وثائق أمريكية لم تكتمل عن إغتيال «كنيدي»..والغموض «سيد الموقف»

(2800 ) صفحة من الوثائق التي كشفت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأمريكية، مساء الخميس، بعد أن وقّع الرئيس دونالد ترامب مذكرة تسمح بنشر ملفات التحقيقات المرتبطة بجريمة قتل الرئيس الـ35 للولايات المتحدة، «جون كنيدي»، ورغم أنها ـ كما يرى البعض ـ تضم كنزا من المعلومات بشأن ما جرى خلال تلك الفترة، لكنها لا تقدم صورة كاملة تماما لما حدث، وبقي الغموض «سيد الموقف» ربما بسبب تدخل وكالات الاستخبارات لإبقاء السرية على بعض الملفات نظرا لما قد تسببه من تداعيات على الأمن القومي، وأيضا على علاقات الولايات المتحدة الخارجية.. أما الوثائق المتبقية، فقيل إنها ستخضع لمراجعة لن تظهر نتائجها إلا بعد ١٨٠ يومًا، بناء على طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) !!

 

 

 

 

 

جريمة الاغتيال

اغتيل الرئيس جون فتزجيرلد كينيدي يوم الجمعة، 22  نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1963، في مدينة دالاس بولاية تكساس عند الساعة 12:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي..كان كينيدي في موكب يسير ببطء وسط المدينة، ويستقل سيارة رئاسية مكشوفة برفقة زوجته «جاكي» وحاكم ولاية تكساس جون كنالي وزوجته نيلي. وفي ضاحية ديلي بلازا أصيب بطلقات نارية قاتلة.

 

اللجنة الرئاسية التي قادها رئيس المحكمة العليا في حينها القاضي إيرل وارن، للتحقيق في حادث اغتيال كينيدي، خلصت إلى أن مطلق النار هو «لي هارفي أوزوولد»، وقالت إنه تصرف بمفرده.. ولكن بعض التفاصيل المحيطة بالجريمة كانت محل شك كثير من الأمريكيين، ما دفع البعض إلى تصديق سيناريوهات تظل حتى يومنا هذا في إطار نظرية المؤامرة، خاصة مع  التساؤل عن دوافع القاتل أوزوولد، ثم عملية قتله على يد أحد عناصر الشرطة في دالاس بعد يومين من مقتل الرئيس .. وبقي الغموض قائما بعد مرور 54 عاما تقريبا..  حتى جاء الكشف عن وثائق ( لا تكشف شيئا)،ونجد أن  بعض الوثائق كتبت بخط يد غير مقروء، وأخرى بدت عشوائية وغير مرتبطة بالحدث الرئيسي، وبعضها سبقت حادث الاغتيال وبعضها الآخر جاء بعده بعدة سنوات!!

 

 

 

 

 

الوثائق لم تلغ ما تردد من شائعات ومعلومات عير موثقة.. على غرار قيام مواطن كندي، إبلاغ مكتب التحقيقات الفدرالي غداة اغتيال الرئيس كينيدي أنه سمع ثلاثة رجال كانوا يتحدثون قبل ثلاثة أسابيع من عملية الاغتيال عن الرئيس الأميركي، ونقل عنهم القول «إن كينيدي لن يترك دالاس حيا إذا زارها»، مبديا ثقته بأن أحد هؤلاء الرجال الذي كانوا في طريقهم إلى كوبا، هو « لي هارفي أوزوولد». ولكن أبلغ أحد أصدقاء هذا المواطن الكندي مكتب التحقيقات أن لصديقه خيالا واسعا. ورجح عملاء المكتب أن تكون رواية الرجل محض خيال.. وفي نفس الوقت أشارت وثائق وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي إلى أن «لي هارفي أوزوولد»  له ارتباطات بالاتحاد السوفيتي السابق وكوبا.

 

 

وقيل وقتئذ، أن وكالة الاستخبارات المركزية، اعترضت مكالمة هاتفية بين أوزوولد عندما كان في المكسيك وأحد عناصر الاستخبارات الروسية في سفارة موسكو في ميكسيكو ستي. وأن  أوزوولد تحدث مع الضابط بلغة روسية ركيكة.. ثم تلقى مكتب التحقيقات الفدرالي تحذيرا من مخطط لقتل منفذ عملية الاغتيال أوزوولد قبل مقتله بيوم على يد الشرطي في شرطة مدينة دالاس جاك روبي.

