حذرت هيئات حقوقية فلسطينية، اليوم الإثنين، من اتساع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين بالضفة الغربية.
وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”: “استمرار العدوان ينذر بوقوع المزيد من الضحايا، وإذ تستهجن استمرار سياسات ازدواجية المعايير ومؤامرة الصمت الدولي والإقليمي على الجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الحربي في مخيم جنين والتي تشكل انتهاكاً جسيما للقانون الدولي”.
وطالبت الهيئة الدولية “حشد” بوقف سياسة إفلات إسرائيل من العقاب، من خلال تسريع إجراءات التحقيق الجاري في حالة فلسطين من قبل المحكمة الجنائية الدولية بما يوقف سياسية التسويف والمماطلة والانتقائية لإنفاذ القانون الدولي من قبل المدعي العام للمحكمة، ويضمن مسالة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
الجنائية الدولية
من جهته، عقّب المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على هذا التصعيد قائلاً: “تذكر هذه العملية بالهجمات المتكررة والنمطية التي تشنها قوات الاحتلال في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة والتي كان المدنيون فيها دائماً في عين العاصفة، بل إنها تستهدف إلحاق الأذى بالمدنيين والتدمير المنهجي والمتعمد للبنى التحتية المدنية”.
وتابع الصوراني: “وهذا ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، ونكرر الدعوة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحرك الفوري، بما يشمل الشروع في التحقيق في الوضع في فلسطين، في مواجهة هذه الجرائم وتوجيه رسالة واضحة لمقترفي جرائم الحرب بأن لجريمة بدون عقاب.
تفاقم أزمة إنسانية
بدورها، حذرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” من تفاقم أزمة إنسانية في مخيم جنين مع استمرار العدوان الإسرائيلي على سكانه المحميين بموجب مبادئ القانون الدولي الإنساني، مطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي فورا، وسحب قوات الاحتلال من المخيم ومن مدينة جنين، والسماح بدخول مركبات الإسعاف للمخيم ونقل الجرحى للمستشفيات وتقديم الرعاية الطبية لهم.
كما طالبت بمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ترتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ووضع حد للحصانة التي تتمتع بها كدولة فوق القانون، ودعوة مجلس حقوق الإنسان لعقد جلسة طارئة خاصة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على المخيم وتداعياته على الوضع الإنساني فيه.
رص الصفوف
من جهتها، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية للوحدة الوطنية ورص الصفوف في ظل سياسة الحرب المفتوحة لحكومة الاحتلال، وما يجري من مجازر دموية بحق المواطنين العزل في مدينة جنين ومخيمها وهي ذات السياسة الهادفة لفرض حل الأمر الواقع.
وتابعت: “ذلك يأتي أيضا لتكريس الاحتلال والاستيطان الاستعماري للأرض الفلسطينية وهو جوهر التوجه الفاشي العنصري لحكومات دولة الاحتلال المتعاقبة وهو ما يحتم التوجه بإجراءات ملموسة لإنهاء الانقسام الداخلي والتوحد على برنامج سياسي نضالي بشراكة وطنية حقيقية بين جميع المكونات والأطر والهيئات الشعبية والوطنية والأهلية.
يذكر أن قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بقصف منزل وسط مخيم جنين وعدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه، وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من آليات جيش الاحتلال العسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين.
وقطعت قوات الاحتلال الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين بلغت ٨ شهداء، ونحو ٨٠ جريحاً، بينهم ١٧ بحالة خطيرة، وشهيد في البيرة.
