وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى العاصمة الأردنية عمّان اليوم، الثلاثاء، في إطار جولته الشرق أوسطية التي استهلها بلبنان ثم مصر مطلع الأسبوع الجاري.
واستقبله في مطار الملكة علياء الدولي مسؤولون أردنيون كبار، ليبدأ زيارته الرسمية التي تستغرق يومين يلتقي خلالها الملك عبد الله الثاني، ويحضر منتدى الأعمال الفرنسي-الأردني.
ويزور أولاند قاعدة جوية فرنسية في الأردن، تنطلق منها مقاتلات بلاده لقصف تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
ومن المتوقع أن يبحث أولاند مع مسؤولين أردنيين كبار مساعي السلام في الشرق الأوسط، ودفع عملية التفاوض الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ ثلاث سنوات تقريبا.
وكان الأردن أعلن تراجعه أمس، الاثنين، عن تنفيذ مشروعه بتركيب كاميرات مراقبة في ساحات المسجد الأقصى لرصد الاعتداءات الإسرائيلية، وهو القرار الذي اعتبره كثيرون مفاجئا، وبررت عمّان ذلك بأن المشروع «مثير للخلافات والانقسامات الفلسطينية».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» التقى أولاند في قصر الإليزيه بباريس في 15 أبريل/نيسان الجاري، لمناقشة المبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وتقترح باريس بالتعاون عمّان والقاهرة إقامة مؤتمر دولي للسلام الصيف القادم، تبحث فيه الأطراف الداعمة مبادرة فرنسية، على أن يتم الاتفاق خلاله على الإطار الزمني المقترح لتنفيذها.
وتنص المبادرة الفرنسية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية تمهيدا لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيروليت، قال في مارس/آذار الماضي: «تتمثل المبادرة في خلق مجموعة دعم ومواكبة دولية، وعقد مؤتمر دولي، ثم الذهاب إلى مجلس الأمن لإقرار النتائج».
وأضاف أن «أبرز المراحل الثلاث التي ستنفذ بها المبادرة الفرنسية للسلام، تتمثل في خلق مجموعة دعم ومواكبة من الدول المؤثرة في العالم، خاصة الدول العربية الملتزمة بعملية السلام حتى تحقق هدفها في فترة لا تتعدى نهاية أبريل/نيسان المقبل».
وكان منظمة «يونسكو» أقرت اليوم، الثلاثاء، قرارا باعتماد تسمية «المسجد الأقصى» ورفض المصلطح العبري «جبل الهيكل»، وتبنت المنظمة مسودة القرار الذي تقدمت به 7 دول عربية هي مصر والجزائر وقطر والسودان ولبنان والمغرب وسلطنة عمان، والذي يضم عدة قرارات من بينها اعتبار إسرائيل «قوة احتلال».
وفي 28 مارس/آذار الماضي، عرض السفير الفرنسي في الأراضي المحتلة المبادرة على الجانب الإسرائيلي، وفقا لما ذكرته صحيفة «هآرتس» العبرية، معلنا أنه في حال فشل هذا المبادرة فإن بلاده ستعترف بدولة فلسطين.
وكانت فرنسا عيّنت مطلع العام الجاري موفدا خاصا للإشراف على الإعداد للمؤتمر الدولي للسلام وهو الدبلوماسي بيير فيمون، وكانت المبادرة تحظى بدعم كبير من وزير الخارجية السابق لوران فابيوس الذي استقال من منصبه الشهر الماضي.
ووفقا لما نقلته «هآرتس»، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن رفضه لكامل المبادرة الفرنسية.
وتأتي المبادرة في الوقت الذي تزداد فيه حدة أعمال العنف في الأراضي المحتلة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية ما يزيد عن 200 فلسطيني، فيما يشبه عمليات الإعدام الفورية، قائلة «إن هؤلاء يشتبه في نيتهم بالقيام بهجمات ضد جنود ومستوطنين».
