هل يُـصلح الاتفاق النووى العلاقات الإيرانية الأمريكية؟
تحيي إيران الذكرى السنوية للاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، في ظل سوء العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، إذ استوقفت إيران مواطنين أمريكيين في تلميح إلى تبادل للأسرى على غرار ما حدث خلال الحرب الباردة، وأغلقت مطعما كان يبدو شبيها بسلسلة مطاعم كنتاكي (كيه إف سي) الأمريكية الشهيرة، ولايزال الارتياب قائماً لدى التيار المحافظ في إيران حتى بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع قوى عالمية.
وعلى الأمد القصير، ربما تزداد الأمور سوءاً، حسبما قال محللون لوكالة “أسوشيتدبرس”. ففي حين يواصل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التحذير من النفوذ الأمريكي، يقترب موعد الانتخابات البرلمانية وتحاول أجهزة الاستخبارات والجيش في إيران المحافظة على نفوذها الاقتصادي والسياسي.
وقال كليف كوبتشان، رئيس مجموعة يوراسيا للاستشارات السياسية، “أظن أن كثيراً من الأمريكيين والإيرانيين لم يثقوا في تصريحات الزعيم بأن هذا لا يعني تقارباً وأنه صفقة لمرة واحدة. أعتقد أن النظام كان جاداً بشأن هذا، وأن التواصل المتزايد سوف يؤدي إلى انفراج مع الولايات المتحدة، ولكن لايزال هناك قمع قاسٍ يعرقل المضي قدماً”.
وفي الوقت نفسه، هناك أربعة أمريكيين من أصل إيراني محتجزون في إيران، وهم الصحفي في واشنطن بوست جيسون رضائيان، والضابط السابق في البحرية الأمريكية أمير حكمتي وهو من فلينت بولاية ميتشيغن، والقس سعيد عبديني من بويز في ولاية ايداهو، وسياماك نامازي رجل الأعمال ونجل سياسي من عهد الشاه.
واختفى عميل مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) السابق روبرت لفينسون في إيران عام 2007، بينما كان يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في مهمة استخباراتية غير مصرح بها، وأعلنت إيران مؤخراً أيضاً توقيف مواطن لبناني يدعى نزار زكا، والذي يحمل حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.
وأثارت وسائل إعلام إيرانية احتمال تبادل بعض الأمريكيين مع الإيرانيين التسعة عشر المحتجزين لدى الولايات المتحدة. وبينما قد توضع عملية تبادل المحتجزين في الحسبان، قال كوبتشان، إن عمليات الاحتجاز تشير إلى أن “الدولة العميقة” الإيرانية لديها “عدد من رسائل ما بعد الاتفاق التي تريد إرسالها، بما في ذلك رسالة للإيرانيين المقيمين في الخارج”.
وثمة رسالة أخرى تتعلق بنفوذ إيران المتزايد في المنطقة، بما في ذلك دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الطويلة ببلاده. وتروج الصور للقوة العسكرية الإيرانية بدرجة كبيرة، سواء كانت صور متلفزة للحرس الثوري الإيراني أثناء جولة في قاعدة صواريخ تحت الأرض أو الإعلان عن أسلحة جديدة.
وحتى اللحظة، يبدو أن هناك التزاما بالاتفاق النووي من قبل البلدين على الرغم من التصريحات الصادرة من إيران وعمليات التوقيف الأخيرة.
كما أن الانتخابات البرلمانية المقررة في إيران في فبراير/ شباط المقبل لن تعرض الاتفاق للخطر على ما يبدو، بالرغم من أن التيار المحافظ يسعى لاستعادة النفوذ السياسي من قبضة المتحالفين مع الرئيس المعتدل حسن روحاني.
وتستهدف الحملة التي يشنها المحافظون والتصريحات العدائية المتزايدة بشكل تام الداخل الإيراني، وتهدف إلى ضمان نفوذ خامنئي، حسبما قالت سارة بازوباندي، المحاضرة في جامعة ريجينت في لندن والباحثة في مؤسسة تشاثام هاوس البحثية.
