هل يقبل الناتو عضوية السويد وفنلندا؟
زاد الهجوم الروسي على أوكرانيا من وحدة حلف “الناتو” ويساعده على التوسع، هذا ما قالته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، تعليقا على مساعي السويد وفنلندا الانضمام للحلف الأطلسي.
ولم تكن مسألة انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو قضية ملحة للدولتين، إلا أن الحرب في أوكرانيا فرضت عليهما إعادة تقييم السياسة الأمنية، حتى باتت عضوية الناتو الخيار الأكثر واقعية، خاصة بعد تسليم أسلحة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد روسيا.
كما ترى المجلة الأمريكية أن انضمام السويد وفنلندا لـ(الناتو) سيؤدي إلى تغيير البنية الأمنية لشمال أوروبا، وسيردعان روسيا.
لماذا تريد السويد الانضمام للناتو؟
وفي السياق، قال مهند أبو زيتون، مدير تحرير شبكة الكومبس، إن السويد ملتزمة بالحياد تاريخيا لكنها شعرت بالخوف بعد غزو روسيا لجارتها أوكرانيا.
وأضاف أبو زيتون خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن المطالب الروسية التي قدمت للولايات المتحدة الأمريكية وحلف “الناتو” قبل الغزو كانت تنص على عدم انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي وفقا لرؤية أمنية أوروبية.
كما أوضح أبو زيتون أن الرأي العام في السويد وفنلندا تغير بشكل كبير خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن نحو 60 % يريدون الانضمام وبسرعة إلى الحلف.
وأكد أن السويد وفنلندا سيضيفان لحلف الناتو “جغرافيا سياسية” جديدة، حيث السيطرة الكاملة على بحر البلطيق، لا سيما وأن فنلندا لها حدود 1300 كلم مع الحدود الروسية.
وأشار إلى أن هناك حديث الآن في السويد عن ضرورة وجود “ضمانات قوية” من دول كبيرة مثل بريطانيا على عدم تعرضها للخطر حال انضمت للحلف الأطلسي، خاصة وأن روسيا شنت عمليتها العسكرية على أوكرانيا بسبب نية كييف الانضمام للناتو.
واستكمل: “السويد وفنلندا ما زالا يبحثان التقدم بطلب لحلف الناتو، مؤكدا أن فنلندا ربما تتخذ القرار في “14” مايو المقبل، وربما تتقدم السويد أيضا نفس الشهر لكن لا يوجد تصريح رسمي بذلك”.
هل سيتم قبول الدولتين في الناتو؟
من جانبه، قال برنت سادلر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، إن العملية العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا في الـ”24″ من فبراير الماضي دفعت السويد وفنلندا إلى تقديم طلب للانضمام إلى حلف الناتو، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتم قبولهم.
وأضاف سادلر أن ما يحدث الآن في أوكرانيا هو ما حدث في جورجيا منذ سنوات، مشيرا إلى أنه حان الوقت ليقترب (الناتو) من الحدود الروسية من أجل حماية أوروبا.
كما أكد سادلر أن حلف الناتو لن يقدم أي ضمانات للسويد وفنلندا حول حمايتهم من روسيا غذا ما قدموا طلبات للانضمام للتكتل، وليس من المحتمل أن تشن موسكو هجوما على البلدين.
وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، في الـ “24” من فبراير الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها.
وفور الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية وعنيفة على روسيا في محاولة لعزلها عن العالم.
