تمضي حكومة الاحتلال الإسرائيلي قدما بمخططات الاستيطانية في مدنية القدس المحتلة، بهدف طمس معالهما العربية الإسلامية وتغيير الطابع العمراني والأثري للقدس، وصبغها بالطابع التهويدي.
حيث وافقت مؤخرا، ما تسمى بلجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس المحتلة، على خطة رئيسية لما يسمى بـتطوير منطقة وادي الجوز في القدس الشرقية، بما في ذلك تطوير منطقة التكنولوجيا الفائقة “وادي السيليكون”.
وكجزء من البرنامج، سيتم إخلاء المستأجرين من حوالي 200 مبنى صناعي مملوك لفلسطينيين وهدمها، فيما سيتم نقل الأعمال التجارية إلى مجمعات في العيسوية وأم طوبا في القدس الشرقية.
ووفق بلدية الاحتلال، فإن الغرض من البرنامج هو تعظيم إمكانات هذه المنطقة المركزية للتوظيف والسياحة، من خلال تغيير العلامة التجارية للمنطقة، وإضافة التجارة والتوظيف، وتعزيز السياحة، وترتيب الإسكان، وتطوير طرق المرور وممرات للمشاة، ويعتبره الفلسطينيون أكبر مشروع تهويدي في مدينة القدس المحتلة.
عزل القدس
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة :” إن الإحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء هذه المشاريع الإستيطانية في الضفة الغربية و مدينة القدس المحتلة، هو عزل المواطنين الفلسطينيين و تهجيرهم إلى خارج تلك المناطق بهدف تهويدها و إحلال المستوطنين محلهم.
وأوضج جمعة خلال حديثه لقناة ” الغد”، أنه يجب الحذر من الرواية الإسرائيلية التى تزعم أن ماتقوم به هو تطوير في القدس، فإسائيل تريد ربط التجمعات الإستيطانية ببعضها البعضن وما يحدث في وادي الجوز ليس تطوير، هو هدم و استيلاء على أراضي الفلسطينيين و هدم ممتلكتهم و تشريدهم، و مشروع “وادي السيليكون” يعمل على عزل المقدسين.
المشروع التهويدي يتضمن وفق بيان للبلدية الإحتلال بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز التشغيل في الصناعات التقنية (هايتيك)، إضافة إلى 50 ألف متر مربع للمحلات التجارية و50 ألف متر مربع للفنادق.
وبدأت بلدية الاحتلال في القدس بإرسال إخطارات لأكثر من 40 منشأة من أصل 200 ورشة تصليح مركبات ومحال لمواد البناء، تطالبهم فيها بإغلاقها مع نهاية عام 2020 بحجة عدم الترخيص.
أكبر المخططات الاستيطانية
وحذر مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري من تبعيات هذا المخطط الذى يعمل على تغيير معالم مدنية القدس، كونه يعد من أكبر المخططات والمشاريع الإستيطانية التى تستهدف مدينة القدس المحتلة.
وأوضح الحموري خلال حديثه لقناة الغد، أن هذا المشروع الاستيطاني ستبينه إسرائيل على مساحة 250 ألف متر مربع بتكلفة تصل إلى حوالي 600 مليون دولار، وستدمر العديد من المنشآت الفلسطينية، بهدف ربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض، ما يؤثر على الطابع التاريخي للمنطقة.
ومنذ إعلان الإدارة الأميركية القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، تسارع آلة الاستيطان في هدم بيوت الفلسطينيني ومصادرة أراضيهم ، فما تبقى في القدس اليوم نحو 350 ألف مقدسي مقابل أكثر من 700 ألف مستوطن.
وقد انتقدت الأمم المتحدة عملية الهدم ووصفت إجراءات الاحتلال بأنها “انتهاك خطير” للقانون الدولي. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اوتشا، فقد هدمت سلطات الاحتلال 689 مبنًى في مختلف أنحاء الضفة، بما فيها القدس الشرقية منذ بداية العام الجاري.
وأوضحت أن الضفة الغربية المحتلّة تشهد أكبر عملية هدم منذ سنوات أدّت إلى تهجير 869 فلسطيني وتركهم بلا مأوى، وعادةً ما يتم التذرّع بالافتقار إلى رخص البناء التي لا يستطيع الفلسطينيون الحصول غليها في العادة بسبب نظام التخطيط التقييدي والتمييزي.
