هيئة شؤون الأسرى: البرد ينهش أجساد الأسرى في سجن «عصيون»

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن إدارة سجون الاحتلال تُواصل جريمتها الممنهجة والمتمثلة في الإهمال الطبي بحق الأسرى في سجون الاحتلال لا سيما المرضى منهم.

وأضاف نادي الأسير في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن إدارة سجون الاحتلال تواصل (القتل البطيء)، بحق الأسير محمد الخطيب (40 عامًا) من طولكرم، والتي أدت إلى تفاقم وتدهور وضعه الصحي، مشيراً إلى أن المماطلة الإسرائيلية في تقديم العلاج له مورست بحقه بصورة ممنهجة وواضحة، سواء في نقله إلى المستشفى، أو إجراء الفحوص الطبي، أو تزويده بكميات كبيرة من المسكنات التي تسببت له لاحقًا بمشاكل صحية إضافية.

وحمَّل نادي الأسير، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عما وصل إليه الوضع الصحي للأسير الخطيب، وكذلك الأسرى المرضى كافة في سجون الاحتلال الذين يواجهون جملة من الجرائم العنصرية الممنهجة.
وذكر نادي الأسير، في بيانه، أن الأسير الخطيب الذي يعاني من انزلاق غضروفي خطير، كان قد التقى بطبيب مختص مؤخرًا، إذ أوصى بإجراء صورة خاصة للتأكد من تشخيص حالته الصحية الأخيرة، وتوفير العلاج اللازم له بناءً على ذلك.

وأوضح أن إجراء هذا النوع من الصور تمت التوصية به للأسير الخطيب منذ نحو سبعة أشهر عن طريق طبيب خاص كان قد اطلع كذلك على ملفه، وبعد مماطلة استمرت لنحو سبعة أشهر تمت التوصية بالفحص ذاته، كما أدت هذه المماطلة المتكررة إلى تفاقم وضعه الصحي ومعاناته.

وأكد أن قضية الأسير الخطيب، شكّلت مؤخرًا أبرز القضايا التي مارست فيها إدارة السجون إهمالا طبيًا متعمدًا بشكل واضح، وساهمت محاكم الاحتلال في ترسيخ هذه الجريمة، عبر الاعتماد على التقارير الصادرة عن إدارة السجون، وتجاهلت التقارير الطبية التي تم تقديمها إلى المحكمة عبر المحامين، ولم تكترث لمطالب المؤسسات الحقوقية بضرورة إجراء فحوص خاصة للأسير الخطيب.

وشدد نادي الأسير على أن معاناة الأسير الخطيب المعتقل منذ عام 2003، والمحكوم بالسجن 21 عامًا، بدأت منذ أكثر من عامين، وقد واجه مراحل من الإهمال الطبي الذي تسببت له اليوم بصعوبة بالغة في الحركة، حتى أصبح يعتمد على كرسي متحرك لتلبية احتياجاته، أو الاعتماد على رفاقه، فضلا عن الآلام الحادة التي ترافقه على مدار الساعة، والتي أدت إلى فقدانه القدرة على النوم.

يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال ناهز 5100 معتقل، 700 منهم من المرضى، من بينهم أكثر من 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة.

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، إن «الأسرى مستعدون لاستئناف معركتهم المستمرة، وعلى قاعدة الوحدة لمحطة جديدة لمواجهة إجراءات المتطرف إيتمار بن غفير».

واضافت: «سيكون هناك إعلان مهم من لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة يوم غد الأحد، حول مسار الخطوات، وما اتفقت عليه الفصائل مجتمعة في السّجون لصد العدوان المستمر بحقهم‏».

وأوضحت هيئة الأسرى ونادي الأسير، في بيان مشترك، مساء اليوم السبت، أن هذه الخطوات تأتي بعد يوم على إعلان الوزير الفاشي بن غفير قراره بالمساس بحق الأسرى بالزيارة، وتقليصها، والذي اعتبره الأسرى «لعبا بالنار التي ستحرق من أشعلها».