 

 

وتشير وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية إلى أن شخصا يلقب بـ «أيل مكسيكانو»كان يرافق أوزوولد في رحلته الغامضة إلى المكسيك في أيلول/ سبتمبر عام 1963، أي قبل تنفيذ عملية الاغتيال بشهرين. الوثيقة عرّفت «إيل مكسيكانو» على أنه فرانسيكو رودريغاس تامايو، قائد ميليشيا كانت معارضة لنظام كاسترو في كوبا حتى فراره ولجوئه إلى الولايات المتحدة عام 1959. وتعرّف وثيقة أخرى هذا الشخص على أنه قائد معسكر تدريب قوة معارضة لكاسترو.

 

 

 

 

 

رغم أن تحقيقات السلطات في اغتيال الرئيس كينيدي اثبتت أن «أوزوولد» تصرف بمفرده، ظل كثير من الأمريكيين على اعتقاد بوجود طرف آخر في الجريمة. نحو 60 في المئة يعتقدون أن شخصا آخر كان متورطا في عملية الاغتيال. ويبقى الأمريكيون حتى يومنا هذا على انقسام في هذا الشأن، إذ يتهم البعض عصابات الجريمة المنظمة (المافيا) بالوقوف وراء الجريمة، وآخرون يتهمون الحكومة الفدرالية ووكالات الاستخبارات بالتورط فيها، بينما يلوم آخرون كوبا ورئيسها في ذلك الوقت فيدل كاسترو بالتخطيط للعملية !!

 

 

 

سبق أن تم رفع الحظر عن ملفات اغتيال كينيدي السرية، بموجب قانون صدر في ٢٦ أكتوبر/ تشرين أول سنة ١٩٩٢، بسبب تزايد الضغط الشعبي بعد تشكيك فيلم «JFK» في الرواية الرسمية ويدعم نظرية المؤامرة. غير أن ذلك القانون سمح بالإبقاء على سرية بعض الملفات لمدة ٢٥ سنة أخرى، انتهت يوم الخميس الماضي ٢٦ أكتوبر/ تشرين أول الجاري. وفيلم «JFK» أخرجه أوليفر ستون وشارك في كتابة السيناريو مع زخاري سكلار، عن كتاب لجيم جاريسون وجيم مارس، وتم عرضه في ٢٠ ديسمبر/ كانون الأول ١٩٩١. وخلال ٣ ساعات و٩ دقائق، مزج الفيلم الواقع بالخيال وقدم تفسيرات نسفت الرواية الرسمية كليًا.

 

 

 

 

 

لغز اغتيال كينيدي، بدأ منذ ترشحه للرئاسة، فكونه من الأقلية الكاثوليكية وضعه على مسافة كبيرة من منافسه ريتشارد نيكسون، وزاد من فرص الأخير أنه كان نائبًا للجنرال آيزنهاور، الرئيس ذي الشعبية الكبيرة. غير أن ما أذاب المسافة أو الفارق هو الكاريزما الشخصية لكينيدي، واللعب بورقتي الشباب والمستقبل، إضافة إلى صفقات عقدها والد كينيدي مع قوى تمتلك ثقلًا انتخابيًا وتأثيرًا سياسيًا قويًا. وهكذا، صار ما كان في حكم المستحيل واقعًا، وتم إعلان فوز كينيدي بانتخابات نوفمبر/ تشرين أول ١٩٦٠ خلفًا لـ«آيزنهاور» الذي أطلق فور مغادرته البيت الأبيض، في يناير/ كانون الثاني ١٩٦١، تحذيره الشهير من شرور ومخاطر هيمنة المجمع العسكري الصناعي، على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.

