يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منزعج من إصرار مقربين له على إصدار كتب تتضمن بعض الأسرار التي تخصه، وهو ما جعله يدخل في معركة قانونية لوقف إصدار “غرفة الحدث” لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، كما أنه وجد أيضا أحد أفراد عائلته يمد الصحافة بمعلومات عن ذمته المالية، ويتوعد بنشر كتاب يتضمن أسرارا عنه.
لكن.. ما المعلومات التي أغضبت ترامب؟
تطرق الكتاب، الذي يتألف من 577 صفحة بحسب ما تناقلته وسائل إعلام أمريكية، إلى أن ترامب طلب شخصيا من نظيره الصيني شي جين بينج مساعدته في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل 2020.
وأن تفاصيل الواقعة كانت أثناء اجتماع بين الزعيمين في قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية في يونيو/ حزيران 2019، حيث حول الرئيس الأمريكي المحادثة إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، بحسب وصف مستشار الأمن القومي السابق.
وبحسب مستشار ترامب للأمن القومي السابق، فإن الرئيس الأمريكي لفت إلى أهمية المزارعين وزيادة المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح، في نتيجة الانتخابات.
وكانت من ضمن المعلومات الأخرى، التي سلط الكتاب الضوء عليها، أن ترامب لم يكن يعلم أن المملكة المتحدة قوة نووية، وأنه أبدى ملاحظة بهذا المعنى في اجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي قبل عامين.
ورأى بولتون، أن ترامب عديم الاطلاع بشكل مذهل.
ولم يكن من الرئيس الأمريكي إلا استخدام تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر للرد على ما جاء في مضمون الكتاب، وقال: “إنه مكون من أكاذيب وقصص ملفقة”.
ويرى المسؤول الأمريكي السابق بأن ترامب ارتكب مخالفات تستدعي الإقالة من منصبه.
كيف حاول ترامب منع إصدار الكتاب؟
ورفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية لمنع “بولتون” من نشر الكتاب، وبحسب الدعوى يحتوي الكتاب على “معلومات سرية خاصة بالأمن القومي الأمريكي”.
وطلبت الدعوى، التي رفعت أمام محكمة فيدرالية في واشنطن منع نشر الكتاب لأن بولتون لم يحز على موافقة على النصّ بأكمله مما يجعل مؤلَّفه “في انتهاك واضح للاتفاقات التي وقّع عليها كشرط لتوظيفه ولاطّلاعه على معلومات سرية للغاية”.
وهدد الرئيس الأمريكي بأن مستشاره السابق للأمن القومي قد يواجه مشكلة جنائية إذا لم يوقف نشر.
لكن اتحاد الحريات المدنية الأمريكي دافع عن “بولتون” ومذكراته، وقال في بيان له: “أي جهود لإدارة ترامب لمنع نشر كتاب بولتون محكوم عليها بالفشل”.
قصة ابتعاد بولتون عن منصبه
غادر البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول عام 2019، وتخلى عن مهامه كمستشار للأمن القومي، لكن ترامب يقول إنه عزله بسبب خلافات شديدة بينهما.
ودفع الكتاب، الذي أعده بولتون، إلى عودة ترامب للحديث عن سبب استبعاد بولتون من منصبه، حيث قال الرئيس الأمريكي: “قال كلّ كلمة إيجابية عني، وهذا مدوّن، حتى جاء اليوم حيث طردته”.
هل كان ترامب مرفوضا داخل عائلته؟
لم يكن ذلك الكتاب هو الوحيد الذي تسبب في غضب ترامب، حيث تستعد ماري ترامب، ابنة شقيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار كتاب جديد في أغسطس المقبل تكشف فيه أسرارا خاصة عن عائلته.
ويحمل الكتاب عنوان “كثير جدا ولا يكفي أبدا”، تحدثت فيه ماري عن كيف استطاعت تسريب وثائق الضرائب الخاصة بجدها إلى صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وزعم التحقيق الصحفي، الفائز بجائزة “بوليتزر” للصحافة، أن ترامب تورط في برامج ضريبية “احتيالية” وحصل على ما يزيد على 400 مليون دولار (316 مليون جنيه استرليني) من إمبراطورية العقارات التي تركها والده.
ويتضمن الكتاب قصة عن رفض الأخت الكبرى للرئيس الأمريكي ماريان ترامب باري، القاضية السابقة، رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن ماريان باري كانت تجري محادثات مع ماري فريد عبرت فيها عن أفكار مدمرة بشأن شقيقها، حيث كان هناك توتر في العلاقة بين ماري ترامب وعمها دونالد منذ وفاة فريد ترامب الأب.
ترامب أقصى يسار الصورة
وتجيب الكاتبة عن تساؤلات منها: كيف أن أحداثا معينة ونماذج أسرية صنعت الرجل السيء الذي يشغل حاليا المكتب البيضاوي، بما في ذلك العلاقة الغريبة والمضرة بين فريد ترامب ونجليه الكبيرين، فريد جونيور ودونالد؟!.
ومن المقرر أن يصدر كتابها “كثير جدًا ولا يكفي أبدًا” في 11 أغسطس المقبل، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية وقبل أيام من المؤتمر الوطنى الجمهورى.
وماري ترامب، البالغة من العمر 55 عاما، هي ابنة فريد ترامب جونيور، الشقيق الأكبر للرئيس، الذي توفي عام 1981 عن عمر ناهز 42 عاما.
وكان والدها يعانى من إدمان الكحول طوال حياته، وتسببذلك في إصابته بنوبة قلبية أدت إلى وفاته المبكرة.
