محدودة جدا ولا يوجد لها تأثير على تماسك الجيش.
وأشارا إلى أن المشير حفتر ربما يعود إلى البلاد في احتفالات الجيش بانطلاق معركة الكرامة، بعد أن أعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن حفتر يستعد للعودة للبلاد وأنهم يحضرون للاحتفال بمعركة الكرامة وقد يجمع احتفال ذكرى الكرامة مع عودة المشير حفتر للبلاد، فهو يعد رمزا مؤثرا في المعترك العسكري والسياسي الليبي.