 

 

 

 «الموساد» طرفا في القضية

ودخل الإسرائيليون (أو الموساد الإسرائيلي تحديدًا) على الخط وصاروا طرفًا في نظرية المؤامرة. وما جعل ذلك أكثر من مجرد كونه استنتاجًا هو ظهور وثيقة تثبت زيارة «جاك روبي»، قاتل المتهم الرئيسي (أوزوالد) إلى إسرائيل في الفترة من ١٧ مايو/ آيار وحتى ٧ يونيو/ حزيران ١٩٦٢، بصحبة زوجته. وتزايدت الشكوك بعد الكشف عن تبادل كينيدي لرسائل مع الرئيس جمال عبدالناصر تتعلق بالقضية الفلسطينية، اتفقا فيها على حلٍ كان من المفترض تطبيقه تحت إشرافهما.. وكان «كينيدي»، هو الرئيس الأمريكي الأول وربما يكون الأخير، الذي فتح ملف قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحاول أن يتوصل إلى حلول لها، وهو الملف الذي تم إغلاقه، بناء على طلب (أو أمر) الإسرائيليين الذين تلقوا دعمًا غير مسبوق من ليندون جونسون، نائب كينيدي الذي تولى الرئاسة عقب اغتياله. بل إن هناك من يتهمون جونسون نفسه بأنه أشرف على تنفيذ الاغتيال أو على الأقل تورط فيها، مستندين إلى أنه في غضون أشهر قليلة قام بمسح كل آثار كينيدي في السياسة الخارجية الأمريكية بنسبة مائة في المائة، وأعاد مفاتيح السيطرة إلى المجمع العسكري الصناعي والمؤسسات الأمنية والمخابراتية والشركات الكبرى المتحالفة.

 

 

 

 

 

 

 كيندي ـ مارلين مونرو

ومن بين الوثائق التي تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون ف. كينيدي، مذكرات فيها تحذير إلى الشقيق الأصغر للرئيس كينيدي، روبرت كينيدي من ظهور كتاب يحوي معلومات تذكر تقرّبه من نجمة الاثارة «مارلين مونرو»، (عشيقة الرئيس)، وهو كتاب «الموت الغريب لمارلين مونرو» للكاتب فرانك كابيل، وتظهر الوثائق تحذيرات مسؤولين إلى روبرت كينيدي من تكرار اسمه في معظم صفحات الكتاب حول علاقة وثيقة له بمونرو.

 

 

وبحسب تلك الوثائق، فإنّ مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية ادغار هوفر بعث برسالة إلى روبرت في الثامن من  يوليو/ تموز العام 1964أشار فيها إلى العلاقة الوثيقة التي كانت تجمعه بها، بالاضافة إلى وجوده في شقتها لحظة وفاتها في الخامس من اغسطس/  آب في العام 1962 داخل منزلها في لوس أنجلس على ما قيل بأنها توفت جراء جرعة زائدة. إلا أنّ مكتب «أف بي آي»أشار إلى أنّ كينيدي لم يكون موجوداً معها، مشيراً إلى أنه كان حينها مع زوجته في سان فرنسيسكو.

 

 

 

 

 

كما يشير كابيل في كتابه إلى أنّ علاقة كينيدي- مونرو كانت معروفة وسط أصدقائهما والصحافيين الموجودين في هوليوود، لكن لم يعلن عنها يوماً، و«عندما فشل كينيدي في تحقيق هذا الأمر، هددته مونرو بكشف علاقتهما وهو أمر لو حدث لكان دمر تطلعاته الرئاسية. حينها قرر روبرت كينيدي أخذ إجراء حاسم معها». وبحسب كابيل، فإن المقصود بـ «الاجراء الحاسم» هو لجوء كينيدي إلى صيغة «المؤامرة الشيوعية» والذي كان خبيراً في توظيفها للقضاء على أعدائه، وهنا للتخلص من مونرو وتلفيق انتحارها» .. ولكن ما علاقة الحادث باغتيال الرئيس كنيدي؟ وما علاقة «روبرت كنيدي» ـ بالحادث ـ وهو عشيق «مونرو» وهي في ذات الوقت عشيقة شقيقة «جون كنيدي»؟!

 

تساؤت كثيرة وغامضةن على هامش وثائق تم الكشف عنها .. ولكنها لم تكشف شيئا  من الحقائق المستترة والمغيّبة !!

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]