لا حديث في الشارع التونسي ، إلا عن جلسة البرلمان المرتقبة اليوم الخميس، للتصويت على عريضة سحب الثقة من رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، حيث أصبح زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان أمام عاصفة قد تطيح به وبنفوذ الحركة من المشهد السياسي وسط حالة من الجدل على مواقع التواصل الأجتماعي، ونقاش لا ينتهي بين التونسين، وتنسيق متواصل للحزب الدستوري الحر مع بقية أحزاب المعارضة للتحضير للجلسة المرتقبة.
حان الوقت
وتؤكد أحزاب المعارضة، أن الوقت قد حان ، للتخلص من الأزمات المتكررة التي تواجه تونس بسبب إصرار حركة النهضة على تنفيذ أجندتها الخاصة رغما عن ارادة الجميع.
وباتت محاولات إفشال جلسة التصويت، بمثابة الهاجس الذي يواجه المعارضة، وعبرت عنه 3 كتل نيابية، حيث حملت الكتلة الديمقراطية، الاصلاح، تحيا تونس، مجلس النواب مسؤولية تسيير الجلسة والالتزام بتطبيق النظام الداخلي، مستنكرة ما سمته بالضغط على عددا من النواب للتأثير على تصويتهم.
المطلوب 109 صوت
وفي مقابل تلك المخاوف، جددت مصادر بمجلس النواب، التأكيد على تجميع أكثر من 109 صوتا ، وهي الأصوات المطلوبة لسحب الثقة من “الغنوشي”، واتهمت المصادر حركة النهضة باستخدام ضغوط على النواب في الساعات الأخيرة، في محاولة لإنقاذ رئيس البرلمان.
وما بين حشد أحزاب المعارضة للتصويت ضد “الغنوشي”، وترتيبات الساعات الأخيرة المضادة من قبل “النهضة”، تبقى الإجابة عن السؤال :”هل ستغير الجلسة الحاسمة أوراق اللعبة السياسية في تونس أم ستظل حركة النهضة ممسكة بكل الأوراق؟!”.
“قلب تونس” المحدد الرئيسي
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد بوعود ، أن اللعبة انحصرت بين كتل الإصلاح، الديمقراطية ، تحيا تونس من جهة ، و”النهضة وحلفائها من جهة أخرى، ولكن المحدد الرئيسي الآن حزب قلب تونس الذي سيكون الفيصل في ترجيح كفة سحب الثقة من “الغنوشي” أم لا، حيث يتمتع الحزب بـ34 نائبا بالبرلمان، ويقال أن بداخله انشقاقا كبيرا حول التصويت، فالبعض يرى ضرورة مساندة رئيس البرلمان والبعض يتمسك بدعم معارضية، الأمر الذي دفع رئيس الحزب نبيل القروي بترك حرية المبادرة للنواب، وهنا ستصبح المسألة في غاية التشويق والغموض إلى آخر لحظة.
وأوضح “بوعود”، أنه في حالة استمرار “الغنوشي” وعدم سحب الثقة منه، فإن صورته في جميع الأحوال اهتزت ، فهو لم يعد قادرا على تسيير البرلمان وفرض هيبة البرلمان، وأصبح يوميا عرضه لقصف مركز من معارضيه، وفقد الكثير من سلطته.
“النهضة” يشتري حلفاء
فيما أكد المحلل السياسي من تونس عبد الله العبيدي ، أن حركة النهضة تجري تحركات مكثفة للتعامل مع جلسة البرلمان المقرر عقدها اليوم لسحب الثقة من زعيم الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي.
وأوضح العبيدي ، أن حلفاء حركة النهضة في الماضي أصبحوا خصوم لها واصطفوا خلف الرئيس التونسي قيس سعيد.
وأكمل أن هناك شكل من التوتر وحرب مفتوحة بين حركة النهضة والقوى الأخرى، مضيفا أنه في السنوات الأخيرة تداولت أحاديث حول استخدام النهضة المال السياسي لشراء الحلفاء وإنقاذ مكاسبها.
وقال إن الكتل والأحزاب التي تؤيد سحب الثقة من الغنوشي تسعى إلى حشد 109 صوتا لإنجاح مخططها، لكن حركة النهضة لديها أساليبها في المناورة، مشددا على أن كافة الأطراف السياسية جميعها تمتلك أسلحة لحسم الموقف بالنسبة لها حتى أخر دقيقة.
وأضاف أنه من المتوقع عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة البرلمان اليوم وذلك بسبب انشغال النواب بالعودة إلى بلدتهم بسبب عيد الأضحى.
وحذرت ثلاث كتل نيابية في مجلس النواب التونسي من محاولة إفشال الجلسة المخصصة للتصويت على عريضة سحب الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي المقررة اليوم.
وطالبت الكتلة الديمقراطية والإصلاح و”تحيا تونس”، في بيان مشترك، بتطبيق النظام الداخلي، مستنكرة ما سمته الضغوط على عدد من النواب للتأثير على تصويتهم.
