هل يقف الإرهاب وراء تحطم الطائرة المصرية؟

يبدو أن جميع الأصابع -المصرية والأجنبية- تشير إلى عمل إرهابي وراء تحطم طائرة مصر للطيران فجر اليوم، الخميس، بعد إقلاعها من مطار شارل ديجول الفرنسي في طريقها إلى القاهرة، في مياه البحر الأبيض المتوسطة، قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية.

الطائرة سقطت بعد دخولها المجال الجوي المصري فوق البحر الأبيض المتوسط، وكان على متنها 66 راكبا، من بينهم 10 من أفراد طاقم الطائرة والأمن، ولم تعلن أي جهة رسمية مصرية -حتى الآن- تحطم الطائرة، وهي من طراز إيرباص A320-232، تم تسليمها إلى مصر للطيران 25 يوليو/تموز عام 2003، وحققت 48 ألف ساعة طيران، بحسب الشركة المصنعة.

مصر: كل الفرضيات متاحة

من جانبه، قال شريف فتحي، وزير الطيران المدني المصري، إن كل الفرضيات متاحة بشأن طائرة مصر للطيران المفقودة، بما فيها فرضية عمل إرهابي، لافتا إلى أنه ليس هناك معلومات مؤكدة حول موقف الطائرة، وأن السلطات المصرية قامت بحجز غرف في فنادق لأهالي المفقودين لحين ظهور نتائج التحقيق، وأيضا تم حجز تذاكر سفر لأهالي الفرنسيين الذين كانوا على الطائرة كي يحضروا لمصر للاطمئنان على ذويهم المفقودين.

وأضاف فتحي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، أن السلطات حاولت استئناف الاتصال بالطائرة ولم تتمكن، وهناك تنسيق كامل مع اليونان وجهود مكثفة من كافة الأطراف لمحاولة إيجاد الطائرة، معربا عن أمله في أن يظل الجميع يستخدم لفظ الطائرة المفقودة لحين التأكد من المعلومات، على الرغم من أنه لا يستبعد فرضية التحطم، ولكن الطائرة حتى الآن مفقودة.

وأكد أن العثور على الطائرة هو الأولوية الآن، مؤكدا أن ما يقال عن أن الطائرة قد أصابها عطل من قبل في عام 2013 هو «كلام فاضي»، لأنها ليست سيارة وعملية الإصلاح في الطائرات أمر معروف ومتعارف عليه، ومع ذلك كل الفرضيات مطروحة.

فيما علق رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، على حادث الطائرة المصرية، حيث قال في تصريحات لـ«الغد»، إن كل الاحتمالات واردة حول سقوط الطائرة، والإدارة المصرية تعلمت من الأزمات السابقة، ويتم إصدار بيان كل ساعة لمتابعة الحادث.

وأكد رئيس الوزراء وجود تنسيق بين الجانب المصري واليوناني، ووجود طائرات يونانية تبحث عن الطائرة المفقودة، مضيفا أن هناك بيانا من القوات المسلحة يفيد بتلقيهم إشارة من الطائرة المفقودة، وجارٍ التأكيد من ذلك.

وأشار إلى أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يتابع بنفسه الحادث، ومن السابق لأوانه أن نقول بأن هناك انفجارا على الطائرة.

روسيا ترجح الإرهاب

وكذلك رجح مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أن يكون سبب كارثة الطائرة المصرية هجوم إرهابي.

وقال بورتنيكوف، «للأسف الشديد وقع اليوم حادث جديد لطائرة تابعة لشركة مصر للطيران»، مضيفا «على الأرجح يدور الحديث عن عمل إرهابي أسفر عن مقتل 66 مواطنا من 12 دولة».

ودعا بورتنيكوف جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الشركاء الأوروبيون، إلى اتخاذ إجراءات مشتركة للكشف عن المتورطين في هذا العمل المروع.

مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف

الخلل غير مستبعد

وفي السياق ذاته، قال اللواء الدكتور شوقي صلاح، الخبير الأمني وعضو هيئة التدريس في كلية الشرطة، إن هناك احتمالين لسقوط الطائرة المصرية، الأول هو عمل إرهابي داخل الطائرة، والثاني هو وجود خلل في فنيات الطائرة.

