تقاسم الجمهوريان تيد كروز ودونالد ترامب الفوز في 4 ولايات في الانتخابات التمهيدية التي أجريت مساء أمس، السبت، ففاز الأول في كنساس ومين، ليقوض، إلى حد ما، فوز الثاني في لويزيانا وكنتاكي.
ويبدو أن الغموض لا يزال يحف بمرشح أكبر الأحزاب الأمريكية وأكثرها عراقة، فبعد سير هيلاري كلينتون قدما نحو الفوز بترشيح الديمقراطيين، لا يبدو أن التوافق لاح في الأفق في صفوف الجمهوريين ليدعموا مرشحا قويا يواجها في الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذا تخطت الانتخابات التمهيدية الحالية بنجاح كبير.
آخر مناظرة بين المرشحين الجمهوريين الثلاثة، شهدت جدلا واسعا بعدما إنهال كروز وماركو روبيو على ترامب بالاتهامات، تارة بجمع الأموال لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة عام 2008، وتارة بجلب مهاجرين غير شرعيين لبناء ناطحات السحاب التي يملكها، وهو الذي هاجم مرارا المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
ويبدو أن استطلاعات الرأي التي كانت تشير مع بدء الانتخابات التمهيدية إلى تقدم كروز في مواجهة ترامب، تراجعت كثيرا بعد نتائج «الثلاثاء الكبير»، وهي الجولة التي حسمها ترامب لصالحه في 7 ولايات من أصل 12 ولاية، وأيضا تراجعت كثيرا على حساب روبيو الذي كان يشار إليه بـ«الحصان الذهبي».
شنّ روبيو في آخر مناظرتين تم بثهما على قناة فوكس الإخبارية، هجوما شرسا على ترامب، إلا أن ذلك على ما يبدو أفقده كثيرا من ناخبيه لصالح الأخير ليعمق خسارته في طريقه إلى الخروج من سباق نيل بطاقة الجمهوريين المزمع إعلان نتائجها في يونيو/حزيران المقبل.
من جانبه، واصل المرشح السابق الجمهوري ميت رومني، الذي خسر انتخابات عام 2012 لصالح الرئيس باراك أوباما، هجومه هو الآخر على ترامب، قائلا: «لقد طفح الكيل، إنه مزيف ومخادع»، ما دفع شبكة قناة CNN الإخبارية لوصف ما يحدث داخل أروقة الحزب بأنه «يحارب نفسه»، فلم يكن متوقعا أن يهاجم أعضاء الحزب مرشحهم «الأقوى».
وأضافت CNN: «ما يحدث سيكون له آثار مذهلة على الحزب نفسه، وجود انقسام كبير كهذا داخل صفوف الجمهوريين سيؤدي لتفككه وهو ما يشبه تفكك أحزاب عدة في التاريخ السياسي الأمريكي».
وفي هذا الصدد أيضا، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن رومني كان واضحا في تحديد من لا يجب أن يكون مرشح الحزب إلا أنه لم يكن واشحا في من يريده أن يكون بالفعل، وأشارت إلى تصريحاته بأنه يجب أن يجد مرشحو الحزب الآخرين أرضية مشتركة للتعاون، وهو ما فسرته بالصحيفة بأنه يجب عليهم أن يتحدوا لدعم الفائز التالي وهو كروز.
وعنونت الصحيفة تقريرها بـ«حان الوقت لتمهيد الطريق من أجل كروز»، قائلة إن فوزه في كانساس لم يكن مفاجئا فقد تطابقت النتائج تقريبا مع نتائج انتخابات فاز بها «شبيهه السياسي» الجمهوري ريك سانتورم عام 2012.
ويبدو أن سانتورم كان له رأي آخر في ذلك، فقال في حوار مع صحيفة «هوفينجتون بوست»: «كروز لن يفوز فهو ليس سانتورم وليس أيضا مايك هاكابي، هو لا يبلي بشكل حسن ليعبر عن الجمهوريين، هو ليس الخيار الأفضل كما كنا نحن»، وهي تصريحات تعمق الانقسام الجمهوريين.
