«هيئة تحرير الشام» تبحث عن مستقبل جديد في سوريا

على مدار 10 أعوام شهدت الساحة السورية ظهوراً واندثاراً لمئات التنظيمات والفصائل المسلحة في خريطة كانت معقدة للغاية، إلا أن تلك الخريطة أصبحت الآن واضحة الملامح، بمحاولات “هيئة تحرير الشام” السيطرة على هذه التنظيمات داخل إدلب.

هيئة “تحرير الشام” تعد أكبر وأقدم تلك الفصائل المسلحة منذ تم تأسيسها أواخر 2011 تحت مسمى “جبهة النصرة”، وجاء تأسيسها على يد زعيمها “أبو محمد الجولاني” وكانت تتبع تنظيم “القاعدة” الإرهابي فكراً وتخطيطاً.

ولكن للحفاظ على التنظيم، ومن أجل فتح قنوات اتصال مع القوى الخارجية، اتجه الجولاني إلى الانفصال رسمياً عن القاعدة عام 2016، وتمكنت الهيئة بعد انضواء عشرات التنظيمات المسلحة تحت لوائها، من بسط سيطرتها على أغلب مناطق إدلب عام 2018.

وفي الآونة الأخيرة، تسعى الهيئة إلى إعادة تقديم نفسها كفصيل مدني، في محاولة لإنقاذ نفسها من العزلة السياسية.

وفيما تعد إشارات طمأنة إلى المجتمع الدولي، أعلنت “هيئة تحرير الشام” عدم استهداف مصالح الدول الغربية، مؤكدة أن الأمر  ليس على جدول أعمالها، كما وجهت الهيئة دعوة لوسائل الإعلام العربية والعالمية  لزيارة إدلب، وهو ما يعتبر  اختراقا مهما لجدار العزلة التي تم فرضها عليها.

وتسعى الهيئة حاليا إلى بسط سيطرتها على إدلب من خلال التخلص من الجماعات المتشددة وطرد المسلحين الأجانب، وربما لتبرئة نفسها من تهمة التنظيم الجهادي.

كما أعلنت الهيئة البدء في إعادة تشكيل المستويات العسكرية،  لتنهي  المسار الجهادي، وتتحول إلى قوة مسلحة محلية معارضة.

وفي هذا السياق، قالت كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز، كارولين روز، إن الولايات المتحدة تنظر إلى “هيئة تحرير الشام” على أن هناك تغيرا سياسيا جغرافيا في المنطقة، خاصة أن الهيئة تحاول التحول من كونها صاحبة مشاركات عسكرية في الماضي وأن تظهر بصورة مختلفة.

 

 

وأشارت روز، خلال لقاء ببرنامج “مدار الغد”، إلى أن الهيئة تحاول أن تتحرك إلى المناطق الغربية في محافظة إدلب، وتتطلع إلى تغيير طريقة إطلاق النار التي تم فرضها في المنطقة، ورأت أن الهيئة تمثل مشاكل للمصالح الأمريكية، معربة عن اعتقادها بأن واشنطن ستنظر في كيفية معالجة تلك القضية.

ولفتت إلى أن مصالح الولايات المتحدة في سوريا ليست بالضرورة هي نفسها كما كانت قبل سنوات، معربة عن اعتقادها بأن السياسة الأمريكية في سوريا تتغير وفقا لنظرة واشنطن لهذه الدولة.

وأضافت روز أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تشجّع وتضغط على هذا التغيير في أيديولوجية الهيئة، ولكن ليس هناك ثقة إلى أي مدى ستكون هناك مفاوضات معها أم لا، لافتة إلى أن الخوف الأكبر من أن تكون هناك مجموعات قوية تفرض أمرا واقعا وتقوض وقف إطلاق النار الهش في المحافظة، وهو ما يثير مخاوف من احتمالية تصعيد العنف بين هذه الفصائل في شمال الشرق.

