هل يستطيع ترامب استصدار قرار من مجلس الأمن بعمل عسكري ضد إيران؟
لا يزال التصعيد الإيراني مستمرا، ولا تزال طهران تسير على خطاها، متجاهلة كافة الدعوات الأوروبية للإفراج عن ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني احتجزتها في مضيق هرمز، أمس الجمعة، حيث بررت قرار احتجازها بـ خرق السفينة للقواعد البحرية الدولية في المضيق الذي تمرّ من خلاله ثلث كميات النفط المنقولة بحراً في العالم.
وأمام التصعيد الإيراني، وما وصفه مراقبون، بالعدوان الإيراني على العالم، ظهرت نداءات لمجلس الأمن بالتدخل للتصدي للعدوان الإيراني، ما طرح العديد من التساؤلات حول قدرة مجلس الأمن، على مواجهة الطموح الإيراني في المنطقة، وزعزعة الاستقرار في الخليج.
الباحث في السياسة الخارجية الأمريكية، الدكتور عصام عبد الله، يرى في لقاء عبر الغد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يحارب إيران، ولن يسعى إلى أي مواجهة عسكرية معها، وكل ما يفعله الآن، مجرد محاولات لاستفزازها كلاميا، مشيرا إلى إنه بإمكانه استصدار قرار من مجلس الأمن بتوجيه ضربة عسكرية على إيران.
وفي 24 يونيو الماضي، أدان مجلس الأمن الدولي، بشدة، الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط في مياه الخليج، واعتبرها تهدد أمن المنطقة بشكل جدي.
وأضاف الباحث في السياسة الأمريكية، أن إيران ليست قوية في الداخل، لكنها قوية في المواقف الخارجية، خاصة أنها تعلم الخريطة الجيوسياسة للدول الغربية، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا أن إيران لم يعد لديها ما تخسره لإشعال منطقة الشرق الأوسط بفعل العقوبات الأمريكية عليها.
وشدد عبد الله، على ضرورة أن تتحسب القوى الكبرى لمواقفها، لأن ما تريده إيران قد يشهد حربا عالمية خاصة أنها تعتمد سياسة حافة الهاوية.
من جانبه، قال الخبير في العلاقات الدولية، أحمد عجاج، إن إيران أخطأت في حساباتها عندما ظنت أن بريطانيا لن تدخل في حرب معها، معتبرا أن هذا التصور الإيراني الخاطئ سيدفعها إلى مواجهة عسكرية مع بريطانيا.
وأضاف عجاج، في لقاء عبر الغد، أن إيران عند احتجازها لناقلة نفط بريطانية في منطقة الخليج، لم يكن بداعي التهور، ولكن بعد دراسة صحيحة، حيث توقعت أن بريطانيا لن تستطيع اتخاذ قرار حرب في هذه المرحلة الانتقالية التي يتم فيها اختيار رئيسا لوزراء جديد خلفا لتيريزا ماي، وهو تفسير خاطئ مبني على حسابات قد لا تكزن صحيحة في النهاية.
واستدعت الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني في لندن احتجاجا على احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
وقال وزير الخارجية جيرمي هانت إن إيران تختار طريقا خطيرا بانتهاج سلوك غير قانوني ومزعزع للاستقرار.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه القيادة الأمريكية الوسطى إطلاق عملية الحارس لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط.