هل تنجح توصيات «مؤتمر دعم لبنان» في وقف نزيف الاقتصاد؟
يترقب اللبنانيون ما تمخّض عنه المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت، من نتائج وتوصيات، حيث تتزايد الآمال والطموحات في نجاح هذا المؤتمر في مساعدة لبنان على الخروج من أزمته الاقتصادية التي تفاقمت بعد انفجار مرفأ العاصمة.
مطالبات دولية
كان من ضمن توصيات المؤتمر، الذي عقد في باريس أمس، ضرورة الوصول إلى اتفاق بين القادة السياسيين اللبنانيين في أسرع ما يمكن على تشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالة وقادرة على العمل من أجل المصلحة العامة للبلاد.
كما اتفق المشاركون على أن يكون الاتفاق على أساس “خارطة الطريق”، التي صادقت عليها جميع القوى السياسية اللبنانية وتستهدف تنفيذ الإصلاحات والتدابير اللازمة لاستعادة لبنان ثقة المجتمع الدولي من جديد.
وأكد المشاركون أن الإصلاحات ضرورية لتمكين المجتمع الدولي من الانخراط جنبا إلى جنب مع لبنان، سواء من حيث النتائج التي توصل إليها مؤتمر سيدر في 6 نيسان 2018، وآفاق الدعم الهيكلي الإضافي على المدى الطويل.
كما اتفقوا على ضرورة أن يكون هذا الدعم جزءا من برنامج يبرم مع صندوق النقد الدولي.
خطة عمل
ووفقا لسفير الاتحاد الأوروبي في لبنان، رالف تراف فإن المؤتمر يوافق على خطة عمل دولية للإصلاح وإعادة الإعمار في لبنان.
ويؤكد تراف أن المؤتمر يقوم بتحليل نتائج الجهود المتخذة من قبل المجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، كما أنه يحدد حجم أعمال إعادة الإعمار خلال العام المقبل.
وأضاف أن المؤتمر سعى للموافقة على خارطة الطريق التي تحدد إجراءات الإصلاح اللازمة لإخراج اقتصاد لبنان من أزمته وتحقيق إنمائه، كما أنها تتضمن تقديم مساعدات للبنان بقيمة 2,5 مليار دولار.
أزمة إنسانية
وأستهدف المؤتمر، وفقا للنائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، نجاة رشدي، تجنيب لبنان أزمة إنسانية.
وأشارت إلى أهمية وجود تنسيق دولي يضمن وصول جميع مواطني البلاد إلى خدمات طبية والتعليم والتأمين الاجتماعي.
ماكرون يتحدث عن المساعدات
وتحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حصيلة مؤتمر أول لمساعدة لبنان بعد انفجار المرفأ عقد في التاسع من آب، ثم ندد بسلوك المسؤولين اللبنانيين الذين لم يفوا بتعهّداتهم بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات هيكلية مشروطة بها المساعدات للبنان.
وأشاد ماكرون بوفاء الجهات الدولية بالتعهّدات التي قطعتها في المؤتمر الأول الذي جمع أكثر من 280 مليون يورو، ما ساهم في التصدي جزئيّاً للاحتياجات الفورية . كما أكد أنّ 20 بالمئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وقال، إنّ المساعدات شملت خصوصاً 12 ألفاً و500 طن من الطحين تم توزيعها، أي ما يعادل 80 بالمئة من المخزون الذي تلف (خلال انفجار المرفأ حيث إهراءات القمح)، و73 ألف شخص حصلوا على مساعدات مالية، وتم نشر نحو عشرين فريقاً طبياً نقالاً كما تم توفير مأوى لـ 25 ألف شخص في وقت تلقّت 90 مدرسة لوازم قرطاسية.
وعُقد مؤتمر باريس برعاية كل من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمشاركة 35 دولة وقيادة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى جانب عشرات المنظمات غير الحكومية.