كما رأت أن هناك أوجه اختلاف بسيطة بين هيئة تحرير الشام وطالبان، لكنهما منظمتان مختلفتان، لكن من الصعب المقارنة بينهما خاصة في الممارسات، مشيرة إلى أنه في ظل الانسحاب من أفغانستان فسيكون هناك انسحاب من سوريا أيضا ضمن خفض للعمليات الأمريكية، ومن المحتمل أن تبدأ واشنطن المفاوضات، ولكن ليس بالضرورة مع الجماعات المسلحة، ربما مع تركيا أو مع أطراف أخرى، لتحقق الولايات المتحدة مصالحها.

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، طه أوغلو، إن العلاقة بين تركيا وجبهة تحرير الشام اختلفت تماماً منذ توقيع اتفاق بين أنقرة وموسكو في 2020، إذ شعرت الهيئة أنها في عزلة وأصبحت هناك محاولات لتهميشها سواء من قبل روسيا أو تركيا أو المجتمع الدولي، لذا قامت الهيئة بإجراء تغييرات جذرية خلال العام الماضي فيما يتعلق بهيكلتها العسكرية، ومحاولات لاستنساخ صورة الجولاني فيما يتعلق على الصعيد الداخلي.

 

 

وأضاف أن العلاقة توترت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حتى أن هناك آراء ترى أن الهيئة إذا لم تقم بتغييرات في بنيتها الداخلية، فإن ذلك قد يقود أنقرة في المستقيل إلى عملية عسكرية عبر الفصائل الموالية لها.

وأشار أوغلو إلى أن المحاولات التي قامت بها “هيئة تحرير الشام” خلال الفترة الماضية كانت محاولة لاستنساخ صورتها وإقناع العالم أجمع بأنها ستتحول إلى جسم سياسي، وأنها استغلت التحول الذي حدث في الولايات المتحدة من إدارة ترامب إلى بايدن بأنها يمكن أن تكون مقبولة كما حدث في أفغانستان مع طالبان وأن تجلس على الطاولة للمفاوضات.

ورأى أن المصالح الأمريكية في أفغانستان تختلف عن مصالحها في سوريا، لافتا إلى أن هناك عدة احتمالات تتعلق بمستقبل الهيئة، وأن النقطة الأساسية ترتكز على التغييرات في البنية الداخلية لها، وخاصة العناصر المتشددة منها.

وتابع أوغلو موضحا أن تركيا حاولت الضغط على “هيئة تحرير الشام” لإجراء تغييرات، ولكن هناك جناح متشدد داخلها كان يرفض هذا الأمر، وبعد التفاهمات التركية الروسية أصبح هناك تراجعا في قدرات الهيئة، لذا باتت تتحرك داخليا وخارجيا وتحاول أن تثبت أنها حركة وطنية، ورأى أنها في الحقيقة تمثل عبء بالنسبة لتركيا إذ تستخدم كورقة للضغط على تركيا من قبل الروس.

كذلك قال الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، إن “هيئة تحرير الشام”، أو “جبهة النصرة” سابقاً، مسجلة رسمياً في الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية كالقاعدة وداعش، مضيفا أن القيادة الروسية والتركية اتفقوا على فتح طريق M4 إلا أن “الهيئة” رفضت الأمر ولا تسمع أي صوت سواء من تركيا أو للمجتمع الدولي وتمنع تحرك السوريين من مناطق حلب إلى الساحل، لذا هي مشكلة لا تزال موجودة.

ورأى أن الصراع المسلح هو نتاج موقف الهيئة، وأنه في حالة انتشار نفوذها في محافظة إدلب فلا يمكن ساعتها حل الأزمة السورية.

وأضاف ماتوزوف أن الهيئة منظمة عسكرية عملياً، ولا تنفذ أية اتفاقيات بين روسيا وتركيا، وتفتح الصراع المسلح ضد أي فصيل أو أية جهة من بينها تركيا.

ولفت إلى أن القرار الأساسي لمشاركة الهيئة في العملية السياسية يرجع للأطراف السورية، فإذا اتفق السوريون على أن هيئة تحرير الشام منظمة سياسية، فلن يعارض أي طرف دولي هذا الأمر.

 

 

وأكد ماتوزوف أن وجود المنظمات الإرهابية على أرض سورية بجانب قواعد عسكرية روسية “حميميم” و”طرطوس” هو أمر خطير، لا سيما أن الطائرات المسيرة تقترب من قواعد القوات الروسية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]