هل ينجح الثلاثي الأوروبي في إنقاذ «بقايا الاتفاق النووي» مع إيران؟

ما زال الثلاثي الأوروبي يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاتفاق النووي، بعد أشهر من الصدام الأمريكي الإيراني، الذي تصاعد بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو 2018.

وتجري 3 دول أوروبية، هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، محادثات في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015، الذي بات مهددا، خاصة بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية، التي فرضتها واشنطن على إيران.

باريس تقود

ويبذل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جهودا مكثفة  لإقناع الولايات المتحدة بأن تعفي إيران من بعض العقوبات المشددة التي فرضتها عليها، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال متمسكا بسياسة “الضغوط القصوى” على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق جديد يكون ملزما أكثر بالنسبة إليها.

وفي تطور جديد للملف الإيراني، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أن “الحوار مستمر” حول ملف إيران النووي بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب.

وقال الإليزيه، إن الرئيسين الفرنسي والأميركي بحثا في “مواصلة المبادلات المنتظمة التي أجرياها في الأشهر الأخيرة” حول إيران.

وتأتي المكالمة بعد 10 أيام على انتهاء قمة مجموعة السبع في بياريتس، حيث تم التطرق إلى لقاء محتمل بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني.

 خطة أوروبية

يلتف المجتمع الدولي حول الخطة الأوروبية  لإنقاذ الاتفاق النووي، التي نوقشت في الأيام الأخيرة على منح طهران خطا ائتمانيا بقيمة 15 مليار دولار مقابل عودتها إلى تنفيذ كامل للاتفاق، لكنها لا تزال تصطدم برفض أمريكي.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة فرانس برس، إن هذا المبلغ يوازي ثلث الصادرات الإيرانية من المحروقات العام 2017، وسيتم سداد المبالغ، التي تحصل عليها طهران عبر الخط الائتماني خلال التفاوض عبر عمليات بيع مستقبلية للنفط الإيراني.

لكن هذه الخطة لا يمكن أن ترى النور إذا لم تتراجع واشنطن عن بعض من عقوباتها، التي تستهدف بيع النفط الإيراني، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة بشدة الأربعاء.

 إيران تواصل

 بالرغم من المبادرة الأوروبية لتخفيف حدة الصراع الإيراني الأمريكي، تعتزم طهران الإعلان غدا، السبت، تفاصيل إجراءاتها الجديدة المتصلة بخفض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ردا على فرض عقوبات أمريكية مشددة عليها، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى مطالبتها الخميس بالتخلي عن هذه الخطوة.

ويعقد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، مؤتمرا صحفيا لعرض تفاصيل الخطوة الثالثة من تقليص إيران التزاماتها النووية منذ مايو، بحسب وكالة الأنباء الطالبية أسنا.

وسيكشف كمالوندي كيفية تنفيذ الأمر، الذي أصدره مساء الأربعاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتخلي عن أي قيود في مجالي البحث والتطوير النوويين.

وبذلك، يكون روحاني قد دشن المرحلة الثالثة من خطة تقليص التزامات طهران النووية، التي نص عليها الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، الذي وقع في يوليو/ تموز 2015 في فيينا.

وتحدث روحاني عن “توسيع مجال الأبحاث والتطوير وأنواع مختلفة من أجهزة الطرد المركزي، وكل ما نحتاج إليه من أجل تخصيب” اليورانيوم.

وفي أول رد فعل للاتحاد الأوروبي، قال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كارلوس مارتن رويز دي جورديخويلا، الخميس، “إننا نعتبر هذه الأنشطة غير متوافقة (مع الاتفاق النووي) وفي هذا السياق نحضّ إيران على التراجع عن هذه الخطوات والامتناع عن أي خطوات إضافية تقوض الاتفاق النووي”.

بريطانيا وألمانيا

 وتشارك بريطانيا وألمانيا الرئيس الفرنسي محاولاته في إقناع الطرفين الأمريكي والإيراني،  حيث قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الجمعة، إن بريطانيا ستقدم العون للولايات المتحدة دائما على مسار المحادثات مع إيران إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، لكنه حذر من أنه يجب الحكم على إيران من خلال الأفعال لا الأقوال.

وأضاف والاس في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي مارك إسبر “الأفعال أعلى صوتا من الأقوال، لذا أعتقد أننا سنعاملهم (إيران) بأفعالهم لا بأقوالهم”، وكان إسبر قد قال في وقت سابق، إن إيران تتحرك ببطء إلى وضع يمكن خلاله إجراء محادثات.

وذكر والاس “لكن إذا كان هناك اتفاق يمكن إبرامه سنساعد الولايات المتحدة دوما بالطبع في هذا المسار، لأني أعتقد أن السلام والاستقرار في هذه المنطقة هو الشيء الأهم”.

وفي السياق ذاته، قالت ألمانيا، الجمعة، إن الوقت لم يفت بعد كي تغير إيران مسارها، وذلك بعدما أعلنت طهران أنها اتخذت خطوة أخرى لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، في مؤتمر صحفي دوري في برلين، “نحث إيران على ألا تزيد من تأزم الوضع، لا يزال هناك وقت أمام إيران كي تتخلى عن المسار الخاطئ الذي تسلكه”.

الموقف الأمريكي

لم يتغير موقف أمريكا من إيران، حيث انتقدت الولايات المتحدة خطة فرنسية لمنح إيران خطا ائتمانيا بقيمة 15 مليار دولار، لكنها لم ترفضها تماما.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، الجمعة، في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، إن “طهران  تقترب ببطء على ما يبدو نحو وضع يمكن خلاله إجراء محادثات بعد أيام من ترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب مواربا أمام احتمال عقد اجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال إسبر، “يبدو على نحو ما أن إيران تقترب ببطء من وضع يمكننا خلاله إجراء محادثات، ونأمل أن يمضي الأمر على هذا المنوال”.

فشل متوقع

وأكد  الخبير في الشؤون الإيرانية، محمود الأحوازي، أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن رفضه التعامل الفرنسي مع إيران ومبادرته، وذلك خلال محادثاته مع الرئيس الفرنسي ماكرون”.

وأضاف الأحوازي، في تصريحات له مع قناة الغد الإخبارية، أن “واشنطن ترفض عروض الرشاوي لإيران، لأن أمريكا ترى أنه على طهران الالتزام بتعهد جديد غير مشروط، وذلك لإضفاء السلام في المنطقة”.

وأكمل الأحوازي، أن “أوروبا الحامي الوحيد لبقايا  الاتفاق النووي لرغبتها في استمراره، وفي حال تنفيذ إيران تهديدها غدا، السبت، فبالتالي ستفشل الخطة الأوروربية، خاصة في ظل اختلاف السياسة الأمريكية والإيرانية مع تلك الخطة”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]