واشنطن تكشف «العين الحمراء» للمستوطنات الإسرائيلية.. توجه جاد أم ضغوط ناعمة على نتنياهو؟

تصاعد الفلق الدولي إزاء العدد القياسي للهجمات التي يشنها المستوطنون المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مما يهدد باشتعال طوفان الغضب الفلسطيني وتنفجر الأوضاع في الضفة، وهذا يقوض الأمن في الضفة الغربية والمنطقة ويهدد آفاق السلام الدائم.

كان الاتحاد الأوروبي، قد أكد على «أن هذا الارتفاع في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين أمر غير مقبول، وأنه يجب على إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، أن تحمي السكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما يجب تقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلى العدالة».

وحذر من تصاعد عنف المستوطنين في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مما يشحن  مشاعر الفلسطينيين في الضفة تضامنا مع أشقائهم في القطاع.

الضفة فوق بركان قد ينفجر في أي وقت

ارتفعت أصوات التحذير، عقب تسلح المستوطنين يأنواع مختلفة من الأسلحة عقب قرار وزير الأمن الوطني بن غفير، بتسليح المستوطنين، وأصبحت الضفة فوق بركان قد ينفجر في أي وقت.. وقد بادرت االولايات المتحدة ـ وبقرار غير مسبوق وغير موقع ـ بفرض عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية على المستوطنات والمستوطنين، ثم تصف وزارة الخارجية الأميركية سلوك المستوطنين بـ«المتطرف».

عقوبات بشكل رمزي

بينما يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، محمد زيدان، أن الخطوات الأميركية قليلية ومتأخرة جدا، والحديث هنا عن عقوبات أميركية على بؤرتين استيطانية صغيرتين، وهي بؤر أقامتها جمعيات استيطانية دون قرارمن الحكومة، ولذلك فإن الحديث هنا يدور حول بؤرتين صغيرتين جدا، والحديث عن 3 مستوطنين فقط، بينما نجد في الصفة الغربية مئات المستوطنات يسكنها نحو 800 ألف إسرائيلي، ولكن الولايات المتحدة لم تتحرك، واتصور أن تحركها تجاه بؤرتين صغيرتين جدا، جاء بشكل رمزي وكأنها تلمح إلى ما لديها من قوة.. فقط تظهر «العين الحمراء» للمستوطنات والمستوطنين.

وقال زيدان للغد: الاستيطان في حد ذاته غير شرعي ومناقض للقوانين الدولية، وحسب اتفاقية روما يعتبر جريمة حرب.. والعقوبات الأميركية رمزية وهي رسالة للرأي العام الأميركي الساخط على الموقف الرسمي للولايات المتحدة وعدم ممارسة ضغوط على إسرائيل.

وأضاف: فضلا عن أن رياح الانتخابات التي بدأت تهب على الولايت المتحدة لها تأثير على مثل هذه الخطوات العقابية، دون أن يكون لها فعل استراتيجي على الأرض يضر باسرائيل.

الإجراءات الأميركية المتخذة ضد تطرف وعنف المستوطنين، ليست كافية لوقف الانتهاكات وممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الأكاديمية  والباحثة السياسية، دكتورة تمارا حداد، مؤكدة للغد، أن هذه الإجراءات ليست لها مردود ايجابي تجاه منع المستوطنين من ارتكاب هجمات على المواطنين الفلسطينيين أو طردهم من منازلهم ، أو مصادرة اراضيهم، وكذلك سرقة مواشيهم التي تتكرر خاصة في جنوب الخليل.

وأكدت: المستوطنون الآن هم الذراع الأخر لجيش الاحتلال، في  ممارسة العنف ضد الفلسطينيين حتى يتم إبعادهم عن أماكن إقامتهم

واشنطن لم تتخذ قرارا حاسما ضد المستوطنات

وقالت د.تمارا: الإجراء الذي اتخته واشنطن كعقوبات على المستوطنين والمستوطنات ليس كافبا ، فهي خطوات رمزية لا تحقق هدفا، وإنما كان على واشنطن اتخاذ قرارا حاسما وصريحا وواضحا،  فضلا عن امكانية  إعداد مشروع لمجلس الأمن الدولي،  يؤكد على أن  تواجد هذه المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية ينتهك  القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة اتي  تشير إلى ان وجود المستوطنين في الضفة الغربية يخالف القانون الدولي، ويخالف أي ترسيخ للبعد  الأمني في الضفة الغربية المحتلة والشرق الأوسط.

تحرك أميركي مفاجىء يثير التساؤلات

ولا تزال  التساؤلات قائمة عن التحرك الأميركي المفاجىء، والمتمثل في طلب وزارة الخارجية الأمبركية من إسرائيل بوقف عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين ومحاسبة المسؤول عن ذلك.. وكذلك فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المستوطنين والمستوطنات …رغم أن واشنطن تغض الطرف عن عنف وممارسات جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، أو بطبيعة الحال على جريمة الإبادة الجماعية في غزة؟

يقول أستاذ العلوم السياسية، دكتور إبراهيم ربايعة، للغد، إنه على المستوى النظري، فإن الولايات المتحدة ضد الاستيطان،  ولا تعترف بشرعية المستوطنات ومنذ العام 1967 وقد تجلى ذلك في عهد الرئيس أوباما حين امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن حين صدر قرار يؤكد عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية.

وأشار: أما على المستوى الفعلي فإن كل الإدارات الأميركية غضوا الطرف عن المستوطنات، بل أن بعضهم ساعد تلك المستوطنات كما حدث في عهد الرئيس ترمب.

وأضاف د. ربايعة: الإجراءات الأميركية مؤخرا، جاءت في إطار مواجهة الإدارة الأميركية لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وتحمّلها مسؤلية تراجع الوجود الإسرائيلي عالميا، والعزلة التي تواجهها، وباعتبار أن هذه الحكومة خطر على إسرائيل.

وأردف: لكن الولايات المتحدة تفرق بين الموقف من الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، وبين الموقف من إسرائيل، والذي تعتبره الإدارات الأميركية من الثوابت، ولا يقبل المساومة.

 إجراءات دون تأثير.. إسرائيل مستمرة في خططها الاستيطانية

وتابع أستاذ العلوم السياسية، إن هذه الإجراءات الأميركية ضد المستوطنات والمستوطنين، لم تصل إلى حد الإيذاء، أو التسبب في الضرر لإسرائيل، أو التاثير على مسار هذا الاستيطان.. فقد اكتفت الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة، بالعقوات التي تعد رمزية وتحمل رسائل سياسية، ولكن دون تأثير، والدليل أن إسرائيل تواصل اعتماد الميزانيات لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، وهي مستمرة في خططها الاستيطانية رغم الحرب الدائرة في غزة.

………………….

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]