أُثير الجدلُ حول الوجود العسكري الأجنبي في العراق، وذلك بعد تصريحات رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني حول الحاجة لوجود قوات أمريكية في بلاده. ففي تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، أكد السوداني أن حاجة العراق للقوات الأجنبية لا تزال قائمة.
وأشار السوداني إلى أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي يحتاج إلى المزيد من الوقت.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2000 عسكري في العراق للقيام بمهامَ تدريبيةٍ واستشارية، وذلك بناءً على اتفاق وقعته حكومة الكاظمي مع الإدارة الأمريكية في ديسمبر عام 2021.
حيث تنتشر في قاعدة عين الأسد التي تبعد 130 كيلو مترا عن مدينة الرمادي وقاعدةِ الحرير شمالي أربيل، ومعسكرِ فكتوريا القريب من مطار بغداد.
وبناء على الاتفاق أيضا، ينفذ حلفُ الناتو مهامَ غيرَ قتاليةٍ يشارك فيها، وفق موقعه الإلكتروني مئاتٌ من العناصر من دولٍ عدة، أعضاءَ أو شركاء للحلف.
ومن المقرر أن ترسل الحكومة العراقية الشهر المقبل وفدا رفيعَ المستوى إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسئولين أمريكيين حول هذا الملف. إلا أن تصريحات السوداني حول بقاء القوات الأمريكية أشعلت حالة من الجدل في الأوساط السياسية حيث عارضها عددٌ من نواب الإطار التنسيقي في البرلمان.
القوات الأمريكية في العراق
من بغداد، قال رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية، د. مناف الموسوي، إن البرلمان العراقي ناقش تأثير تواجد القوات الأمريكية على العلاقات الخارجية مع دول الجوار.
وأضاف الموسوى، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن تصادما حدث بين قوات التحالف الدولي المتمثلة في علمية الغطاء الجوي والطيران، وبعض الفصائل العراقية.
كما أوضح أن تواجد القوات الأمريكية أو قوات التحالف قد يثير اقتتال داخلي في البلاد.
وأشار إلى أن الفصائل العراقية توقفت عن استهداف القوات الأمريكية، ولا توجد مطالبات كثيرة بضرورة إخراج هذه القوات كما نصت الاتفاقية الاستراتيجية في عهد دونالد ترامب.
النزاع الأمريكي الإيراني
من طهران، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، إن من مصلحة العراق أن توصل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأن بغداد ليست في صراع مع طهران.
وأضاف صدقيان أن التدافع السياسي والأمني بين واشنطن وطهران يضر بالمصالح الأمريكية، والعراقية، والإيرانية.
كما أشار إلى أن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني أمامه مهمة كبيرة لأن يخرج بلاده من النزاع الأمريكي الإيراني.
ماذا تريد أمريكا من العراق؟
ومن واشنطن، قال الباحث في الشئون الأمنية والسياسة الخارجية الأمريكية، ليستر مونسون، إن هناك حاجة ماسة لوجود القوات الأمريكية في العراق، سواء لتدريب القوات العراقية لمحاربة تنظيم داعش.
وأكد مونسون أن القوات العسكرية تقوم بدورها في إرساء الأمن داخل العراق، مشيرا إلى أن داعش ليس الخطر الأكبر في العراق وحسب، بل هناك أيضا قوات أمنية تدعمها إيران، ويجب التصدي لها.
وأوضح مونسون أن القوات الأمريكية متواجدة في العراق لخدمة العراقيين وبسط الأمن، بعيدا عن أي تأويلات أخرى.