وأضاف صلاح، في تصريحات لـ«الغد»، أن الاحتمال الأول هو الوارد، نظرا للاختفاء المفاجئ للطائرة، ومن الممكن أن يكون من خلال عبوة ناسفة من خلال عمل إرهابي استطاع اختراق نظام الأمن في مطار شارل ديجول في فرنسا، لأن كل الاحتمالات واردة ولا يوجد نظام أمني مؤمن بنسبة 100%.

فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، «عدم استبعاد أي فرضية»، فيما اتفق الرئيسان الفرنسي فرنسوا أولاند، والمصري عبد الفتاح السيسي «على التعاون الوثيق لتوضيح ظروف الاختفاء في أسرع وقت»، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

قال خبير الطيران جيرارد فيلتزر، في مقابلة مع وكالة فرانس برس «تبدو احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، انفجار محرك، انفجار على متن الطائرة ضئيلة»، مضيفا «أن طائرة إيرباص إيه 320، التي كانت تنقل 66 شخصا حديثة نسبيا، وأنتجت في العام 2003. كما يعتبر هذا الطراز جديرا بالثقة»، وقال الخبير «إنها طائرة الرحلات المتوسطة الأكثر مبيعا في العالم، فهي تحط أو تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية».

وأضاف، أنها «طائرة عصرية، وقعت الحادثة في أثناء التحليق وسط اضطرابات حادة»، على ما صرح المدير السابق للمكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل جان بول ترواديك عبر إذاعة أوروبا 1، أضاف أن مصر للطيران «شركة يحق لها تسيير الرحلات من وإلى أوروبا، أي أنها غير مدرجة على اللوائح السوداء».

وعن سقوط الطائرة في أثناء التحليق، سواء كان عمدا أو لا، أعتبر فيلدزر فرص هذا السيناريو ضئيلة، سواء كان بصاروخ أرض-جو، على ما ذكر بشأن الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق أوكرانيا في تموز/ يوليو 2014، أو بحر-جو على غرار الرحلة 655 التابعة لشركة إيران للطيران، التي أسقطتها طرادة حربية أمريكية في تموز/ يوليو 1988. وكذلك نظرًا إلى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه، (أكثر من 11 كلم) وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ أرض-جو المحمولة التي تملكها جماعات مسلحة مختلفة في الشرق الأوسط.

وقال فيلدزر «صاروخ من الأرض.. لا، ولكن إسقاطها بنيران طائرة أخرى عن طريق الخطأ، لا يمكن استبعاد ذلك، لكن إن صح الظن كنا سنعلم»، أضاف أن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل وقطاع غزة يشكل «المنطقة الأكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالأقمار الصناعية، بالتالي بات إخفاء هذا النوع من المعلومات إصعب بكثير».

وعن احتمال اعتداء بالمتفجرات، قال فيلدزر «في الوقت الراهن تبدو هذه الفرضية الأكثر ترجيحًا، فعدم إصدار أي نداء استغاثة يشير إلى «حدث مباغت» ما «يلمح إلى احتمال اعتداء»، بحسب ترواديك.

«تبدو فرضية الاعتداء، هي الأفضل، الأجواء السياسية تحيل إلى ذلك، هناك ميل إلى هذه الفرضية»، بحسب فيلدزر. ففرنسا سبق وتلقت ضربات قاسية من تنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة، لكن «بشكل عام، يتم تبني هذا النوع من الاعتداءات، إن كان هذا منها، سنعلم سريعا».

وعن تفسير احتمال وجود مادة متفجرة على متن الطائرة، أكد فيلدزر لوكالة فرانس برس أن أولى عناصر التحقيق أشارت إلى تنفيذ الطائرة عدة رحلات الأربعاء، بين القاهرة ومصر، «إن احتمال وجود عبوة على الطائرة مع شخص وضع العبوة في رواسي أو في القاهرة ما زال قائما» نظرًا إلى صعوبة «السيطرة 100% على الدخول والخروج في أي مطار، حتى رواسي حيث المراقبة مشددة، هذه ليست نظرية يمكننا استبعادها»، على ما 

وأشار ترواديك إلى أن «المهمة الأولى تقضي بانتشال الحطام الذي سيوفر دلالات عن الحادث، وإن وقع انفجار، فربما ترصد أثار مواد متفجرة».

