تعد محمية وادي قانا شمال الضفة الغربية واحدة من أبرز الوجهات السياحية للفلسطينيين، حيث تتمتع بتنوع بيئي يتميز عن غيره من الأماكن، إلا أن المحمية تعكرها المستوطنات التي أقيمت على أرض الوادي، خاصة مياه الصرف الصحي.
وأقيمت عدة مستوطنات على التلال المطّلة على ضفتي وادي قانا وهي “عمانويل وكرنيه شومرون من الشمال، ويكير ونوفيم من الجنوب”، ومع الوقت توسّعت مستوطنة كرنيه شومرون لتمتد على عدّة تلال مجاورة، أقيمت إلى جانب هذه المستوطنات بؤر استيطانيّة وهي ألوني شيلو وإل متان وحفات يئير.
ضخ مياه الصرف الصحي
وضخت المستوطنات والبؤر الاستيطانيّة مياه الصرف الصحي إلى الوادي وأضرّت بجداوله وينابيعه وبمصادر المياه التي يعتمد عليها المزارعون.
وواصلت مستوطنتا ألوني شيلو وإل متان ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة إلى المحميّة الطبيعيّة، فيما تؤدّي انسدادات متكررة في جهاز الصرف الصحي التابع لمستوطنتي نوفيم ويكير إلى تلويث مياه الوادي من مرة إلى أخرى.
خلافا لتدابير فرض القانون المتطرفة التي تُمارس ضدّ المزارعين الفلسطينيّين، فإنّ حكومة الإحتلال تتجاهل الجرائم التي يقوم بها المستوطنون في نطاق المحمية، والتي تشمل البناء الاستيطاني المكثف وشق الطرق وضخ مياه الصرف الصحي إلى الوادي.
وقال المزارع جهاد منصور: “وادي قانا هو محمية طبيعية فلسطينية، وبه الكثير من أراضي البرتقال والمناطق الزراعية، ونحن كمزارعين نعتمد بشكل كبير على الأرض التي يحاول المستوطنون نهبها ويعملون على تلويثها بمياه الصرف الصحي، ما يسبب لنا الكثير من الأضرار”.
وأضاف منصور خلال حديثه “لقناة الغد”: نحن كمزارعين نعمل على زراعة الخضراوات بأنواعها وكذلك الحمضيات لكى نواصل العيش، إلا أن أكثر ما يعيق عملنا هو الاحتلال و جرائم المستوطنين.
سياحة فلسطينية
وفي ظل هذه المعاناة التى يعيشها الفلسطينيون في وادي قانا، إلا أن جمال هذه المنطقة الخلابة هي متنفس للفلسطينيين الذين يقصدونه أيضا للسياحة والترفيه عن أنفسهم.
ويشدد الفلسطينيون على ضرورة قيام الجهات الفلسطينية الرسمية كوزارة السياحة بالمزيد من الاهتمام بالترويج للوادي كمنطقة سياحية طبيعية فلسطينية، وكذلك أن يتم تنظيم الرحلات المدرسية إليه، لتثبيت للوجود الفلسطيني في وادي قانا.
وقال السائح أنس سلمان: “فرصة أن نأتي إلى وادي قانا من أجل الترفيه عن أنفسنا من ضغط العمل، فالأجواء في وادي قانا جميلة أينما تنظر تجد المشاهد التى تسر الناظرين، حيث الماء والينابيع، كل شيء هنا ممتع وجميل”.
وأوضح سلمان خلال حديثه لقناة الغد، أن المطلوب من المسؤولين المزيد من الاهتمام بالوادي والعمل على الترويج له باستمرار كواجهة سياحية من أجل التصدي للزحف الاستيطاني الإسرائيلي.
تهجير وخنازير
ولم يكتف الاحتلال بسياسة التهجير وإغلاق الوادي حتى أطلق المئات من الخنازير في أحراشه لتدمير المزروعات والاعتداء على المزارعين.
ومن السياسات الإسرائيلية لمضايقة المواطنين في الوادي منع المزارعين من تعمير أراضيهم أو زراعتها، حيث يعملون على أخذ صور للمنطقة بشكل مستمر لمراقبة أي تطور على المنطقة وذلك حسب ادعائهم لحماية الطبيعة.
وادي قانا محمية طبيعية فلسطينية تقع بين سفحي جبلين بين مدينتي سلفيت وقلقيلية، وتقع معظم أراضي المحمية ضمن أراضي بلدة دير استيا شمال محافظة سلفيت، إضافة إلى أراضي بلدات جينصافوط وقراوة بني حسان.
تزيد مساحة الوادي على 10000 دونم من الأراضي الزراعية الخضراء الممتلئة ببيارات الحمضيات، ويعد أهم الوجهات السياحية الداخلية في مدينة سلفيت والمناطق المجاور.