وأشار البيان إلى أنه «مع تولي حكومة اليمين الفاشية سدة الحكم، تضاعف العدوان على الأسرى في سجون الاحتلال، واتخذ هذا العدوان مسارات متعددة، منها جملة من القوانين، ومشاريع القوانين العنصرية، وتعديلات قانونية، الهدف منها الانتقام من الأسرى، والمساس بمصيرهم وحياتهم، وشكّلت تهديدات الوزير الفاشي بن غفير، الأساس لهذا العدوان، من خلال الإعلان عن جملة من الإجراءات التي تشكّل هدفًا بالنسبة له، تصب في عملية انتقامية متواصلة بحقّ الأسرى».

وأكد البيان أن الأسرى استطاعوا مواجهة العدوان عليهم على قاعدة الوحدة، وتحت إشراف لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، وأنه منذ أواخر عام 2022، و إعلان الوزير الفاشي تهديداته، بالمساس بحقوق الأسرى ومنجزاتهم، نفّذت لجنة الطوارئ للحركة الأسيرة، محطات مواجهة فاصلة، رسخت من خلالها أدوات جديدة لمواجهة هذا العدوان، وبمشاركة جميع الفصائل.

وأضاف البيان أنه في شهر فبراير 2023، شرع الأسرى بسلسلة خطوات اندرجت تحت إطار خطوات العصيان والتمرد على قوانين السجن، واستمرت هذه الخطوات حتى 22 مارس بعد أن تمكن الأسرى من صد إجراءات الفاشي بن غفير .

ودعت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أبناء الشعب الفلسطيني لإسناد الأسرى في خطواتهم المقبلة.

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، إن حالة الأسير وليد دقة المصاب بالسرطان والمعتقل منذ 37 عاما في تدهور مستمر، في ظل تواصل سياسة الإهمال الطبي بحقه.

وأضاف فارس أن الأطباء حذروا من احتمالية التلوث أو الإصابة بفيروس نظرًا لضعف مناعته، وأن استمرار وجوده في مكان ملوث «كوضعه في فم الموت»، خصوصا وأنه موجود في مكان لا يصلح لإيواء الحالات المرضية.

جاء ذلك خلال وقفة تضامنية نظمتها مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة، مساء اليوم السبت، دعما للأسير وليد دقة، والأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وأوضح فارس أن الوقفة تمثل رسالة وفاء ومشاركة للأسير الفلسطيني في همومه وتطلعاته، وتعبيرا عن رفض الوحشية والفاشية التي تتجلى في أبشع صورها في سياسات وإجراءات وتصريحات قادة الاحتلال الذين ينتقمون منّا جميعًا من خلال الأسير وليد دقة وبقية الأسرى المرضى.

واعتبر فارس الوقفة بمثابة دعم وإسناد لنضال الأسرى في مواجهة قانون الاعتقال الإداري العنصري، إلى جانب توجيه نداء للشعب الفلسطيني بأننا اليوم أحوج إلى وحدة العمل وارتفاع المشاركة في كل الأنشطة المساندة لنضال الأسرى.

من جهتها، قالت سناء دقة، زوجة الأسير وليد دقة، أن الأسرى بأمس الحاجة لهذه الوقفات المساندة، موجهة الدعوة لتوسيع رقعة الفعاليات المساندة للأسرى وخوصا المرضى منهم، من أجل إنقاذ حياتهم.

وأضافت أن الأسير دقة يعاني من وضع صحي معقّد ومركب، وأنه بحاجة لأن يكون حرا ليستطيع أن يتلقى العلاج الدائم، مشيرة أن هناك الكثير من العمل الذي يمكن القيام به من أجله.

وأوضحت أن زوجها الأسير في سباق مع الزمن، إذ إن وضعه الصحي حساس جدا ويحتاج لعناية طبية خاصة.

وأشارت إلى أنه تم تقديم استئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد رفض المحكمة المركزية لإطلاق سراح زوجها الأسير وليد دقة، مؤكدة أنهم سيطرقون كل باب يمكن الوصول إلىه من أجل إطلاق سراحه.