الطائرة-الماليزية

ضرب علاقات

علقت صحيفة «ليزاكوا» الفرنسية على الاختفاء، الذي لا يزال غير مبرر -بحسب الصحيفة- لطائرة مصر للطيران، والتي كانت في رحلة من باريس إلى القاهرة، بأن هذه العملية قد تدخل في إطار العمليات الإرهابية.

وأرجعت «ليزاكو» السبب إلى أن العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا، قد تجعل مصر هدفا للعمليات الإرهابية، وكذلك فرنسا.

وبينت الصحيفة، أن الإسلاميين في مصر لا يلبثون ينفذون عمليات إرهابية ضد قوات الشرطة والجيش المصري، وخصوصا في سيناء، وأوضحت أن من بعض الأسباب التي زادت من غيظ هؤلاء هو شراء السيسي لطائرات حربية من طراز رافال لاستخدامها في محاربة الإرهاب المتفشي في منطقة سيناء وغيرها، حيث ينشط تنظيم داعش وجماعات أخرى متطرفة.

وتوضح الصحيفة، أن العلاقات العسكرية الفرنسية المصرية قد تكون هدفا في الأيام المقبلة للإرهابيين، حيث أن التبادل التجاري بين مصر وفرنسا وصل إلى 2 مليار ونصف المليار يورو عام 2015 فقط وفرنسا من أكبر المستثمرين في مصر، ودعمت الحكومة الفرنسية بشدة ما يسميه الإسلاميون «انقلابا» على شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي، ما يجعل العلاقات بين البلدين هدفا للإرهاب- بحسب الصحيفة.

تهديد داعشي

قبل أيام قليلة من حادث اختفاء الطائرة المصرية إيرباص إيه 320، نشر تنظيم داعش رسالة فيديو على لسان طفل يهدد فيه فرنسا. وقال الطفل، وفقا للفيديو الذي نشرته صحيفة الميرور، «أقول لفرنسا، سوف نقتلكم كما قتلتم أشقاءنا».

يذكر أن الطائرة  التابعة لشركة مصر للطيران كان على متنها 66 شخصا، بينهم 15 فرنسيا، واختفى أي أثر لها بعد تجاوزها الأجواء اليونانية.

لكن بحسب الصحيفة، فإن الطائرة تحطمت، واستشهدت بأقوال ربان سفينة تجارية يونانية ذكر أنه رأى «شعلة في السماء فوق البحر».

ويأتي الحادث بعد 7 شهور من سقوط طائرة تابعة لشركة متروجيت الروسية على شبه جزيرة سيناء، ومقتل 224 كانوا على متنها.

وتابع الطفل، خلال فيديو داعش، «لقد طلب مني أن أفعل صنيعا، وأصبح شهيدا، وأذهب إلى فرنسا للانتقام لدماء المسلمين».

وأشار  المراهق الصغير إلى أن غرضه الوحيد يتمثل في الترويج للإسلام، وأردف «الإسلام يوما ما سيسود العالم، بنا أو بدوننا».

ويظهر الفيديو معالم فرنسية مميزة تتضمن برج إيفل ونهر السين وطائرة إير فرانس، كما يصوب الطفل النيران على صورة لزعماء مختلفين بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، والروسي فلاديمير بوتين. وينتهي الفيديو بقتل أسيرين على أيدي طفلين رميا بالرصاص، ويصف الفيديو فرنسا بأنها أرض «الصليب والكفر والفسق والمجون».

عبوة ناسفة

رجح خبراء الطيران والأمن، أن تحطم طائرة مصر للطيران المتجهة من باريس إلى القاهرة قد يكون ناجما عن عبوة ناسفة.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: إن هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كانت الطائرة أرسلت إشارة استغاثة في حالات الطوارئ.

وأكد خبير الطيران، جوليان براي، أن عدم إرسال إشارة قد يعني أن الطائرة عانت من «فشل ذريع» ربما نتيجة للانفجار.

وكانت الطائرة المصرية أقلعت من مطار شارل ديجول، في باريس ومقرر وصولها لمطار القاهرة 3:05 فجر اليوم.

وأبلغت سلطات مطار أثينا باليونان السلطات المصرية باختفاء الطائرة من على شاشات الردار، ولم يتم العثور عليها بعد محاولات عديدة، ما يعني احتمال سقوطها وتحطمها، وجار البحث عنها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]