وقالت ليا كفاتوم المحررة بالصحيفة، في مقالها: “لقد كنت في معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، وكانت الساعة حوالي التاسعة من الليلة التي سبقت عشاء مراسلي البيت الأبيض في أبريل الماضي”.
وكنت في أحد الحفلات السابقة التي تقام في جميع أنحاء العاصمة، كان هناك حوالي 6 من المشروبات تقدم نبيذًا مجانيًا، وبعض طاولات البوفيه مليئة بالأطعمة“.
وأضافت ليا”: “شارك في استضافة الحفل صحيفة (واشنطن ديبلومات) فقط، وهي صحيفة شهرية تخدم المجتمع الدبلوماسي، وكان من المشاركين في رعاية الحفل فريق (دي سي يونايتد) لكرة القدم وشركة (لونج آند فوستر) العقارية”.
وتابعت:”ولكن كان هناك مشاركًا آخر ومضيفًا بدا كأنه غريب للغاية، لقد كانت حكومة قطر، وكانت الدعوة إلى الحفل قد وصفت الحدث بأنه وسيلة للاحتفال بأهمية حرية وسائط الإعلام ونزاهتها، على الصعيدين الوطني والدولي”.
وقالت أنها تساءلت حينها: كيف شعر الصحفيون بحضور حفل يحتفل بحرية الصحافة تستضيفه البلد الذي لا تقترب فيه الصحافة والناس عمومًا من الحرية؟“.
وأردفت ليا “لذلك شرعت في العثور على مراسلين للتحدث معهم، (هل أنت صحفي؟) سألت شابًا يرتدي بذلة رمادية مائلًا على طاولة، اتضح بعدها أنه لم يكن مراسلًا، لكنني سألته عن قطر وحرية الصحافة على أي حال.
واستكملت “نظر لي بشكل واضح.وقال: (ليس لدي أي تعليق حول ذلك)، واعتذر عن التحدث قائلاً إنه بحاجة لتناول مشروب”.
وظللت استمر في مراقبة تعبيرات الناس وردود أفعالهم التي لم تكن مفاجئة حقًا، ولم تكن قطر مضيفًا مشاركًا أصليًا، ولكنها انضمت إلى المشاركة بعد انسحاب المملكة المتحدة المضيفة والمشاركة في 2018 في اللحظة الأخيرة.
وأوضح البريطانيون أنهم ألغوا المشاركة لأسباب مختلفة، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والصعوبات اللوجستية.
ولم تستجب السفارة البريطانية لطلبات الحصول على تعليق، وهكذا اشتركت قطر بدلاً من المملكة المتحدة في استضافة الحدث“
وأضافت المحررة: “عندما سألت آنا جويل مديرة التحرير في واشنطن ديبلومات، عن القرار الدبلوماسي للقيام بذلك، أجابت أن الحدث يعترف بوجود دلالات سياسية للشراكة مع بعض البلدان.
لكنها كما قالت، يحاولون العمل مع أكبر عدد ممكن من السفارات، بالنظر إلى أن الحدث مخصص للمجتمع الدبلوماسي“.
وبحسب “كفاتوم”، قال جاسم بن منصور آل ثاني الملحق الإعلامي لسفارة قطر، إن هذا كان أول حفل عشاء للمراسلين استضافته البلاد.
وقال في رسالة لـ “كفاتوم” بالبريد الإلكتروني: “في جميع الحالات، تعتمد الاستضافة المشتركة على السبب”
وفيما يتعلق بما إذا كان السبب في هذه القضية لا يتماشى مع معاملة الحكومة للصحافة في الداخل، قال آل ثاني: “تعامل قطر وسائل الإعلام في قطر وحول العالم باحترام، وتؤمن إيمانا راسخا بقوة الصحافة وأن تكون قوية ومستقلة
وأشار إلى أن البلاد تستضيف قناة الجزيرة، التي تشتهر بتقاريرها العدوانية، مما أثار غضب جيران قطر.
وقالت “كفاتوم” في تقريرها، “في الواقع، فإن إغلاق قناة الجزيرة هو من بين المطالب التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لإنهاء حصارها المستمر منذ عامين على قطر“.
وأضافت “ليا” في تقريرها: “لكن داخل قطر، تعرضت قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام المحلية إلى عدد من التقارير النقدية.
كما تقول سابرينا بنوي، من مكتب مراسلون بلا حدود في الشرق الأوسط، حيث يعمل موقع أخبار الدوحة، بحرية لمدة سبع سنوات، ويتناول القضايا في قطر ذات القضايا الشائكة
وتستكمل:”لكن في عام 2016 حظرت الحكومة القطرية الموقع داخل البلاد، وتم إغلاق مركز الدوحة لحرية الإعلام، فجأة في 16 أبريل الماضي”.
وتسرد:”قام بتأسيسه أمير قطر منذ أكثر من عقد، وذلك قبل عشرة أيام فقط من هذا الاحتفال في العاصمة واشنطن، ووفقًا لمراسلون بلا حدود، تتمتع الحكومة القطرية بنظام رقابة صارم على الإعلام“.
وقال “آل ثاني”: “لقد تم تعليق موقع أخبار الدوحة مؤقتًا لفشله في الامتثال لمتطلبات تسجيل الأعمال التجارية المحلية”،
وأضاف: “بينما يتم إغلاق مركز الدوحة، فإن قطر تواصل الاستثمار بكثافة في مبادرات لحماية الصحفيين وتعزيز حرية وسائل الإعلام، وسن القوانين لحماية وسائل الإعلام من الرقابة في مراحله النهائية“.
وقالت “كفاتوم” في تقريرها، “إنه تم اعتقال الصحفيين في قطر، بما في ذلك مراسل بي بي سي الذي تم احتجازه لفترة وجيزة في عام 2015 أثناء تقديم التقارير عن العمال المهاجرين
وأردفت:”أنه مثل هؤلاء العمال يشكلون حوالي 95 في المائة من القوى العاملة في البلاد، لكن ليس لديهم حقوق تقريبًا في قطر”، وذلك وفقًا لـ “هيومن رايتس ووتش“.
وقال “آل ثاني”، إن الحكومة دعت الصحفيين لرؤية سكن العمال ومنحتهم حرية التعبير لمقابلة من اختاروه، مبينا أن مراسل بي بي سي أجرى زيارات ميدانية من تلقاء نفسه وتم احتجازه بتهمة التعدي على ممتلكات خاصة“.
وتشرح سارة ريبوتشي كبيرة مديري الأبحاث والتحليلات في معهد “فريدوم هاوس”، وهي مجموعة مراقبة مستقلة مؤيدة للديمقراطية، أن قطر ليست النظام الأكثر قمعًا في العالم، لكنها قمعية للغاية، ولا ينبغي الاستخفاف بها.
وقالت محررة الصحيفة الـأمريكية في ختام تقريرها، “لم يكن أي من الأشخاص الذين تحدثت إليهم في الحفل على علم بمعاملة قطر لوسائل الإعلام.
وأردفت:”ومع مرور الوقت وانتهاء الحفل، تحدثت إلى رجل قال إنه كان اقتصاديًا بالبنك الدولي، ولم يكن يعتقد أنه كان من المهم للغاية أن يكون هناك حدث يحتفل بحرية الصحافة تستضيفه بلد تقيدها”.
وتابعت:” لكن رفيقته قالت إنها وجدت أنه من المقلق أن تقوم الدول الاستبدادية مثل قطر باستضافة حفلات تحتفل بالصحافة في أماكن مثل الولايات المتحدة“.
